إستطاع محمد الفقيه أن يصنع لنفسه اسما ضمن نجوم البطولة الإحترافية ويجعل نفسه ضمن ركائز الكوكب المراكشي، لاعب مهاري «زئبقي» وأيقونة طمأنت جماهير فارس النخيل وكسبت ثقة المدربين المتعاقبين على الفريق، هشام الدميعي وحسن بنعبيشة وفؤاد الصحابي وأحمد البهجة ويوسف مريانة، فكان من بين أبرز لاعبي الفريق و كثر اللاعبين المحافظين على مكانتهم ضمن التشكيلة الأساسية.
في هذا الحوار نفتح مع الفقيه العديد من المحطات في سفر أردناه أن يكون صريحا بلا مساحيق تجميل، حيث سمى الأشياء بمسمياتها، ووعد الجمهور الكوكبي بالعودة بأحسن مستوى وأفضل مما عاشه منذ التحاقه قبل موسمين بالفريق الذي لم يستسلم لهزات عنيفة.

- المنتخب: كيف هي الأجواء بالكوكب بعد نهاية الموسم الشاق وضمان الفريق لمكانته بالقسم الإحترافي الأول؟
الفقيه: الحمد لله أن الأجواء داخل الكوكب جيدة جدا، والأمور تسير في الاتجاه الصحيح الذي يسعى إليه كل المراكشيين، بكل صراحة لمست أن هناك روح أسرية قوية تجمع بين أفراد المجموعة ككل، صحيح أن لكل فريق نقاط ضعفه وقوته ، لكن رغم ذلك  أنا متفائل بالمجموعة الحالية التي تكد وتجتهد كل يوم  لتقديم مردود أفضل لاحقا، ولمست أن هناك تحسنا ملحوظا داخل الفريق على كافة المستويات،وأن هناك إرادة قوية ورغبة جامحة لدى اللاعبين لتطوير أدائهم الفردي والارتقاء بالمنتوج الكروي للفريق المراكشي  ككل إلى مستويات أفضل خلال المستقبل القريب.

- المنتخب: عانى الكوكب من أزمة نتائج قبل أن يعود للإنتصارات، كيف هي نفسية اللاعبين بعد هذه النتائج؟
الفقيه: المعنويات صارت حاليا مرتفعة، وهناك عزم وإصرار من جميع اللاعبين على المضي قدما وتحقيق مزيد من النتائج الإيجابية، لقد قدمنا مؤخرا مباريات جيدة وحققنا انتصارات مستحقة ولا نريد أن نلتفت كثيرا لخلف بقدرما نتطلع للمستقبل بكل تفاؤل لأن عديد الرهانات تنتظرنا ويجب أن نحققها، وهذا يفرض علينا التعاون والتآزر والعمل بشكل جماعي لنتدارك ما فاتنا، وكل المؤشرات كانت توحي بأن الدورات الأخيرة صعبة لكننا آمنا بحظوظنا في تأمين مكانة الفريق بالبطولة الاحترافية.

- المنتخب: ما السر في تحقيق أربعة انتصارات متتالية بعد العديد من الخسارات التي خلخلت واقع الفريق؟
الفقيه: الأكيد أن مسارنا مستحق في ظل الصورة التي ظهر بها الكوكب في المباريات الأخيرة رغم تأثر مستوانا بسبب العياء، حيث أن الظروف لم تساعدنا وخاننا الحظ، لكن تركيزنا بقي منصبّ اعلى البطولة، وقد بذلنا جهودا كبيرة لكي نتجاوزها ونجعلها طي النسيان لنتابع مسيرتنا وندافع عن حظوظنا بالبطولة الاحترافية وتأمين البقاء، وقد تعاهدنا على تأجيل مناقشة مشاكلنا إلى ما بعد نهاية البطولة، كما أن اللاعبين كانوا مستعدين للإنخراط في منظومة المدرب يوسف مريانة، وهنا لا بد وأن أشكر هشام الدميعي وحسن بنعبيشة وفؤاد الصحابي وأحمد البهجة الذي كان لاعبا كبيرا، لكن النتائج لم تحالفهم، كل ما سبق عوامل تداخلت لتخلق فريقا بصورة مغايرة عن تلك التي عشنا خلالها تحت الضغط وخاصمتنا النتائج.

