ما الذي تغير في الفريق الوطني؟
ما الذي حجب عنا كل الأشياء الجميلة التي قدمها أسود الأطلس في نهائيات "الكان" بالغابون؟
وهل حقا صورة الفريق الوطني في مباراته أمام الكامرون وقبلها أمام هولندا تثير المخاوف وتشكك في قدرة الأسود على مواصلة الصعود في سلم الجدارة إفريقيا؟
هي أسئلة من ضمن كثير بل غيض من فيض استغراب واستفهام، لاحق كل المغاربة بعد الذي شاهدوه من الفريق الوطني سواء في وديته امام المنتخب الهولندي أو في مباراته الرسمية أمام الكامرون بياوندي، والإجابة عن كل هذه الأسئلة توجد حتما في فكر وعقل هيرفي رونار الذي أصابنا جميعا بالذهول وهو يحدث رجة قوية داخل الفريق الوطني بسبب إختياراته البشرية وبسبب التأرجح الذي يحدث في تدبيره للمباريات وبسبب أنه يمعن في ارتكاب ذات الأخطاء عند التوظيف.
قطعا لا نستطيع أن نفهم مدى إصرار رونار على سجن نبيل درار في الرواق الأيسر برغم ما يظهره الرجل من معاناة في تأدية المهمة من دون تبرم ولا تأفف، ولا نفهم تعنته في ربط أمرابط بالرواق الأيمن برغم ما أظهره من محدودية كلفت الفريق الوطني الكثير.
ولا نجد مبررا واحدا لإمعان رونار في الإعتماد على يونس بلهندة كلاعب محوري في الوسط والإحصائيات الدقيقة تدينه وتقول بمطلق الأمانة أنه لا يقدم إضافة من أي نوع، بل إن وسط الميدان يصبح معاقا بوجوده.
ولا أرد هذا الإبتذال في تنزيل منظومة اللعب حتى وإن إختلف شكلها لسبب من الأسباب، إلا لشيء واحد هو التنطع الذي يظهره رونار في الآونة الأخيرة، بخاصة لما إنشغل كل تفكيره بمسلسل حكيم زياش، إذ أصبحت رؤيته مضببة وتفكيره مشتتا، وأخاف أن يكون هذا الذي يفعله اليوم وهو من غير جنس العمل ولا من أصل فكره التكتيكي محاولة للتنصل أو محاولة لإحداث شرخ يفضي إلى الإنفصال.
خلاصة ما شاهدناه من الفريق الوطني خلال مباراتيه الأخيرتين امام هولندا والكامرون، تستوجب من رئيس الجامعة بوصفه رئيسا للمنتخبات أن يقيم إفتحاصا لطريقة عمل رونار ولمخرجاته التكتيكية وحتى التدبيرية، فعرين أسود الأطلس بدأ يعيش على وقع هزات إستباقية وجب الإنتباه إليها حتى لا نعدم روح أوييم.