عاد المهاجم بنشرقي ليمارس هوايته في التهديف بعد غياب طويل، وبفضل هدفين حاسمين قاد فريقه الوداد البيضاوي لربع نهائي عصبة الأبطال الإفريقية، وبعد هذا الإنجاز وهذا التألق قررنا داخل جريدتكم «المنتخب»، أن نقتحم على إبن العاصمة العلمية خلوته، وهو في إجازته القصيرة، ليتحدث لنا عن أسرار هذه العودة القوية، وكعادته لم يرفض دعوتنا، بل استجاب لنا وضرب معنا موعدا ليفتح قلبه لكل عشاقه ومحبيه، وبكل تلقائية وبصراحته المعهودة عبر عن سعادته بأول لقب له مع الفريق الأحمر، معتبرا بأن هذه مجرد بداية، وأن القادم سيكون أفضل في ظل الإستقرار الذي يعيشه الفريق، وكانت الفرصة مواتية للحديث عن مجموعة من المواضيع التي تهم تجربته ومستقبله مع الفريق الأحمر وكذا مع المنتخب الوطني، وفيما يلي نترككم تكتشفون أهم محاور هذا اللقاء مع نجم هجوم الوداد والمنتخب المحلي.
ــ المنتخب: ساهمت بشكل وافر في ضمان التأهل لربع نهاية العصبة الإفريقية بهدفين حاسمين، ماذا يعني لك ذلك وكيف كان الإحساس؟
بنشرقي: الحمد لله أن الهدفين جاءا في الوقت المناسب بعد غياب طويل عن التهديف، وأنا سعيد جدا بمساهمتي في هذا التأهل الذي أدخل السعادة لقلوب كل عشاق الوداد وللجماهير المغربية بصفة عامة، باعتبار أننا نمثل الكرة المغربية في هذه المسابقة القارية، وأتمنى أن يحالفني التوفيق لتسجيل مزيد من الأهداف ومنح الإنتصارات لفريقي مستقبلا، وكما قلت فهذا هو الهدف الذي جئت من أجله للوداد، ولا تفوتني الفرصة كذلك لأشكر كل اللاعبين على مجهوداتهم، فمن دون مساعدتهم لن نحقق هذا الإنجاز، والحمد لله أننا داخل الوداد نشكل أسرة واحدة ومجموعة منسجمة ومتجانسة، وهذه العلاقة التي تسود بين اللاعبين تساعد كثيرا على توفير مناخ جيد يساعد على العمل والعطاء، وشخصيا لا أقوم سوى بعملي بكل إخلاص ويبقى الكمال على الله.
ــ المنتخب: منذ بداية الموسم كنت تلعب كجناح أيمن أو أيسر، لكن مؤخرا تم الإعتماد عليك كرأس حربة، أين تفضل أن تلعب؟
بنشرقي: شخصيا لا أرتاح إلا عند الدخول لأرضية الملعب، وسواء لعبت كجناح أو كرأس حربة أو لاعب وسط، فهذا ليس مهما بالنسبة لي، والحمد لله بإمكاني أن ألعب في عدة مراكز بدون أدنى مشاكل، وهذه نقطة قوة، فأغلب المدربين يفضلون اللاعبين الذين يتقنون عدة أدوار لاستعمالهم كجوكير ،واللاعب العصري يجب أن تتوفر فيه هذه المواصفات لكي يضمن النجاح في مسيرته الكروية.
ــ المنتخب: بعض الجماهير الودادية تعاتبك وتلومك بسبب الإفراط في المراوغات وكثرة الإحتفاظ بالكرة، ما تعليقك على هذه الإنتقادات؟
بنشرقي: لا يمكن لللاعب أن يرضي جميع الأطراف، فلكل شخص وجهة نظره وطريقة تفكيره وكذا طريقة اللعب التي يفضلها، فهناك من يفضل اللعب الإستعراضي ومن يناصر اللعب الواقعي، كما أن لكل لاعب شخصيته وطريقته في اللعب، وهناك اللاعب المهاري الذي يستغل مؤهلاته الفردية لمنح الإمتياز لفريقه، وفي بعض الأحيان يكون الإستعصاء ونحتاج لحلول فردية، و ذا ما نجتهد للقيام به، قد يحالفنا التوفيق وقد نفشل كذلك لكننا نجتهد وبالتالي يكون لنا أجر الإجتهاد لأن هدفنا هو مصلحة الفريق، شخصيا أتقبل النقد الموضوعي وخاصة حينما يكون من شخص متمرس سبق له أن لعب كرة القدم أو مارس التدريب، ونصائح هؤلاء الأشخاص مهمة ومفيدة، والأهم من هذا هو تطبيق تعليمات المدرب والإنضباط داخل رقعة الميدان، وتبقى هذه هي طريقتي في اللعب، وهي من أوصلتني للوداد وللمنتخب، كما أجتهد لتطوير مؤهلاتي، وكما قلت يصعب إرضاء جميع الأطراف، وأحسن اللاعبين في العالم رونالدو و ميسي لكل واحد منهما أنصار ومنتقدون كذلك.
