دعا فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم رجال ونساء الصحافة الرياضية لحفل ود وعشاء بمعية الناخب الوطني هيرفي رونار مساء يوم السبت 15 يوليوز 2017 أياما  قليلة بعد عقده جلسة صلح مع حكيم زياش المحترف بأجاكس أمستردام الهولندي والناخب الوطني بعد شد الحبل الذي دام لشهور بين الطرفين، وجاءت هذه المبادرة من رئيس الجامعة لفتح صفحة جديدة مع وسائل الإعلام الوطنية، بهدف تلطيف الأجواء وفتح مجال أكبر من أجل التواصل، والانفتاح، ومد جسور التواصل عقب فترة «الانغلاق» والجفاء التي ميزت علاقة هيرفي رونار بالصحافيين، منذ ان عينته الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم كناخب وطني قبل عام ونصف، ما جعل العلاقة بينه وبين الصحافة الرياضية الوطنية تعرف نوعا من القطيعة، ليبادر رئيس الجامعة بإطلاق هذه المبادرة في إطار المصلحة العامة التي تقتضيها الظرفية الحالية التي سيخوض فيها الفريق الوطني مباريات حاسمة على مستوى إقصائيات كأس العالم 2018 بروسيا، وتتطلب من وسائل الإعلام التعبئة وراء الفريق الوطني لإذكاء الحماس في صفوف اللاعبين.
لماذا هذا اللقاء العائلي؟
بالنظر إلى أن هذا اللقاء لم يأت في ثوب ندوة صحفية فقد أصر رئيس الجامعة السيد فوزي لقجع على أن يرتجل كلمة أمام رجال ونساء الصحافة الرياضية، أبرز من خلالها أن هذا اللقاء هو لقاء عائلي وأخوي يجمع الجسم الصحفي والجامعة والطاقم التقني للمنتخب الوطني وهو جسم ينبني على التحفيز والدعم والإنتقاد أيضا، وبما أن للصحافة الرياضة دورا كبيرا في الدعم والتحفيز وإذكاء الحماس فقد جاء هذا اللقاء الحميمي ليكون بداية لمرحلة جديدة في العلاقة مع الإعلام الرياضي الوطني برغم الإنشغالات الحالية في الرياضة الوطنية، قائلا في هذا الصدد: «إنه لقاء عائلي بعيدا عن الدبلوماسية والبروتوكول أردناه أن يكون مفتوحا بلا قيود لفتح صفحة جديدة نريدها أن تكون فاتحة خير على فريقنا الوطني المقبل على مباريات حارقة في إقصائيات كأس العالم، نريد أن نتعبأ جميعا لهذه المرحلة، ونكون السند الكبير لفريقنا الوطني، لذلك أعتبر هذه الخطوة فرصة للإنفتاح على الصحافيين وفتح صفحة علاقات جديدة، أكثر من طرح تساؤلات، وتقديم إجابات».
الفريق الوطني في صدارة الإهتمامات
يقول فوزي لقجع بأن الفريق الوطني يشكل الاهتمام الكبير لدى المغاربة، وبالتالي فإنه أولوية الأولويات، لذلك فإن عقد هذا اللقاء العائلي هو شعور بالأهمية الكبرى للمرحلة القادمة خاصة وأن الفريق الوطني سيكون بداية شهر شتنبر القادم على موعد مع مواجهة قوية أمام منتخب مالي على مستوى إقصائيات كأس العالم ببلادنا، وعلى الأسود تحقيق الفوز لتقوية الحظوظ من أجل نيل بطاقة التأهل لمونديال 2018 بروسيا، نحن من غبنا عن كأس العالم منذ 1998، ثم الموعد المهم لفريقنا الوطني المحلي خلال شهر غشت القادم أمام المنتخب المصري لضمان التأهل للشان بكينيا 2018 أيضا، لذلك يضيف رئيس الجامعة: «هذا واجب وطني يحتم علينا توفير كل الإمكانيات الضرورية لمنتخبنا الوطني حتى يكون في كامل الإستعداد والتحضير، لأن الهدف الأسمى اليوم هو أن يعيد المنتخب الوطني الأفراح للمغاربة، أن نتأهل لمونديال 2018 بروسيا، ان نعود للواجهة العالمية بعد عودتنا الموفقة لإفريقيا، هي مسؤوليتنا جميعا، أن نكون إيجابيين ومحفزين لا أن نضع العراقيل، لذلك جاء هذا اللقاء الأخوي والعائلي ليعلن انخراطنا جميعا في هذا المسلسل، كل من موقعه، لهذا أقول بأن الواجب الوطني يحتم علينا جميعا العمل بدون خلفيات، حتى يحقق الأسود حلم المغاربة الذي ينتظرونه منذ 20 سنة».
