بأناقة باريسية وبسحنة عربية تعلوها الإبتسامة، إستقبل الأستاذ ناصر الخليفي الرئيس المدير العام لقنوات «بين سبور» القطرية ورئيس نادي باريس سان جيرمان الفرنسي صحيفة «المنتخب» تلبية لطلب عابر للقارات بهدف التحليق بمختلف الأجنحة إلى سماوات متعددة، فالرجل يتقلد مهاما كثيرة وهو باستمرار مطارد من المئات من الصحفيين.
وكان على بعثة «المنتخب» أن تتريث لبضع دقائق إلى حين انتهاء ناصر الخليفي من لقاء حميمي وودي جمعه بالبطل الأسطورة هشام الكروج، أحجم ناصر عن إفشاء ما تضمنه النقاش، معللا بأن اللقاء كان له طابع أخوي وحميمي.
مناسبة اللقاء بالرجل الذي يدير قنوات «بين سبور» ونادي باريس سان جيرمان بكفاءة عالية وبكاريزمية قل نظيرها، جدل كبير وأسئلة تغمم سماء الكرة العالمية والإفريقية على وجه الخصوص، فإن تعلق الأمر بالنادي الباريسي فإن الكاميرات مصوبة نحو البي إس جي، الذي يمارس تعذيبا على نادي برشلونة عندما يوصد كل الأبواب بخصوص نجمه الإيطالي فيراتي، وإن تعلق الأمر بكرة القدم العربية فإن الشعوب العربية تسائل «بين سبور» عن احتكارها للمسابقات القارية، إن على مستوى الأندية أو على مستوى المنتخبات.
أسئلة كثيرة حملتها «المنتخب» في جرابها ووضعتها بالكامل على ناصر الخليفي الذي كان يجيب بإتزان وهدوء إنجليزي وابتسامة هي من علامات الرضى والثقة بالنفس.

- المنتخب: حضرتم مناظرة كرة القدم الإفريقية بوصفكم شريكا إعلاميا للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، وقد استمعت إليك وأنت تتحدث في الحفل الإفتتاحي، حيث قلت أنها المرة الأولى التي يتم فيها استدعاؤكم لحضور لقاءات من هذا النوع، كيف وجدتم هذه المناظرة بعناوينها الكبرى وبكل الإنتظارات المعقودة عليها؟
ناصر الخليفي: بداية أود أن أوجه خالص شكري وامتناني لأخي وصديقي الأستاذ فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم على حسن الإستضافة، وهذا أمر ليس غريبا على إخواننا المغاربة الذين يمثلون أصالة الإنسان العربي الكريم والمضياف، وأنا شخصيا من عشاق المغرب وأقدر كثيرا الإنسان المغربي.
أما عن حضوري في المناظرة فقد جاء تلبية لدعوة وجهت لنا من قبل الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم ومن قبل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، لنكون شركاء في هذه المناظرة التي تنعقد في ظرفية خاصة جدا تكثر معها الإنتظارات، بخاصة وأن كرة القدم الإفريقية الغنية بثرواتها البشرية تحتاج إلى رؤية حديثة تنقلها إلى مستويات متقدمة على مستوى التدبير وعلى مستوى تصدير صورتها لكل العالم، وكما قلت، فهذه أول مرة نستدعى فيها كشريك وكحليف إعلامي وكناقل رسمي لكافة البطولات الأفريقية إن على مستوى النوادي أو على مستوى المنتخبات.
طبعا أتينا لنقدم وجهة نظرنا من خلال مجال اختصاصنا في الأمور المرتبطة بالنقل التلفزي لهذه البطولات، على اعتبار أن ذلك يساهم في تسويق صورة كرة القدم الإفريقية إلى كافة دول العالم التي يصل إليها بثنا.
أنا أعرف أنك كصحفي مخضرم، يمكن أن تتصور أننا أصحاب رسالة قبل أن نكون مسوقين، فعندما نحصل على حقوق البث التلفزي لكافة البطولات الإفريقية، فإن غايتنا الأولى ليست هي تحصيل الأرباح المالية، أبدا ولكن الرسالة الأسمى والأبلغ هي أننا نريد أن نكون شركاء في إشاعة الثقافة الرياضية المبنية على المتعة والفرجة، وأن نساعد قدر ما نستطيع كرة القدم الإفريقية من خلال الكونفدرالية على تحمل كافة الأعباء الملقاة على عاتقها.
