بثقة عالية بالنفس وبإيمان قوي بالقدر خيره وشره، أكد جواد يميق أنه لن يستسلم ولن ينزل يديه بسبب فشل صفقة انتقاله للعب بالبطولة الفرنسية.
صحيح أنه يعيش حالة إحباط وتذمر كبيرين بسبب مآل الصفقة وإجهاضها دون توضيح أسباب ذلك، إلا أنه أظهر عزما كبيرا على التطلع للمستقبل بنظرة متفائلة.
جواد يميق بروحه الإنتصارية الدائمة يتحدث عن طموحاته وعن رهاناته وحتى سقف أحلامه رفقة الرجاء والفريق الوطني.

- المنتخب: طويت صفحة الإحتراف بنادي نانط وغلقت هذا القوس بصفقة مجهضة، هل لك أن تطلعنا على الشكل الذي انتهت به الأمور ولو بطريقة لم تكن مرضية بالنسبة لك؟
جواد يميق: هي واحدة من الصفحات التي أود نسيانها وبسرعة و فتح صفحة أخرى في مشواري كلاعب، ذلك أنها انتهت النهاية التي لم أكن أرغب فيها ولا كنت أتمناها.
في نهاية المطاف لا يسعني إلا أن أقول الحمد لله على كل حال وما علي سوى الرضا بالقضاء والقدر وأن أتطلع للمستقبل برؤية مختلفة أكثر تفاؤلا وليس من مصلحتي التوغل أو التدقيق فيما حدث لأنه لن يفيدني في شيء.
كان بودي أن أحترف وكنت واثقا من النجاح و التفوق إلا أن الرياح سارت عكس ما اشتهيته والخير فيما اختاره الله بطبيعة الحال.
- المنتخب: تبدو محبطا وفي وضع نفسي مهزوز، هل أثر فيك إجهاض الصفقة لغاية هذه الدرجة؟
جواد يميق: بطبيعة الحال كان للموضوع أثر نفسي سلبي علي، كنت سأتقبل الوضع لو أن الصفقة ألغيت كما تلغى باقي الصفقات نتيجة لعدم التفاهم منذ البداية أو لخلاف واضح، لكن ما حدث معي أمر مختلف تماما.
فقد كانت تسير كل الأمور على ما يرام وكنت بصدد التوقيع على أول عقد احترافي لي خارج المغرب و كان الوضع عاديا، بل أني تلقيت إشارة بالتنقل لفرنسا من أجل التوقيع كون شروطي التي أبلغتها لإدارة نانط حظيت بالموافقة والقبول من طرفهم إلا أني تفاجأت في النهاية وكيف سارت الأمور لاحقا وبدا لي أن أشياء غريبة حدثت وعوامل أخرى عثرت كل شيء وأعادت الأمور لنقطة الصفر.
أمام هذا الوضع لا يمكن إلا أن أشعر بالإحباط، بل بالتذمر لأنه لم أكن أحلم بأن يكون انتقالي أو احترافي الأول بأوروبا بهذه الطريقة وهذا الشكل.
- المنتخب: هل لك أن تقدم المزيد من الإيضاحات بالموضوع؟
جواد يميق: ما حدث هو ما يحدث في كل الصفقات، يجري التفاوض بين إدارة الناديين وبعدها التفاوض مع اللاعب.
شخصيا لم يكن بوسعي التدخل في أمور لا تعنيني بين الناديين واشتغلت رفقة أخي على سير التفاوض مع نادي نانط وأبلغناهم بمتطلباتنا والتي رحبوا بها.