التأهل لكأس العالم حلم أمة
يقول فوزي لقجع بأنه في العالم  كله  تعطى الأولوية القصوى في بناء السياسات الكروية للمنتخبات الوطنية بهدف تلميع صورتها ونجاحها على المستوى الخارجي، لذلك فإن من الطبيعي جدا أن يكون الفريق الوطني في صدارة الإهتمامات، لأنه يصنع الأفراح والأمجاد ويصنع نجومية اللاعبين أيضا: «الشيء الذي لن نختلف عليه هو أن المنتخب الوطني ملك لكل المغاربة ومن حقهم أن يروه في القمة، ويحقق الأهداف المرجوة، لكن بالمقابل علينا أن نكون مع فريقنا الوطني بكل جوارحنا، ونشجع اللاعبين ونساندهم، تعرفون أن آخر حضور للفريق الوطني في كأس العالم كان سنة 1998، والذين إزدادوا في 1999 سيبلغون سن 18 سنة في 2018، ما يعني أن هذه الشريحة من الشباب لم تعش الأفراح السابقة، بل تتطلع لأن تعيشها في هذه السنة، وتشاهد فريقنا الوطني وقد حقق الحلم الكبير بالتأهل للمونديال وشخصيا أشعر بالخجل عندما ألتقي بالمواطنين وهم يسألونني نفس السؤال، لماذا لا نتأهل لكأس العالم؟، للأسف هؤلاء لا يعرفون القوانين الخاصة بكرة القدم والمنظمة للمسابقة، ما يهم هو أن يحقق المنتخب الوطني التأهل لكأس العالم وكأس إفريقيا للأمم ورفع العلم الوطني خفاقا في هذه الأحداث الكروية الكبيرة وهذا من حقهم وأنا معهم».
لن أكذب على الجمهور المغربي
رئيس الجامعة بدا صريحا في هذا اللقاء العائلي، وقال : «شخصيا لا أكذب على المغاربة الذين ألتقيهم، الفريق الوطني يتوفر على كل الإمكانيات ليكون في القمة، وبلادنا ولله الحمد توجد في وضعية جيدة، كما أن بلادنا لا يجب مقارنتها مع دول أخرى برغم ما تتوفر عليه جنوب إفريقيا مثلا من إمكانيات، بلادنا خطت خطوات كبيرة في هذا المجال وأصبحت نموذجا يقتدى به على المستوى الإفريقي، بدليل أن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ستوقع شراكة مع الفيفا والكاف لتصدير التجربة المغربية على المستوى القاري، وشخصيا لن أقول بأن ما حققته شخصيا في ثلاث سنوات لم يتحقق في 15 سنة، هذه ليست من شيمي ولن أقول شيئا في هذا الباب، أحاول دائما أن أدعم بكل الإمكانيات، مع الأسف قد نخفق في بعض الأحيان، وإن كان الواقع له خصوصية أخرى، فالمسؤوليات تذهب، لكن يبقى التاريخ قائما».
