مرة أخرى خرج الوداد مبكرا من منافسات كأس العرش، وسيغيب مجددا عن منصات التتويج بهذه الكأس الفضية التي غابت عن خزانته منذ سنة 2002، وساهمت مجموعة من العوامل في هذا الخروج المبكر بعد الهزيمة في مباراة الإياب أمام النهضة البركانية، وبإعتبار أن الفريق الأحمر هو حامل لقب البطولة الإحترافية فقد دخل المنافسة كواحد من أبرز المرشحين للتتويج، لكن عجزه عن تجاوز عقبة الثمن أغضب الأنصار و العشاق ،و اصاب الكثيرين منهم بالإحباط قبل حوالي أسبوع عن المواجهة الحاسمة مع اتحاد العاصمة،فما هي أسباب هذا الإقصاء المبكر؟ فهل يستطيع المدرب عموتا إعادة ترميم الصفوف قبل هذا اللقاء المصيري؟
عدم إستغلال مباراة الذهاب
لم يستغل فريق الوداد مباراة الذهاب بشكل جيد، حين إكتفى بالتعادل الإيجابي هدف لمثله، ومن هنا ظهرت بوادر الخروج المبكر من هذه المنافسة، حيث كاد الفريق الأحمر يمنى بالهزيمة لولا هدف في أخر الأنفاس من تسديدة قوية للاعب خضروف، إنقذت ماء الوجه، في وقت لم يقدم الفريق ما يشفع له في تلك المباراة، هذه النتيجة فرضت على الوداد الإنتقال لمدينة وجدة والبحث عن التسجيل، وعدم تلقي الأهداف،  وهنا تكمن صعوبة المهة التي كانت تنتظر أشبال عموتا.
غيابات وازنة
إختار الفريق الأحمر خوض مباراة الذهاب في غياب مجموعة من عناصره الأساسية بسبب الأعطاب أو كذلك لتواجدها رفقة المنتخبات الوطنية، سواء تعلق الأمر بالذهاب أو الإياب، وبالرغم من مشاركة بعض عناصر المنتخب المحلي فلم يكن بالإمكان الإعتماد عليهم في مباراة بكاملها، وهذا ما فرض على المدرب إقحام عناصر تفتقد للتنافسية والجاهزية، حيث شكلت هذه المواجهة فرصة لعموتا لمنح دقائق من اللعب لبعض العناصر التي لم تتمكن من المشاركة في المسابقات الإفريقية، وهذا ما يؤكد عدم إستفادة الفريق من المرحلة الإعدادية التي سبقت إنطلاقة المنافسات الرسمية.
التركيز على الواجهة القارية
ظهر جليا بأن تركيز الطاقم التقني وكذا اللاعبين و كل مكونات الفريق الأحمر منصب على منافسات عصبة الأبطال الإفريقية، حيث كانت الأولوية لهذه المنافسة القارية، ما دفع بالمدرب للإعتماد فيها على التشكيلة الرسمية وعلى العناصر الأكثر جاهزية، في حين شكلت مباريات البطولة وكأس العرش فرصة لمنح التنافسية لباقي اللاعبين الذين غابوا عن المباريات الرسمية. وإراحة بعض اللاعبين الذين ظهر عليهم بعض العياء نتيجة مشاركتهم مع الوداد وكذا مع المنتخبات الوطنية.
إصابات بعض الركائز الأساسية
تعرضت بعض الركائز الأساسية التي كان يعتمد عليها الطاقم التقني لإصابات مختلفة، فقد غاب ثلاثي خط الوسط المتكون من أصباحي، أيت بن يدير والسعيدي عن مباراتي الذهاب والإياب، وكذلك الشأن بالنسبة للمدافعين أعراب ورابح، وبالإضافة لثنائي المنتخب الوطني أوناجم والحداد فإن غياب أزيد من نصف الفريق كان له تأثير على إختيارات المدرب في هذه القمة أمام الفريق البركاني.
