تتجه أندية البطولة الإنجليزية الممتازة لكرة القدم الى تحطيم جميع الأرقام القياسية السابقة حتى قبل اقفال باب الانتقالات الصيفية، وذلك في ظل السباق المحموم بينها على تعزيز صفوفها استعدادا للموسم المقبل.

وبفضل عقود التلفزيون المربحة التي تبلغ قيمتها حاليا حوالي 8,3 مليار جنيه استرليني (10,8 مليار دولار و9,3 مليار اورو)، والتدفق غير المسبوق للإيرادات من الداخل والخارج، انفقت الأندية العشرين في البطولة الممتازة حتى الآن مبالغ طائلة في الأسابيع القليلة التي تلت فتح سوق الانتقالات الصيفية.

وقارب المبلغ 800 مليون جنيه استرليني لضم لاعبين جدد، ما يرجح أن يتحطم رقم الـ1,2 مليار جنيه استرليني الذي أنفق الصيف الماضي، لاسيما أنه لا يزال يفصل اكثر من شهر على اقفال باب الانتقالات في 31 عشت.

وبعد أن أنهى موسمه الأول في البطولة الممتازة بفارق 15 نقطة عن تشلسي البطل، لعب المدرب الإسباني جوسيب غوارديولا وفريقه مانشستر سيتي دورا اساسيا في وصول حجم الإنفاق الى هذا الحد.

وكان سيتي الفريق الأكثر نشاطا في سوق الانتقالات الصيفية وتجاوز حتى الآن الرقم القياسي الإنكليزي لفريق واحد في موسم انتقالات واحد حيث أنفق بحسب التقديرات أكثر من 220 مليون اورو.

وفي غياب الاعلان الرسمي عن تفاصيل العقود، تحدثت بعض وسائل الاعلام عن ان المبلغ الذي انفقه سيتي حتى الآن تجاوز حتى الـ240 مليون اورو، وفي كافة الأحوال لقد حطم النادي المملوك اماراتيا الرقم القياسي لفريق في فترة انتقالات واحدة وقدره 168 مليون جنيه (188,31 اورو و219 مليون دولار)، وكان باسم فريق غوارديولا بالذات وسجله الموسم الماضي.

وضم سيتي الفرنسي بنجامان مندي الذي أصبح أغلى مدافع في تاريخ اللعبة (57,50 مليون اورو)، وزميله في موناكو الفرنسي البرتغالي برناردو سيلفا ومدافع توتنهام كايل ووكر، والثلاثي البرازيلي الحارس ايدرسون (بنفيكا البرتغالي) ودانيلو (ريال مدريد الإسباني) ودوغلاس لويز (فاسكو دا غاما).

واحتاج غوارديولا الى 10 ايام فقط لانفاق حوالي 167 مليون دولار لضم ثلاثي الدفاع مندي ووكر ودانيلو.

ولا يبدو أن سيتي سيتوقف عند هذا الحد، إذ يسعى لضم التشيلي اليكسيس سانشيس من ارسنال كما دخل في صراع مع ريال مدريد للحصول على خدمات النجم الفرنسي الشاب كيليان مبابي الذي تصدر العناوين في الساعات الأخيرة بعد الحديث عن أن النادي الإسباني مستعد لضمه في صفقة قد تصل الى 180 مليون اورو.

ويتجه سيتي بثبات لتحطيم الرقم القياسي الأوروبي لفترة انتقالات واحدة والذي سجله ريال مدريد في صيف 2009 حين أنفق 248 مليون اورو (288 مليون دولار).

وفي ظل الوتيرة التي حددها سيتي، سعى مدرب تشلسي الإيطالي انطونيو كونتي الى حث مالك النادي الملياردير الروسي رومان ابراموفيتش الى الدخول في هذا السباق المحموم، لاسيما أن النادي اللندني الفائز بلقب الدوري الممتاز يستعد للعودة هذا الصيف الى مسابقة عصبة ابطال اوروبا بعد أن غاب عنها الموسم الماضي.

وأنفق تشلسي حتى الآن حوالي 140 مليون يورو بضمه مهاجم ريال مدريد والمنتخب الإسباني الفارو موراتا لمدة 5 اعوام في صفقة قدرت بـ80 مليون يورو، كما ضم النادي اللندني لاعب وسط موناكو بطل الدوري الفرنسي الدولي تييمويه باكايوكو لمدة خمسة مواسم والمدافع الألماني انطونيو روديغر من روما الإيطالي والحارس الأرجنتيني ويلي كاباييرو من مانشستر سيتي.

وجاء التعاقد مع موراطا بعدما خسر تشلسي معركته مع مانشستر يونايتد الذي اضطر لدفع 84,70 مليون اورو من أجل ضم مهاجم ايفرتون الدولي البلجيكي روميلو لوكاكو الذي التحق بالوافد الجديد قلب الدفاع السويدي فيكتور ليندلوف المنتقل من بنفيكا البرتغالي في صفقة قدرت بـ35 مليون اورو.

وبعدما قرر تمديد مشواره الذي بدأ مع ارسنال قبل 21 عاما، نجح المدرب الفرنسي ارسين فينغر في اقناع ادارة النادي اللندني بتحطيم رقمه القياسي وانفاق 60 مليون اورو من أجل ضم المهاجم الدولي الفرنسي الكسندر لاكازيت من ليون، وذلك ضمن مسعاه لتعويض الموسم المخيب الذي عاشه فريقه وفشله في الحصول على مركز مؤهل الى عصبة الأبطال.

كما حطم ليفربول رقمه القياسي الشخصي في سوق الانتقالات من أجل ضم الجناح المصري محمد صلاح من روما الإيطالي في صفقة قدرت بحوالي 40 مليون يورو.

ولم يكن السباق محصورا حتى الآن بكبار البطولة الممتازة وحسب، بل نشط ايفرتون ايضا في سوق الانتقالات ودفع أكثر من 100 مليون اورو لضم لاعبين مثل مهاجمه السابق واين روني ومايكل كين وجوردن بيكفورد، فيما كان توتنهام، وصيف بطل الموسم الماضي، هادئا حتى الآن ولم يجر اي تعاقدات.

وبينما ينظر البعض الى الصفقات الخيالية التي تبرم، ويتساءل عن المضاعفات التي يمكن أن تنجم مستقبلا عن هذا "الجنون" في سوق الانتقالات، يؤكد المدير التنفيذي لرابطة الدوري الممتاز ريتشارد سكودامور أن لا خوف على المستقبل لأن "الربحية تتحسن. الأمر الأكثر أهمية هو أن تكون تكاليف اللاعبين نسبة مئوية من حجم الأعمال".

وكشف أن الأندية تنفق حاليا أقل من 60 بالمئة من حجم اعمالها، والأنفاق كان من الناحية النسبية أكبر بكثير قبل 10 أعوام، مضيفا "60 بالمئة من حجم الاعمال على تكاليف اللاعبين، هو في الواقع (رقم) يمكن التحكم به تماما".

ويشجع تقييم سكودامور على المزيد من الإنفاق، وهو أمر يتلاقى مع رغبة "كبار" أندية الدوري الممتاز ويعزز التوجه نحو المزيد من التعاقدات القياسية.