أمسية تاريخية تلك التي عاشها مركب الأمير مولاي عبد الله بالرباط والوداد مدفوعا بإكراهات فرضت إقفال مركب محمد الخامس بالدار البيضاء، يتحول بجماهيره وبأحلامه إلى العاصمة الرباط ليواجه في مباراة صاخبة نادي صنداونز الجنوب إفريقي، برهان تعويض خسارة الذهاب ببريتوريا الأسبوع الماضي والحضور لثاني مرة في مربع الأقوياء.
وقد تحالف الحظ مع الوداد ليتحقق حلم الوصول للمربع الذهبي وإسقاط حامل النسخة الماضية، إذ كان ضروريا المرور للضربات الترجيحية لينجح الوداد في ترويض خصم عنيد وشرس، بعد أن إتنهى الوقت الأصلي لمباراة الإياب بذات النتيجة التي إنتهى بها لقاء الذهاب ببريتوريا، بتقدم الوداد البيضاوي بهدف من رأسية جميلة للسقاء الرائع صلاح الدين السعيدي في الدقيقة 26 من زمن المباراة.
ولأن المباراة كانت تضع المدرب الحسين عموتة أمام ضرورة الوصول لمرمى الفريق الجنوب إفريقي مرة ومرتين من دون أن يستقبل أي هدف، فإنه سيلجأ لتشكيل هجومي رمى فيه من البداية بكل الأوراق الهجومية بعد أن لعب بخط دفاعي تقليدي مشكل من نوصير وكادرين في الأظهرة ورابح وعطوشي في العمق الدفاعي وبالإعتماد على عنصري الإرتكاز النقاش والسعيدي، ليتشكل الهجوم من بنشرقي في دور صانع اللعب والحداد وأوناجم في دور الأجنحة المزورة وغيوم دوا في دور المهاجم الصريح.
ومن دون مقدمات فرض الوداد ضغطا على المنافس الذي بدا واضحا أنه سيعتمد على سلاح المرتد لسرعة مهاجميه، وكان من الضروري انتظار انقضاء الثلث الأول للجولة الأوللى ليبدأ الحداد فعليا في الإختراق الجانبي وتهييء كرات لم تستثمر إلا أن حملت الدقيقة الخبر السعيد، إذ سيتمكن السعيدي من الإنقضاض على إحدى العرضيات ليسكن الكرة في المرمى ويعيد الفريقان معا لنقطة الصفر.
وأبى مهاجمو الوداد من خلال بنشرقي وأوناجم والسعيدي وحتى غيوم المهاجم الأوسط أن يضعوا بصمة في المباراة عندما ضاعت فرص سانحة، عض الجميع معها الأصابع على التفريط في جيبور وأونداما.
وبخلاف الجولة الأولى لم يكن الفريق الودادي فعالا في الجولة الثانية، إذ تراجع المردود باستنزاف المخزون البدني، ما منح صنداونز أجنحة حلق به بكل خطورة صوب مرمى لعروبي الذي كان موفقا بمعية رابح وعطوشي في تنظيف المنطقة.
وأنعش دخول وليد الكارتي مكان غيوم دوا هجوم الوداد بعض الشيء، ولكن من دون الوصول إلى الهدف القاتل، وأمسك الجميع قلوبهم وعطوشي يتسبب في خطأ مباشر عند حدود المنطقة في الثواني الأخيرة من المباراة، بعد أن حاول التغطية على تمريرة خاطئة بالكعب للكارتي، إلا أن لعروبي تدخل فأنقذ الكرة التي كانت في طريقها للزاوية التسعين، لتنتهي المباراة بتقدم الوداد بذات النتيجة التي تقدم بها صنداونز ذهابا، ويكون اللجوء للضربات الترجيحية التي شهدت تفوق الوداد بتسجيل كل من خضروف، بنشرقي وأوناجم، فيما أضاع عطوشي أول ضربة، في وقت أضاع صنداونز ثلاث ضربات من أصل خمس، ما لم يكن معه الوداد بحاجة لتنفيذ الضربة الخامسة.
وعمت فرحة هيستيرية أرضية ومدرجات المركب الأميري بتمكن الوداد من التأهل لتواصل الكرة المغربية حضورها في المربع الذهبي للمسابقتين القاريتين معا للسنة الثانية على التوالي.