باقي التفاصيل كنت أتابعها عبر الإعلام كباقي الرأي العام وكنت أتوصل بمعطيات كل مرة تارة تتحدث عن تقدم المفاوضات وتارة أخرى عن تعثرها ولم أتملس خيط الحقيقة ولا الجوانب التي أثرت على سير الصفقة وعدم نجاحها في الأخير بسبب تضارب التصريحات والخرجات»
- المنتخب: بدورنا لم نعثر على خيط فشل الصفقة، رئيس النادي تحدث عن أياد خفية من داخل الرجاء هي من أجهض الصفقة، ما رأيك؟
جواد يميق: لا أرغب في الدخول في مثل هذه التفاصيل لأني حديث العهد بالرجاء ولا عداوة لي مع أحد وعلاقتي مع الجميع مطبوعة بالإحترام والتقدير ولم أتعرض لأحد بالإساءة حتى يستهدفني أو ينتقم مني بهذا الشكل.
لو صدقت هذه الحكاية سيزداد إحباطي أكثر وسيزداد ألمي لأن إن كان فشل الصفقة من عند الله فمرحبا به وإن كان بمساهمة أي كان أو العبد فلن أسامحه على ما حدث.
- المنتخب: رئيس النادي لم يكن يقصد أنك طرف مستهدف، بل ذهبت ضحية صراعات خفية داخل الرجاء؟
جواد يميق: لو كان هذا صحيحا فسيكون أمرا مؤسفا بكل  تأكيد، أعتقد أن الأوضاع الحالية والراهنة داخل النادي لا تسر كثيرا.
من مصلحة الرجاء والكرة المغربية ومن مصلحتي لو توجت هذه الصفقة بالنجاح، ولا أحد يرضيه مثلا أن يقف في طريق نجاح جواد أو يسد عليه باب رزقه.
أعتقد أن الوضع الحالي لا يحفز على العطاء وعلى تقديم الأفضل ولم أكن أتوقع يوما ما أن أقف في هذا الموقف وأن أكون ضحية بهذا الشكل.
- المنتخب: الآن وبعد فشل انتقالك لنانط وبالروح المعنوية المهزوزة التي نلمسها في حديثك ما الذي تود فعله؟
جواد يميق: أحتاج حاليا لفترة صفاء ذهني ولفترة تأمل وراحة كي أستوعب ما حدث معي، فلم يكن سهلا أن أتنقل لفرنسا من أجل التوقيع على العقد لأعود من هناك بعد إخباري أن توقف المفاوضات يحول بيني وبين ذلك.
ليس سهلا استحضار شريط الأحداث وما كان بفرنسا بعد أن أحسست أني قريب من إدراك حلم راهنت عليه وبذلت لتحقيقه الكثير من الجهد، لذلك كل التفكير أو أي خطوة لاحقة مؤجلة ما أحتاجه هو أن أنعم بقليل من الهدوء والتأمل.
- المنتخب: هل ترى نفسك خارج سياق الإحتراف الأوروبي بعد الذي حدث؟
جواد يميق: لن أكون أنا جواد يميق إن حدث هذا، أنا رجل مؤمن بالله وبقدره خيره و شره، والأكثر من هذا مؤمن بقوة شخصيتي وكون الثقة التي تنتابني وكذا يقيني في الله يدفعني لطي الصفحة والتطلع للمستقبل بنظرة متفائلة.
ما حدث معي من الماضي وجزء لا أود التفكير الطويل فيه لأنه لا يحمل لي ذكريات طيبة أود التطلع للمستقبل والتفكير في القادم والأكثر من هذا كما قلت لك حاجتي لفترة راحة وتفكير كي أعيد معالجة الوقائع ورسم خارطة طريق للمستقبل بهدوء أكبر وبتركيز أيضا.
- المنتخب: ألن يشكل لك ما حدث بداية لرفع التحدي في مشوارك لتحقيق نقلة أكبر مثلا؟
جواد يميق: فعلا هذا ما سيحدث وهذا ما سيكون، لقد قررت أن يكون ما حدث معي درسا للمستقبل واختبارا لقدراتي وكذا بداية لمعالجة ملفات قادمة بشكل مختلف.
