جميعنا يعرف نهضة بركان تسييريا بفوزي لقجع كيف لا ومن يرأس هذا الفريق هو نفسه عراب الكرة ورئيس جهاز الجامعة عندنا، إلا أن الأكثرية تعلم أن كل شارة وواردة وحتى أدق التفاصيل بهذا الفريق يديرها وباقتدار وسلاسة أحيانا رجل إسمه عبد المجيد مضران.
مضران الذي يظهر في الصورة كلما ضاقت الحلقات، يدير دفة التعاقدات ويدبر المعسكرات ويفك الأزمات، هو العلبة التي يودع فيها لقجع كافة أسراره وأحيانا يبث له شكواه، وهو توأم الروح كما سماه رفيق الدرب الذي حاصرناه في الحوار التالي ليطير بنا صوب الشرق، حيث الأحلام البرتقالية لا حدود لها.. تابعوا..

- المنتخب: في مستهل هذا الحوار نريد منك أن تطلعنا على من يكون مضران الذي تربطه بقبيلة الإعلاميين الرياضيين علاقة متينة كرسها بالتواصل الإيجابي سيما كلما ظهر في واجهة حدث تكون النهضة طرفا فيه؟
عبد المجيد مضران: بعيدا عن بروتوكول التسميات وبعيدا عن توزيع المناصب أنا رجل متواضع، شغوف بالرياضة والكرة، سخرني الله سبحانه وتعالى لوضع ما تسنى لي من جهد وطاقة رهن إشارتها.
بطبيعة الحال التكليف قادني لأن أتولى قرارات مهمة داخل نهضة بركان نيابة عن أخي فوزي لقجع الذي لا تربطني به كرة القدم فحسب،  بل نرتبط وجدانيا وعائليا وحتى على مستوى توارد الأفكار، وهذا التكليف جعلني أظهر في الصورة إلا أني فقط ألخص قرارات تتخذ بشكل جماعي داخل فريقنا الذي تحكمه البراغماتية والديمقوراطية على مستوى التسيير.

- المنتخب:ما الذي تقصده بالبراغماتية لأن هذا الجواب سيحيلني لسؤال آخر مرتبط به؟
عبد المجيد مضران: نحن نؤمن أن الغاية تبرر الوسيلة وما دامت غايتنا هي النجاح وهي أن نصل للأهداف بأقل هامش ممكن للخطأ فإننا لا نجد حرجا في من يتولى هذه القرارات أو من يظهر في الصورة أكثر.
البراغماتية عندنا هي أن نحقق المأمول دون أن يتسبب واحد منا في الحرج للطرف الثاني وأن نكون أكثر إنتاجا بأقل زاد ممكن، هذا هو منهجنا في التسير دون أن يعني هذا أننا متقشفون أو شيء من هذا القبيل، ولولا هذه البراغماتية لما تركت الهندسة النووية التي هي تكويني الأصلي الذي نلته من فرنسا لأتفرغ للكرة وصخبها.

- المنتخب: هل يمكن مثلا أن ندخل صفقتكم الأخيرة بالتعاقد مع المهاجم أيوب الكعبي ضمن هذا السياق؟
عبد المجيد مضران: بإمكانكم إدراجها إن شئتم لأنها كذلك، هذا اللاعب الموهوب كان مطلوبا من كل فرق البطولة ولا أحد يكره في زمن قل فيه اللاعب الهداف أن يكون له لاعب من طينة الكعبي، إلا أن ناديا واحدا فقط هو من ضمه لصفوفه في نهاية المطاف وهو نهضة بركان.
قد نكون تقدمنا بعرض أقل ماليا من منافسينا إلا أن البراغماتية التي نشتغل بها هي التي مكنتنا من حسم الصفقة وحتى « المعقول» الذي يميزنا دون ان نغفل الشكر للأخ ماندوزا على حسن التعاون وكل من ساهم معنا في تتويجها بالنجاح.