أخطاء دفاعية
سواء تعلق الأمر بمباراة الذهاب أو الإياب فقد سقط الفريق الأحمر في بعض الأخطاء الدفاعية الناتجة عن غياب التركيز، وافتقاد اللاعبين للتنافسية، ففي الرباط سجل الكعبي من كرة ثابتة، مستغلا سوء التغطية الدفاعية وغياب الإنسجام، وفي الإياب إرتكب المدافع واطارا خطأ بدائي في حق الهلالي أسفر عن ضربة جزاء، وفي الدقائق الأخيرة قبلت شباك الفريق هدف بطريقة غير مقبولة، وكل هذه الأهداف جاءت من كرات ثابتة.
غياب الفعالية الهجومية
لم يختلف الوضع عما كان عليه في منافسات عصبة الأبطال الإفريقية، حيث إستمرت معاناة الفريق الأحمر من غياب الفعالية الهجومية، بالرغم من التغييرات التي أدخلها المدرب سواء على مستوى الإختيارات البشرية أو التكتيكية حيث إعتمد على لاعب إرتكاز واحد.
عكس باقي المباريات السابقة وذلك لحاجته لتسجيل الأهداف، وتابع الفريق الأحمر ضياع الفرص الواضحة للتسجيل سواء في الذهاب أو الإياب، منها انفراد بنشرقي في أخر لحظات مباراة الذهاب، وفرص بالجملة في الإياب خاصة بواسطة محمد أولاد.
البرمجة وأرضية الملعب
لم تخدم البرمجة بدورها فريق الوداد حيث جاءت مباراة الذهاب بعد العودة من الجزائر، كما تأجلت مباراة الإياب بسبب تواجد مجموعة من اللاعبين رفقة المنتخبات الوطنية، كما أن برمجة المباراة بالملعب الشرفي المكسو بعشب إصطناعي على الساعة الثالثة بعد الزوال لم يكن منطقيا خاصة في مثل هذه الأجواء الحارة، وبالرغم من تأثير هذا العامل على الفريقين، لكن التأثير كان أكثر حدة على فريق الوداد بإعتبار عدم تعوده على اللعب في هذا الملعب، إضافة لمشاركته بلاعبين أغلبهم إحتياطي، ما إنعكس بشكل سلبي على المنسوب البدني خاصة في اللحظات الأخيرة من المباراة ما تسبب في هدف الفوز للخصم، مقابل ضياع فرص للفريق الأحمر
الظرفية تفرض تلاحم كل مكونات الوداد
الجماهير الودادية عبرت عن غضبها بعد الإقصاء، منهم من حمل المسؤولية للطاقم التقني، وأخرون للاعبين، وطرف أخر رموا بالمسؤولية للرئيس سعيد الناصري. وبما أن الجميع يساهم في الإنجازات، فإن كل الأطراف تتحمل قسطا من المسؤولية في هذا الإخفاق. لكن الأكيد أن مجموعة من العوامل لم تساعد بدورها على الذهاب بعيدا في هذه المنافسة.
والظرفية الحالية التي يمر منها الوداد على بعد أقل من أسبوع على مواجهة حاسمة ومصيرية، لا تسمح بكيل الإتهامات لهذا الطرف أو ذاك.
فالوداد حاليا بحاجة لتلاحم كل مكوناته، ووضع اليد في اليد و توفير مناخ جيد للإعداد لهذه القمة الإفريقية. ومن دون شك فإن الجماهير الودادية تعرف جيدا ما ينتظرها يوم السبت القادم، ونحن على يقين بأنها ستنسى هذا الإخفاق سريعا، وستكون أول من يلبي الدعوة ويقوم بالتعبئة من أجل ملء كل جنبات مركب محمد الخامس كما فعلت دائما، وهي التي ستدفع فريقها بكل قوة من أجل هدف واحد، الفوز على إتحاد العاصمة والحضور في نهائي عصبة الأبطال الإفريقية، فنحن جميعا مع الطاقم التقني بقيادة عموتا، ومع اللاعبين لنحقق الهدف المنشود.