ــ المنتخب: شاركت في إحدى المعسكرات الخاصة بالمنتخب الوطني الأول، لكنك لم تحظ بفرصتك في المباريات الودية، ألم تتأثر بهذا الإقصاء الذي تعرضت له؟
بنشرقي: مجرد تلقي دعوة من هيرفي رونار والتواجد ضمن المنتخب الوطني يعتبر شرفا لكل لاعب ينتمي للبطولة الإحترافية في ظل تواجد عدد كبير من النجوم الذين ينتظرون هذه الدعوة، أما عدم منحي الفرصة فهذا من اختصاص المدرب الذي تبقى له وجهة نظره الخاصة وطريقة تفكيره، ربما لم أدخل في منظومته أو أنه كان له برنامج وأهداف خاصة من تلك المباراة، لكن الأهم أنه استدعاني، ما يعني أنه يتابعني وهذا ما يدفعني للإجتهاد أكثر مع فريقي وكذا مع المنتخب المحلي لأحظى بثقته مستقبلا، وأظن بأن المستقبل كله أمامي ولدي الوقت الكافي لإقناعه، وأتمنى التوفيق للمنتخب الوطني.
ــ المنتخب: تعتبر حاليا من العناصر الأساسية في المنتخب المحلي وتنتظركم مواجهة صعبة ضد المنتخب المصري، فكيف ترى هذه المواجهة؟
بنشرقي: المهمة لن تكون سهلة أمام المنتخب المصري المتمرس بمثل هذه المباريات، نعلم جيدا بأنه يضم بين صفوفه حوالي ثمانية لاعبين من فريق الأهلي، الذي سبق لي أن واجهته مع الوداد، لكن لدينا مجموعة من اللاعبين المتميزين ممن يشكلون الدعامة الأساسية للمنتخب المحلي، والإستعدادات كانت في المستوى من خلال برمجة عدة معسكرات إعدادية ومباريات ودية، والمدرب جمال السلامي يقوم بعمل كبير، وحظوظنا قائمة لتجاوز هذا الدور، أتمنى أن نكون حاضرين في الشان المقبل.
ــ المنتخب: ستدخلون غمار الإستعدادات للموسم الجديد وستشاركون في خمس واجهات، فكيف تتوقع الموسم القادم؟
بنشرقي: الوداد متعود على المشاركة والمنافسة في عدة واجهات، والطاقم التقني بقيادة المدرب الحسين عموتا سيضع برنامجا إعداديا سيمكن من ضمان استعدادات في المستوى لنكون في تمام الجاهزية للمنافسة على هذه الواجهات، ومن جانبه سيعمل المكتب المسير على توفير كل الظروف الملائمة، وهذا هو امتياز التواجد ضمن فريق كبير، فهناك دائما تحديات في انتظار اللاعبين، ما يدفع للإجتهاد والعمل، نعلم جيدا بأن هناك جمهورا عريضا في انتظارنا ويجب علينا أن نكون دائما في المستوى وأن ننافس على الألقاب، لأن ذلك يدخل ضمن جينات وفلسفة الوداد.
ــ المنتخب: وماذا عن حظوظكم في منافسة عصبة الأبطال الإفريقية والمواجهة القادمة مع ق صن داونز؟
بنشرقي:ب عد ضمان التأهل لربع النهائي، لدينا الوقت الكافي للإستعداد للمباراة القادمة التي ستجمعنا بصن داونز، المباراة ستكون صعبة وقوية امام حامل اللقب، وإن شاء الله سنكون في تمام الجاهزية خاصة بعد تعزيز الصفوف بعناصر جديدة نتمنى أن تمنح الإضافة، لدينا امتياز لعب مباراة الذهاب خارج قواعدنا، وأظن بان بإمكاننا حسم المباراة والتأهل لنصف النهائي بملعبنا، حيث سنكون مساندين كما العادة بجماهيرنا الغفيرة ورهاننا الأكبر هذا الموسم هو التتويج بلقب عصبة الأبطال، ولدينا كل المؤهلات التي ستساعدنا على تحقيق هذا الإنجاز.
ــ المنتخب: أترك لك مساحة حرة لتوقع عليها بنفسك..
بنشرقي: أشكركم على هذه الإستضافة وأتمنى لكم كل التوفيق، وأستغل هذه الفرصة لأشكر كل مكونات الوداد على ثقتها ودعمها لي منذ أن حللت بالدار البيضاء وبمركب بنجلون، وتحية خاصة لكل الجماهير الودادية التي كانت سندا ومحفزا لي شخصيا ولكل اللاعبين وكذا للطاقم التقني، لقد ساهمت بشكل فعال في تتويجنا بلقب البطولة وكذا تجاوزنا عقبة دور المجموعات لعصبة الأبطال الإفريقية، أطلب منها الإستمرار على نفس المنوال، فنحن بحاجة لدعمها وهذا التلاحم هو الذي سيساعدنا على تحقيق مزيد من الألقاب والإنجازات.