- المنتخب: الصف الرابع وقبله نهائي كأس العرش، متى يحين وقت التتويج أو تحقيق سقف أعلى من النتائج؟
عبد المجيد مضران: كل شيء بأوانه ومن سار على الدرب وصل ونحن ماضون قدما في الإتجاه الصحيح وراضون كل الرضا على المحصلة الحالية.
صحيح طموحنا يدفعنا للتفكير فيما هو أعلى، إلا أن شعارنا هو «نقطة بنقطة يحمل الواد» والإستعجال لم يثمر نتائجه داخل بعض الفرق ولا نريد أن نكون مثلهم.
أعتقد أنن أوان التتويج قد اقترب والبوديوم يغازلنا ونغازله وأحد اللقبين طموح مشروع، لكن وفق قواعده وليس عشوائيا، ونحن بصدد التخطيط لإسعاد البركانيين بلقب يرضي حبهم وتعلقهم بفريقهم والكرة بشكل عام.

- المنتخب: تظهر كثيرا في واجهة الأحداث على مستوى التعاقدات، أي أدوار وأي مساحة متاحة أمامك في هذا السياق؟
عبد المجيد مضران: هي الأدوار الإدارية المنوطة بي وليس لي أي دخل بالجوانب التقنية وأستغل أسلوبي على مستوى التواصل وحتى شغفي باللعبة وحبي للفريق لتيسير السبل أمامه.
لست من هواة العدسات والأضواء وعلى امتداد عقدين من الزمن وأنا أشتغل مثل الشمعة التي تنير للآخرين طريقهم حبا في الفريق ودعما لأخي فوزي لقجع  ولم يسبق وأن سجلت في يوم من الأيام مؤاخذة ضدي أو علي.
- المنتخب: هل لانشغالات السيد لقجع الموازية دور في كل التكليفات التي عرفناك بها؟
عبد المجيد مضران: بطبيعة الحال وسأكون أنا عبد ربه الضعيف أو أي كان داخل نهضة بركان جاحدين و«ماشي ولا الناس إلى ما عاوناش الراجل».
السيد متفاني في عمله ومخلص لفريقه ومقربيه وعليه أن يقابل بنفس الجزاء وعلاقتي بالسي لقجع يجهل الكثيرين أنها أكثر من كروية أو مرتبطة بالرياضة، هي علاقة متجذرة وعتيقة وهو توأم روحي بكل تأكيد والأخ الذي لم تلده الأم وأنا أعوضه على مستوى التواصل مع الإعلام أو الجمهور ونحن داخل بركان لا يوجد ما يمنعنا أو يخيفنا من التواصل.

- المنتخب: ألم يحدث في مرة أن اصطدمت بالسي فوزي نتيجة لاتخاذ قرار من القرارات؟
عبد المجيد مضران: على مستوى اتخاذ القرار لا، لأن القرارات تتخذ بشكل جماعي وأنا أملك السلطة التنفيذية ولا أشرع القرارات.
إلا أنه كسائر البشر والظواهر الطبيعية هناك قلق وانشراح، مد وجزر، وأحيانا فورة غضب، وشخصيا يستحيل أن تنتابني مهما كانت ردة فعله الغضب من «خويا فوزي» لأني أعرف أن له قلب كبير والأكثر من هذا هو يتمتع بخصلة وفائه لأصدقائه.

- المنتخب: أين فريقكم من المنحى الذي ستأخذه الأندية الوطنية على مستوى التحول لشركات؟
عبد المجيد مضران: سنكون أول من يستجيب لدفتر التحملات، ولا نشك للحظة واحدة أن فريقنا سيمثل المرجع والنموذج على مستوى التدبير بنظام المقاولة والشركة.
كيف لا نكون النموذج وفينا السي فوزي ولفريقنا السي سعد الدريب الخبير المحاسباتي المحترف الذي يشهد له أصحاب الإختصاص، نحن مستعدون لهذا الورش وصدقوني نهضة بركان سيكون مستقبلا علامة فارقة في هذا المجال.

- المنتخب: هل لك أن تطلعنا على المشروع أو الخطوات الأولية؟
عبد المجيد مضران: الأمور واضحة، كباقي الشركات كي تنجح عليك أن تنطلق و انت صافي الذمة المالية و باستراتيجية و ليس خبط عشواء.
قلت لك أنه لنا خبير محاسباتي فريد من نوعه انضاف لكفاءة السي لقجع وقريبا جدا سنصفي كل الديون ليكون عدادنا هو صفر درهم من الديون، وعلى بركة الله سننطلق على مستوى تعبئة باقي الخانات لا على مستوى تدبير الموارد أو ترشيد الإنفاق وحتى على المستوى الإستثماري، وسيحين وقت شرح ذلك في ندوة صحفية لتقريب كل البركانيين من الخطوة ولربما شكل الجمع العام القادم منطلقا لها.