بمقدورنا التأهل لمونديال روسيا 2018
وقف رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم السيد فوزي لقجع عند حلم المغاربة بالتاهل لكأس العالم 2018 بروسيا، وهو المخطط الذي رسمه مع الطاقم التقني للأسود بقيادة الناخب الوطني هيرفي رونار وقال بهذا الخصوص: «سنقدم كل الدعم وكل الإمكانيات المتاحة  للفريق الوطني حتى يحقق الحلم، وإن كنا سنصطدم بمباريات قوية، لكن الأهم قبل خوض هذه المباريات قمنا بصلح كان ضروريا بين الناخب الوطني هيرفي رونار واللاعب حكيم زياش وكان لقاءا صريحا وحميميا، وحكيم زياش سيعود قريبا إلى صفوف المنتخب الوطني لكرة القدم، بعد فترة غياب إثر خلاف بينه وبين الناخب الوطني ولم يكن هناك مشكل في العمق، بل مجرد اختلاف في وجهات النظر قمنا بتقريبها، وسيعود زياش إلى المنتخب الوطني، وهنا أؤكد لكم عندما تحدثت مع الناخب الوطني في موضوع زياش لم يفكر ولو دقيقة واحدة حيث رحب بالفكرة بلا تردد».
وبخصوص مشاركة اللاعب زياش في المباراة المقبلة لأسود الأطلس أوضح لقجع أن الهدف كان هو توضيح الأمور، وأن المشاركة في المباريات تكون حسب المعايير المتعارف عليها داخل المنتخب، وأن صفحة جديدة قد فتحت في علاقة كل من زياش والناخب الوطني».
بنعطية وحدادي ملفنا القادم
أشار رئيس الجامعة السيد فوزي لقجع على أنه برفقة الطاقم التقني للفريق الوطني سيعقد جلسة مع عميد الأسود المهدي بنعطية لثنيه عن قراره بالإعتزال دوليا لأن الفريق الوطني بحاجة اليوم لكل لاعبيه، خاصة في هذه المرحلة المهمة والدقيقة، كما أن الجامعة تعمل جاهدة من أجل الحل النهائي لمشكل منير حدادي الذي  لم يتلق إلى الآن الضوء الأخضر بالمشاركة مع الفريق الوطني برغم أنه كان قد كاتب رسميا الإتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» من أجل اللعب للفريق الوطني وهو الذي لعب من قبل للمنتخب الإسباني.
رئيس الجامعة السيد فوزي لقجع إعترف على انه وقعت بعض الأخطاء وتتحمل الجامعة كامل المسؤولية في ذلك.
صفحة جديدة
أكد رئيس الجامعة السيد فوزي لقجع في ختام حديثه على أن هذا اللقاء العائلي سيدشن لعلاقة جديدة بين الجامعة ووسائل الإعلام، في إطار الإحترام المتبادل، من أجل تبادل الأفكار والتصورات خدمة للمصلحة العامة للفريق الوطني، مؤكدا بأن الصحافة الرياضية هي شريك إستراتيجي للجامعة، وعندما تقوم بالنقد بمختلف أجناسه فإن ذلك يصب في مصلحة الفريق الوطني وكرة القدم المغربية، يقول السيد الرئيس:
«بمقدور الصحافة الرياضية ان تفعل الشيء الكثير للفريق الوطني ولكرة القدم الوطنية، وهنا سأفتح قوسا لأقول بأنني قضيت شهرا كاملا مع عناصر الفريق الوطني بالغابون، وسعدت كثيرا للدعم الذي لاقوه من وسائل الإعلام، بل إنني سجلت حرص اللاعبين على أن يقرؤوا ويتابعوا كل النقاشات التي تتناول أداءهم ومردودهم، ما يعني أنهم يتفاعلون بشكل إيجابي مع كل ما يكتب وما يقال، وقد كان هذا الأمر محفزا لهم، وسأحرص مع الناخب الوطني على أن ننتظم في عقد مثل هذه اللقاءات، حتى تبقى الصحافة الرياضية قريبة من الفريق الوطني وتلعب دورها كاملا في إطار الحوار الإيجابي والمسؤول، وسأكون معكم أمينا، فبمجرد أن عرضت على هيرفي رونار فكرة عقد هذا اللقاء الحميمي والودي حتى تفاعل معه بشكل إيجابي، بل إنه لم يتردد في قطع إجازته السنوية ليكون بيننا اليوم بعد أن جرى تقديم هذا اللقاء بيوم واحد، وإن دل هذا على شيء فإنه يدل على أن الناخب الوطني مرحب باستمرار بالصحافة الوطنية ويرى أن المسؤولية المهنية والأخلاقية تقتضي دائما أن يكون تحت تصرف الصحافة الوطنية التي هي مرآة للرأي العام الوطني».