تحول قلب الدفاع المخضرم رافايل ماركيز من بطل قومي ورمز في المكسيك، الى "واجهة" للاتجار بالمخدرات، وذلك بعدما أدرج اسمه من قبل وزارة الخزانة الاميركية ضمن لائحة من 21 شخصا و42 كيانا، مرتبطين بشبكة تجارة مخدرات بزعامة راوول فلوريس هرنانديز.

لا يمكن العديد من اللاعبين المفاخرة بأنهم ارتدوا قميص منتخبهم الوطني لكرة القدم طوال 20 عاما، الا ان ماركيز هو ضمن قلة حققت إنجازا من هذا النوع، علما انه خاض قبل أسابيع مغامرة جديدة بعمر الـ38 بمشاركته في كأس القارات 2017.

ولم ينجح أي لاعب مكسيكي في احراز عدد الألقاب التي توج بها ماركيز خلال مسيرته، ما جعله أشبه بأسطورة في بلاده، ولا يفوقه مكانة سوى هوغو سانشيز الذي يعد أفضل لاعب في تاريخ المكسيك.

الا اسم قلب الدفاع السابق لنادي برشلونة الاسباني تلطخ الأربعاء عندما أعلنت وزارة الخزانة الاميركية عن وجود "علاقة قديمة" بينه وبين فلوريس، وأن اللاعب الدولي تصرف كـ"واجهة" للأخير، وسجل باسمه أصولا تعود الى شبكة المخدرات.

وقال جون سميث، رئيس مكتب مراقبة الأصول الخارجية التابع للوزارة والمكلف تطبيق العقوبات، في بيان ان "راوول فلوريس هرنانديز نشط لعقود بسبب علاقاته القديمة مع شبكات أخرى لتهريب المخدرات، واستخدامه لأشخاص كواجهات مالية لاخفاء استثماراته من العائدات غير الشرعية للمخدرات".

وفرضت وزارة الخزانة عقوبات تشمل "تجميد جميع أصول هؤلاء الأشخاص والكيانات في حين أنه يحظر على مواطني الولايات المتحدة التعامل التجاري معهم"، موضحة ان فرض العقوبات يأتي بعد سنوات من التحقيقات التي أجريت بالتعاون مع السلطات المكسيكية.

وتقدم المدافع الحالي لنادي أطلس المكسيكي بنفسه طوعا الأربعاء الى وزارة العدل في بلاده، نافيا في بيان أي ضلوع له في المسألة.

وأنكر "بشكل قاطع اي نوع من العلاقات مع المنظمة المذكورة والاحداث المشار اليها"، مضيفا "اليوم، أخوض أصعب مباراة في حياتي، وسأحاول توضيح كل هذه الأمور في أقرب وقت ممكن".

وتسبب الاعلان الأميركي عن تورط ماركيز بصدمة عند الجمهور المكسيكي، ومنهم الشاب فرناندو الذي قال وهو يرتدي قميصا لبرشلونة "انه أمر سيىء حقا، لأنه مثال أعلى بالنسبة للأطفال".

أما ماسح الأحذية ماريو رودريغيز فاعتبر الاتهامات "هراء".

كما دافع المغني الشهير جوليون ألفاريز المتهم ايضا من الخزانة الأميركية بالارتباط بشبكة فلوريس، في فيديو نشره على "فيسبوك"، عن "صديقي الرائع. في رصيده إحدى أطول المسيرات في عالم كرة القدم. هل تعتقدون حقا أنه في حاجة للقيام بأمر من هذا النوع؟".

ويأتي ادراج اسم ماركيز بعد أشهر من قيادته منتخب بلاده لنصف نهائي كأس القارات التي أقيمت في روسيا بين يونيو يوليوز الماضيين.

ودافع ماركيز الذي يلعب منذ 2016 مع نادي أطلس، عن ألوان منتخب بلاده في 143 مباراة، تخللتها المشاركة في أربع كؤوس للعالم، وإحراز لقب كأس القارات 1999 على حساب البرازيل.

وكان ماركيز أكبر اللاعبين سنا في كأس القارات الأخيرة، واللاعب الوحيد المتوج باللقب بين زملائه في المنتخب المكسيكي.

وبعد مسيرة كروية تنقل خلالها بين موناكو الفرنسي وبرشلونة الإسباني وفيرونا الإيطالي، اضافة الى أندية مكسيكية وأميركية، تحول "رافا" الى رمز في بلاده ليس فقط على صعيد كرة القدم.

بدأت مسيرة ماركيز بـ "خطأ". فعندما استدعى المدرب الصربي بورا ميلوتينوفيتش ماركيز الى تشكيلة المنتخب المكسيكي لكرة القدم في فبراير 1997، كان يقصد سيزار ماركيز وليس رافايل!

وكان "رافا" سعيدا بخطأ ميلوتينوفيتش الذي "منحني فرصة أن أكون مع المنتخب الأول، إنها فرصة كبيرة وأمل أن يواصل استدعائي" بحسب مع قاله اللاعب الذي كان يدافع في تلك الفترة عن ألوان أطلس، النادي الذي عاد الى صفوفه لإنهاء مسيرته معه.

مشوار قلب الدفاع، المتوج بلقب دوري ابطال اوروبا مرتين مع برشلونة عامي 2006 و2009 وكأس العالم للأندية في 2009، جعله رمزا في بلاده و"أيقونة" وطنية، بحسب ما قال المدرب الكولومبي للمنتخب المكسيكي خوان كارلوس اسوريو خلال حفل أقامه الاتحاد المحلي للعبة لتكريم ماركيز على خدمته بلاده طيلة 20 عاما.

ويحمل ماركيز شارة قائد المنتخب منذ 15 عاما، ويجد نفسه حاليا في خضم قضية قد تقضي على آماله بالمشاركة في مونديال الصيف المقبل في روسيا، وهي الرغبة التي أبداها مدرب المنتخب ايضا.

اكتسب ماركيز لقب "قيصر ميشواكان"، تيمنا بالأسطورة الألماني فرانتس بكنباور. مكانته لدى المكسيكيين تتجاوز حدود الملعب، ما دفعه الى تناول قضايا مهمة وآخرها موقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الهجرة المكسيكية الى بلاده.

وبعدما وقع ترامب في أواخر يناير مرسوما لبدء العمل ببناء الجدار الفاصل على الحدود الأميركية-المكسيكية لمنع الهجرة غير الشرعية الى الولايات المتحدة، كتب ماركيز في حسابه على موقع تويتر "ليس في استطاعة أي حائط إيقافنا إذا كنا نؤمن بأنفسنا".