- المنتخب: كيف تفلسف هذه الشراكة القائمة بين قنوات «بين سبور» وبين كرة القدم الإفريقية؟
ناصر الخليفي: عندما أقول أن الهاجس ليس ماديا أو تجاريا، وإنما هناك سعي حثيث من أجل مساعدة كرة القدم الإفريقية على النهوض وعلى التألق، عندما ننقل البطولات الإفريقية لكثير من دول العالم، فإننا نجتهد من أجل أن تكون الصورة المصدرة صورة جميلة وراقية، وعندما نتناول إعلاميا الإشكالات الكبرى لكرة القدم الإفريقية، فإننا نفعل ذلك بإعمال النقد البناء وليس النقد الهدام، وأظنكم تقدرون الجهد الذي نبذله من أجل استقطاب الكثير من الخبرات الرياضية والإعلامية العربية والدولية من أجل أن يرتقي التحليل الرياضي للبطولات الإفريقية إلى مستويات عالية جدا، تساهم في صنع البدائل والحلول وتساهم أيضا في تثقيف الناس، نحن نتواجد اليوم في 47 دولة حول العالم، وننقل الأحداث بـ 11 لغة، لذلك نرى أننا نخدم كرة القدم الإفريقية على كافة الأصعدة.
- المنتخب: قلت بأنكم داخل قنوات «بين سبور» أنتم أصحاب رسالة، إذا وأنتم تنقلون حصريا لكثير من دول العالم البطولات الإفريقية ولعل أرقاها هي كأس إفريقيا للأمم التي تعتبر من حيث الجماهيرية ثالث أفضل حدث كروي كوني بعد كأس العالم وبطولة أوروبا للأمم، في نظركم ما هو السبيل لإخراج كأس إفريقيا للأمم بالصورة التي يتم بها تصدير كأس العالم أو بطولة أوروبا للأمم؟
ناصر الخليفي: سؤال جد وجيه، وهو نفسه السؤال الذي طرحناه خلال مناظرة كرة القدم الإفريقية على أنفسنا وعلى الكونفدرالية، وهنا يمكن أن أقول أن الجوانب التي تقتضي البحث والتدقيق والمساءلة هي أولا جانب توقيت البطولة، ثانيا توقيت مباريات البطولة نفسها، ثالثا الإمكانيات المرصودة للتصوير التلفزيوني ورابعا أرضية الملاعب التي يجب أن تكون بجودة عالية، اليوم هناك ما يقرب من 100 مليون مشاهد يتابعون نقلنا لكل البطولات الأفريقية المتعلقة بالنوادي أو المنتخبات، وهم يتواجدون في قارات أخرى غير قارة إفريقيا، وأعتقد أن «بين سبور» ساهمت في إيصال البطولات الإفريقية لأول مرة إلى القارات الأخرى، وهذا يحقق واحدا من تلك الأهداف التي تحدثت عنها للرفع من القيمة التسويقية لكرة القدم الإفريقية، ومن تلقاء ذلك تطوير المنتوج الكروي الإفريقي لترتفع مستويات البطولات الإفريقية على اختلافها، وإن كنت أتصور أن المستويات التقنية لا خوف عليها لأنها متطورة وتضع إفريقيا ضمن خانة القارات التي تتمتع بأفضل رأسمال بشري كروي.
أنا واثق من أن الدينامية الجديدة التي عبر عنها السيد أحمد أحمد رئيس الكونفدرالية الإفريقية وأعضاء مكتبه التنفيذي يمكن أن تساهم في إيجاد بدائل وصيغ جديدة لتطوير هذه العلاقة وهذه الشراكات.
- المنتخب: اليوم تأتي إلى الكونفدرالية الإفريقية قيادات جديدة وهي متطلعة إلى بناء رؤية حديثة هدفها الأساسي هو تطوير كرة القدم الإفريقية، وأن هذه المناظرة التي استضافها المغرب هي أرضية لبناء هذه الرؤية التي تسعى إلى مطابقة الكرة الإفريقية على مستوى الإنجازات وإدارة البطولات بما تملكه من إمكانات بشرية هائلة، كيف يمكن أن تكون قنوات «بين سبور» كمالك لحقوق البث التلفزي شريكا لهذه الرؤية؟
ناصر الخليفي: أنا أؤكد أن قنوات «بين سبور» تضع كافة إمكانياتها الفنية والإعلامية رهن إشارة الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم من أجل المساهمة في بناء هذه الرؤية وتنزيلها على أرض الواقع، ولي اليقين أن القيادة الحالية للكونفدرالية الإفريقية بالمقاربة التي وضعتها من أجل بناء الإستراتيجية الجديدة تعبر عن روح العصر، وستساهم لا محالة في إعلاء شأن كرة القدم الإفريقية، يظهر ذلك جليا من خلال الإرادة المعلنة بإشراك كافة الفعاليات وفي طليعتها طبعا نجوم كرة القدم الإفريقية الذين استدعاهم السيد أحمد لحضور هذه المناظرة وتشرفت بلقاء كثير منهم، هؤلاء شرفوا كرة القدم الإفريقية وأعتقد أنهم مؤهلون لكي يساهمون بقسط وافر في بناء هذه الرؤية والمساهمة في تفعيل منظومة العمل.
وكما قال السيد إينفانتينو رئيس الفيفا في الحفل الإفتتاحي فإن كلمة السر في نجاح الكرة الإفريقية هي العمل ثم العمل، ولا شيء غير العمل..