- المنتخب: هل لكم أن تطلعونا على بعض من مواردكم التي ستعتمدون عليها، لأن الجمع العام الأخير شهد عجزا ماليا لا يليق بالفريق؟
عبد المجيد مضران: مواردنا لا تختلف عن موارد باقي الأندية وهنا أتوجه عبر منبركم بالشكر لمجلس الجهة في شخص السي البيوي والسي الإبراهيمي والسي النصيري ممثلين للسلطات المحلية والمجلس الإقليمي، وكذا للسيد الصويري بنصالح محتضن الفريق وكل من كانت له يد بيضاء على نهضة بركان.
بالعودة لموضوع العجز فهو لم يكن عجزا ماليا كبيرا وتم التغلب عليه ولله الحمد بفضل ترشيد الإنفاق لأننا نتعلم ومن يتعلم لا بد وأن يخطئ ومن ضمن ما ورطنا في هذا العجز هو سخاؤنا على مستوى بعض العقود، خاصة مع الأجانب ومن بينهم كوناطي المالي مثلا الذي جازيناه وفق إسمه وصفته الدولية.

- المنتخب: على ذكر اللاعبين الأجانب، ما سر وصفاتكم الناجحة على مستوى هذا النوع من التعاقدات؟
عبد المجيد مضران: هو توفيق من الله سبحانه مع كثير من النية والعقلانية وقليل من الحظ بطبيعة الحال والذي هو جزء من اللعبة.
نتوفر على لاعبين دوليين من المستوى العالي ككوناطي لاعب مالي وكودجي لابا مهاجم الطوغو ودايو مدافع منتخب بوركينافاسو، ومبعث السرور أن يكون لاعبينا الأجانب بالجدوى والجودة العالية التي تجعلهم مطلوبين في السوق وبشكل محترم، نحن لا نؤسس تعاقداتنا مع المغاربة أو الأجانب على العشوائية، بل وفق دراسة ومتابعة وجهد كبيرين.

- المنتخب: بما تهيأتم للموسم المقبل كي تنالوا شرف المنافسة على الدرع؟
عبد المجيد مضران: تسلحنا بأول سلاح وهو التحضير المبكر والجيد، التحضيرات انطلقت قبل أسبوع وستستمر ليوم أول مباراة بالبطولة و كلها محليا، لأني أقول دائما «لن تجد مثل المغرب أرضا وإن تجوب الأرض طولا وعرضا».
من إيفران لبوسكورة لغاية ختام التحضيرات، لنا برنامج مدروس للمباريات الودية وتعاقداتنا تتم وفق المعقول وبشكل احترافي وسنحاول تفادي أخطاء الموسم الماضي لأنه لم يعد مسموحا أمامنا أن نتراجع عن سقف المرتبة التي احتلها النادي.

- المنتخب: نترك لك وكما هي العادة مساحة حرة للحديث تعبر فيها كيف شئت جوابا على سؤال راهن أو رسالة لفئة ما؟
عبد المجيد مضران: للجماهير البركانية أقول أن حب الفريق وشغفي باللعبة هو ما جعلني أدير ظهري للتخصص العلمي الذي نجحت في نيل دبلومه، حبي لنهضة بركان والكرة هو ما جعلني لا أعود للبيت في بعض الأحيان إلا عبر فترات طويلة والتضحية بالصحة والوقت كي ينعم النادي بالنجاح.
أعد جماهير النهضة بأنه سيكون لها ناد نموذجي سيعتلي ريادة المنطقة، قريبا سيكون لهم ملعب في مستوى الطموحات تم تجديده بالكامل على مستوى الأرضية والمدرجات والمنصة واللوحات الإشهارية وسيتيح للجمهور فرصة الفرجة الراقية.
وعبركم أجدد احترامي وتقديري لجهود السي فوزي لقجع والذي أؤكد أنه إضافة لكرة القدم المغربية وليكن الجميع متيقن بأن الكرة المغربية ستتحسن كثيرا تحت إشرافه.