نتعشى بهم ليلة العيد قبل أن يتغذوا بنا، ونخرجهم من السباق ونحبط آمالهم نهائيا في هذه المجموعة كي لا يرتفع مؤشر الأمل عندهم ويحيى من جديد.
هذا ما على رونار ولاعبي الفريق الوطني فعله وهم يواجهون ليلة العيد منتخب مالي متذيل المجموعة وجدارها القصير الذي قفزت عليه كوت ديفوار في استهلال التصفيات وفرملته الغابون في أول خرجاتها.
الفرصة التي أتاحتها البرمجة أمام عناصرنا الوطنية بأن مكنتهم من استقبال ثان على التوالي داخل الديار بعد أن أضعنا بسذاجة نقاط الأفيال هنا بمراكش شهر نوفمبر المنصرم، يجب أن تستثمر بخيار واحد لا ثاني له، الفوز على مالي هنا والسفر لتكرار الأمر نفسه بباماكو 4 أيام بعد ذلك.
رونار قيد نفسه بهذا الخيار الوحيد حين فرط في المكسب وهو يلاقي على ملعب فرانس فيل منتخبا غابونيا متوسطا، وكرر الأصفار نفسها حين استقبل بمراكش المنافس المباشر على الورق وهو منتخب كوت ديفوار فضاعت 4 نقاط نفيسة وثمينة في سباق وسياق لا يحتمل الخطأ والتفريط.
ولأن المؤشر الذي قدمته آخر مباراتين للأسود لم يكن مطمئنا بشكل كبير من خلال الضياع الذي عشناه بأكادير أمام منتخب هولندي متجدد، وتكرار المتاهة نفسها بحضرة ملعب أحمد أحيدجو بالكامرون، وما رافق المباراتين من تقليص للقدرات وقص للأجنحة وتحجيم للمبادرة بتقييد نبيل درار في دور غريب عنه بأن شغل مهمة رجل الطوارئ لسد ثغرة غياب حمزة منديل الأمر الذي لم يفلح فيه، فلا هو قلد الحمامة ولا هو احتفظ بمشية الغراب.
في مباراة مالي الملعوبة في أجواء استثنائية ويوم مشهود، هو يوم عيد نريد فيه ومنه أن تأتي الهدية متطابقة مع رمزية وهالة اليوم وأن تعم الفرحة أرجاء المجمع الأميري كما لا بد لها وأن تغمر المغرب كله، بأول 3 نقاط في هذه التصفيات وبما يصحح الوضع ويبقي هامش الأمل في اللحاق بالديار الروسية قائما، وبما يتركنا نحلم لغاية نهاية المسار وأن لا تعدم الحظوظ مبكرا كما عدمناها مع التركيبة الرباعية في طريقنا لجنوب أفريقيا والتي ظللنا طريقها في الذهاب وبعدها قتلنا فرص الحلم مع الطوسي الذي استلم تركة غيرتس فضاع أمل التواجد بالبرازيل في مرحلة الذهاب بسقطة طنزانيا الشهيرة وتعادل كوت ديفوار الأشهر هنا بمراكش.
في مباراة الغد إن شاء يجب أن نربح لا أن نلعب كما هي النهايات، أن يعصر رونار مفكرته ودماغه ليرسم بديل منديل بلاعب من نفس المقاسات ولاعب اختصاص لا ظهيرا مزورا يتيه بين سيقان نسور مالي.
في مباراة العيد لا ضير من أن نكتشف حكيمي الريال لاعبا رسميا فلا يتحجج رونار بعاملي الخبرة والسن، لأنه منح شرف الرسمية لمنديل والنصيري في «الكان» وكلاهما من نفس الفصيلة والسن.
لن نضاعف الضغط على أكتاف لاعبينا، نثق في الدفعة المعنوية التي سيمنحها بنعطية بعودته للأجواء، وباللمسة التي افتقدناها في السابق وستعود حتما بعودة الفنان زياش، ونثق معها في مشاكسات فجر وسخاء بوصوفة وقتالية درار.
لن نقبل أمام مالي بأنصاف الحلول، 3 نقاط وبعدها العودة للسطر للتحليل الهادئ لتقييم المستوى، والأهم أن يرتقي أداء الأسود لقيمة اليوم المشهود ويلخصوه بالإنتصار.