قلت لك في بداية الحديث أني مؤمن بالله ولا أعتقد أن ما حدث معي فيه شر لي بل فيه كل الخير ولربما شكل لي حافزا لانطلاقة جديدة والتطلع لما هو أكبر أو السعي خلف عرض أو عقد أفضل، على أي لا أود الحديث مطولا فيما جرى وأسعى لانطلاقة مختلفة وانطلاقة تعيد رسم الأمور لدي بشكل مغاير ومختلف والثقة بالنفس هي رأس مالي الكبير الذي به سأربح كل التحديات المطروحة والمعروضة أمامي.
- المنتخب: تزامن إجهاض صفقتك مع ظروف صعبة يمر منها ناديك الرجاء، هل من تأثير لكل هذه الحلقات المتواصلة عليك؟
جواد يميق: بكل تأكيد، فحين يقترب لاعب من اللعب على أعلى المستويات بأوروبا وكلنا نعرف حجم الصعوبات التي اعترضت طريق احتراف لاعبي البطولة بالمواسم الأخيرة بالبطولات الأوروبية وبعدها يعود ليجد نفسيه مرغما على قبول الأمر الواقع و العودة لنقطة الصفر فهذا أمر فيه صعوبة بالغة.
الصعوبة تكمن أيضا أنه تعود تصطدم بواقع سيء داخل النادي واقع لم يتغير عن الموسم المنصرم بتكرار نفس المشاهد ونفس الصورة وهي أمور لا يمكن أن تساهم في تطوير مستوى اللاعب المغربي أو حتى الإعلاء من شأنه بالخارج، أتألم كل يوم حين ألامس واقع الرجاء الفريق الذي حلمت بتمثيله واللعب بقميصه وهو يعاني بهاته الطريقة.
- المنتخب: ما هي الرهانات والتحديات التي تحاول رفعها في هذه الظروف؟
جواد يميق: أكبر تحدي هو اشتغالي على موضوع الإحتراف بأوروبا وعلى عدم رفع الراية البيضاء وعلى أن أكون عند مستوى التطلعات.
كان درسا كبيرا في مساري ليس كلاعب فحسب، بل سأجعله درسا في الحياة، علمني ما حدث أن ألتفت للمحيط أو أحترس أكثر وأن لا أضع ثقتي في أشخاص كثر.
التحدي هو اللعب بأوروبا وبأي ثمن وهنا يمكنني التأكيد على أني أدرت ظهري لعروض كثيرة من فرق عربية و من بطولات متوسطة أوروبيا لأني كنت وما زلت أرغب في اللعب في واحدة من البطولات الخمس الكبرى بأوروبا وهو حلم مشروع وطموح لن أدخر جهدا في سبيل تحقيقه.
- المنتخب:رغم كل هذا يبدو الموسم الذي وقعت عليه ممتازا ففيه بعض النجاحات والإيجابيات، أليس كذلك؟
جواد يميق: بكل تأكيد ولو أني حلمت بلقب رفقة الرجاء إلا أنه للأسف لم يتحقق، كان بالإمكان تحقيق ما هو أكبر من ذلك والعودة لإفريقيا من جديد رغم المشاكل التي صادفناها.
اللعب للمنتخب المحلي بانتظام والتواجد رفقة المنتخب الأول واستقبال أكثر من عرض للإحتراف بأوروبا وغيرها دليل على أنه كان موسما موفقا من الناحية الجماعية والفردية ولو أن خاتمته لم تكن سعيدة.
كان موسما موفقا لأنه أتاح أمامي كتابة بطاقة تعريف جديد عن جواد يميق الذي لعب رفقة أولمبيك خريبكة مثلا، فقد كبرت طموحاتي وهذا من حقي بحسب اعتقادي المتواضع.
- المنتخب: ما الذي مثله بالنسبة لك اللعب لناد من حجم الرجاء أقصد الإضافة التي كسبت؟
جواد يميق: إضافات كثيرة وليس إضافة واحدة، فالتواجد ضمن فريق كبير يلعب تحت الضغط من حجم الرجاء والتواجد ضمن ناد ينافس على البطولات أو لنقل مطلوب منه كل موسم أن يكون بطلا هو أمر إيجابي يساهم في تنمية وتقوية شخصية اللاعب.