- المنتخب: وللمصالحة مع الذات لابد وأن العمل استهدف أعمدة معينة بدنيا وتكتيكيا ومعنويا، أليس كذلك؟
الفقيه: بلى، لا سيما وأن كل المباريات لم تكن سهلة وكان الحظ حاسما في الكثير منها، حقيقة عشنا أزمة نتائج كان لابد من فكها باللجوء إلى التدخل النفسي والاشتغال على الجانب المعنوي أساسا، إذ واجهتنا خلاله مجموعة من الصعوبات بالرغم من المجهودات التي بذلناها من أجل الوصول إلى مرمى الخصم، وخلال الدورات الأخيرة تحسن أداؤنا نسبيا، والحمد لله تحقق مرادنا خلال الأنفاس الأخيرة بعد أن صرنا في طريق تأمين مكانتنا بالقسم الأول بشق الأنفس وهو ما لاينبغي أن يتكرر لاحقا.
أعتقد أننا مطالبون بمواصلة اللعب بنفس الإيقاع الذي كنا عليه كل الدورات الماضية، والذي يتصف بالجدية والقتالية وعدم التفريط في نقاط الفوز خاصة داخل الملعب، ولعلم الجميع  فإننا أجرينا المباريات السابقة تحت ضغط نفسي كبير، لأننا كنا نضع الإنتصار نصب أعيننا أثناء كل مباراة، وهو ما كان يكلفنا الكثير من الجهد والصبر والتضحية.

- المنتخب: هل هذه المؤشرات تعني بأن الكوكب قد استعاد توازنه؟
الفقيه: عانينا من سوء الحظ الى جانب الإصابات التي لحقت أغلب التركيبة البشرية، لكن وضعية الكوكب في سلم الترتيب هي التي فرضت أمرا واقعا وهو إنقاذ الفريق، وكان لا بد أن يكون هناك رد فعل إيجابي من طرف اللاعبين في المباريات الأخيرة، وهذا ما حصل أمام اتحاد طنجة والفتح الرياضي وشباب خنيفرة وأولمبيك خريبكة، فبالرغم من بعض الصعوبات التي واجهتنا تمكن الفريق من بلوغ الهدف وهو الفوز، وهذا سيقوّي اللاعبين ويدفعهم لبذل جهود مضاعفة بالإعتماد على الحماس والقتالية التي لابد أن نظهرها على رقعة الميدان طيلة تسعين دقيقة.

- المنتخب: لكن ثمة أسباب عديدة تقف وراء معاناة الكوكب بصرف النظر على الإصابات وسوء الطالع؟
الفقيه: في الموسم الماضي كان التركيز منصبا على مشاركتنا في كأس الكونفدرالية الإفريقية، حيث لم نستفد من فترة راحة بسبب الالتزامات الوطنية والقارية الأمر الذي أدى إلى إرهاق اللاعبين لكن الطاقم التقني يعمل حاليا وفق الإمكانيات المتاحة مع العلم أننا غالبا ما قدمنا مباريات جيدة وتوفقنا في خلق العديد من الفرص الواضحة للتسجيل، لكن الفعالية هي التي كانت تخوننا في بعض الأحيان إلى جانب الحظ الذي عاكسنا في العديد من المباريات، وحاليا استعاد الفريق كل لاعبيه والكثير من مؤهلاته وظهر هذا جليا في المباريات الأخيرة، حيث قدمنا مستويات جيدة أمام فرق قوية ومتمرسة.

- المنتخب: جمهور الكوكب غاب منذ مدة لكنه عاد أخيرا وظل يساند فريقه بالرغم من تواضع النتائج في بعض الأحيان، ما هي رسالتك للجمهور الكوكبي؟
الفقيه: نحن كلاعبين نسعى دائما لتحقيق أفضل النتائج والهدف الأساسي هو إسعاد هذه الجماهير التي تضحي بالغالي والنفيس من أجل فريقها، ففي كل المحطات كان جمهورنا إلى جانبنا سواء داخل الميدان أو خارجه وفي العديد من المناسبات كان وراء تحقيقنا لنتائج إيجابية، ونحن نشكره كثيرا على تضحياته ومن جهتنا سنضاعف من جهودنا حتى لا نخيب ظنهونتفادى تكرار سيناريو هذا الموسم.
ترقبوا بقية الحوار بعد قليل..