إستهل الفريق الوطني مشوار تصفيات كأس أمم إفريقيا 2019 بالهزيمة بياوندي ضد الكاميرون بهدف نظيف لحساب المجموعة الثانية.
الغيابات الغزيرة وبعض الإختيارات التقنية الغريبة دفعت رونار للدخول بتشكيلة غير منسجمة ولاعبين يلعبون مع بعضهم في نفس الخط لأول مرة (فضال، الياميق، سايس، آيت بناصر، أزارو)، كما زادت الحرارة والرطوبة والصيام من مشاكل الفريق الوطني الذي بدا منذ الوهلة الأولى شاردا ومترددا، وبخطوط متباعدة ومتفككة في غياب رجال الربط والمبادرة.
المحاولات غابت والصناعة لم تحضر والمهاجم وليد أزارو بقي معزولا وحيدا في المنطقة الكاميرونية، ولم يستطع بوصوفة ولا بلهندة ومعهما أمرابط من إيصال الكرة في جهة الخصم، الشيء الذي كانت نتيجته تراجع للخلف وإستقبال لعدة محاولات من رفاق أبوباكار، هذا الأخير إستغل خطأ دفاعيا وفر من الرقابة بطريقة ذكية وسريعة من المدافع زهير فضال لينفرد بالحارس المحمدي ويهز الشباك د29.
البطء، التعب، التفكك وغياب الإنسجام ميزوا أداء الفريق الوطني الخجول في شوط أول محتشم وسيء عجزوا فيه عن التواجد فإنهاروا مبكرا وإستحقوا الهزيمة.
في الشوط الثاني تغير كل شيء للعناصر الوطنية بعد تغيير رونار لأفكار وترتيب أوراقه، وعودته لنهج 4-2-3-1 برجوع درار للظهير الأيمن والنهيري في اليسار، وإندفع الأسود بقوة نحو النصف الكاميروني وأجبروا أصحاب الضيافة على الدفاع فقط، ونظم زملاء بوصوفة صفوفهم وهجماتهم وكانوا قريبين من التعديل في فرصتين سانحتين عبر رأسية فضال وتسديدة فجر، وبقليل من التركيز لقلب الأسود الطاولة وحولوا التأخر إلى تقدم.
الضغط الرهيب للفريق الوطني قابلته هجمات مرتدة خطيرة وخاطفة للكاميرونيين وجدت يقظة الحارس المحمدي الذي إستأسد وأنقذ مرماه من تهديدين، وتواصل الإيقاع والإندفاع من جهة واحدة لكن في غياب النجاعة وصمود الدفاع وبراعة الحارس أوندوا الذي تصدى لتسديدة صاروخية لفضال في الدقائق الأخيرة، ليفلح الكاميرونيون في الحفاظ على نظافة شباكهم والإفلات من المد الأحمر، في لقاء نصفه الأول للمضيف والثاني للضيف، لكن الفوز والنقاط الثلاث كانوا في فم الأسود غير المروضة التي واصلت عقدتها وسجلها الخالي من أي تعثر كلما واجهت الفريق الوطني.