كسبت أشياء كثيرة رغم أن الموسم كان مثقلا بالمشاكل وكسبت أيضا معارف جديدة ومدارك مختلفة عن تجربتي السابقة.
اللعب للرجاء كان محطة قوية في مشواري ولو أن الظرفية الحالية التي يمر منها النادي والتي لا يستحقها لا تحفز على تقديم مردودا كبيرا وهائلا.
- المنتخب: وماذا عن الرهانات التي قد تلعب عليها الموسم المقبل؟
جواد يميق: قلت لك بداية أني بحاجة لفترة تأمل وأعني كثيرا هذه الكلمة ذلك أني أعيد سيناريو ما حدث كي يشكل بالنسبة لي منطلقا صوب المستقبل.
أعتقد أن الرجاء وجد ليلعب على الألقاب والموسم المقبل سيشهد حضورنا بالمعترك الإفريقي وسيكون لزاما المنافسة على الواجهات الثلاث وبكل قوة، وهذا أمر لا شك ولا نقاش بشأنه.
- المنتخب: حضرت رفقة المنتخب المغربي في نزالات ودية ومباراة رسمية، ما الذي مثلته بالنسبة إليك هذه القفزة؟
جواد يميق: بكل تأكيد اللعب للمنتخب المغربي شرف كبير وميزة ترصع سجلات كل لاعب، وتمثيل الأسود أمر يشرفني ويشعرني بالفخر الشديد.
لم أشعر بأي مركب نقص وكان من المفيد أن أنطلق من المباريات الودية لدخول الأجواء، ولمست تجاوبا من اللاعبين وهو أمر عزز ثقتي بالنفس من دون شك.
لعبت للمنتخب المحلي وشاركت بالشان والتدرج للمنتخب الأول أمر في غاية التشريف والفخر ويشعرني بمسؤوليات كبيرة أيضا.
- المنتخب: هل من طموحات تحذوك رفقة الأسود تود تحقيقها في المنظور القريب؟
جواد يميق: المشاركة بالمونديال ليست حلمي فحسب، بل حلم جيل كامل من اللاعبين المغاربة وأعتقد أننا نملك إمكانيات لبلوغ ذلك وتحقيق هذا الطموح المشروع.
بكل تأكيد التواجد إن شاء الله بروسيا هو الرهان الأكبر والطموح الكبير الذي يحذوني، كما هو طموح كل لاعبي الفريق الوطني والجمهور المغربي.
اللعب بالكان أيضا واحد من أهدافي رفقة الأسود وقبل هذا سيكون علي مضاعفة المجهود للظفر بثقة الناخب الوطني.
- المنتخب: ما الذي مثله بالنسبة إليك إشادة رونار بما قدمته رفقة الأسود؟
جواد يميق: كانت شهادة الناخب الوطني السيد هيرفي رونار وثناؤه علي إضافة لشهادة عدد من المحترفين المغاربة بالأسود أمر في غاية الفخر وعزز ثقتي بالنفس أكثر.
ولن أنكر أن حديث السيد رونار عن إمكانية احترافي بناد أوروبي دون صعوبات هو ما حفزني على التطلع لتجربة اللعب بأوروبا وأنا ممتن لكل من أثنى على انطلاقتي رفقة المنتخب المغربي.
- المنتخب: كالعادة بم يتوجه جواد في كلمة مفتوحة نتركها لك في ختام الحوار التالي؟
جواد يميق: عبركم أود أن أتوجه للجماهير الرجاوية بضرورة إحاطة ناديها بالدعم القوي لأنها هي رأس مال الفريق الكبير ودورها كبير وحاسم في أي نجاح أو نتيجة إيجابية وهذا أمر لا شك فيه.
أتمنى أن تكلل محاولتي المقبلة إن شاء الله بمعانقة الإحتراف الأوروبي بالنجاح وأتمنى الحضور رفقة الأسود بمونديال روسيا».