بات الهولندي رونالد كومان ثالث مدرب يفقد وظيفته في الدوري الانكليزي الممتاز هذا الموسم، بعدما أعلن نادي إيفرتون إقالته بعد سلسلة من النتائج السيئة في المراحل التسع الأولى من البطولة.

ولقي كومان (54 عاما) الذي قاد ايفرتون الى المركز السابع الموسم الماضي ما أهله للمشاركة في الدوري الأوروبي "يوروبا ليغ" هذا الموسم، مصيرا مشابها لمواطنه فرانك دي بور (كريستال بالاس) وكريغ شيكسبير (ليستر سيتي)، في ظل نتائج متواضعة قدمها النادي، على رغم انه أنفق نحو 140 مليون جنيه استرليني (185 مليون دولار) لتعزيز صفوفه خلال فترة الانتقالات الصيفية.

وأتت إقالة كومان الذي يتولى مهامه منذ مطلع الموسم الماضي، غداة خسارة قاسية أمام أرسنال (2-5) في المرحلة التاسعة من موسم 2017-2018. وكانت هذه الخسارة الخامسة لإيفرتون في آخر سبع مباريات في الدوري، وجعلت ترتيب الفريق 18 (من أصل 20).

وأعلن إيفرتون في بيان الاثنين ان "رونالد كومان قد غادر النادي".

أضاف ان إدارة النادي "تعرب عن الامتنان لرونالد على الخدمة التي منحها الى النادي على مدى الأشهر الـ 16 الماضية، وقيادته الفريق الى المركز السابع في الدوري الانكليزي الممتاز الموسم الماضي".

ودفع كومان ثمن النتائج السيئة التي حققها الفريق باشرافه منذ مطلع الموسم، اذ لم يفز سوى في مباراتين من تسع في الدوري. وفي الدوري الأوروبي "يوروبا ليغ"، خسر مباراتين وتعادل في الثالثة.

وبدأ إيفرتون الموسم بشكل مقبول، اذ فاز في مباراته الأولى ضد ضيفه ستوك سيتي (1-صفر)، وتعادل في الثانية أمام مضيفه مانشستر سيتي (1-1) متصدر الترتيب حاليا، قبل ان يبدأ بالتراجع سريعا ويتعرض لنتائج سيئة أبرزها أمام مانشستر يونايتد (صفر-4).

وانفق النادي الشمالي مبالغ كبيرة للتعاقد مع لاعبين أبرزهم صانع الالعاب الايسلندي غيلفي سيغورسدون، اضافة الى الحارس مايكل كين، المهاجم الاسباني الصاعد ساندرو راميريز، وغيرهم. كما عاد الى صفوفه المهاجم المخضرم واين روني بعد 13 موسما أمضاها مع يونايتد، وحاول التعاقد مع الفرنسي أوليفييه جيرو من أرسنال.

الا ان التعاقدات لم تنعكس على أداء الفريق، وآخر نتائجه الخسارة 2-5 أمام أرسنال في المرحلة التاسعة من الدوري الأحد.

ويخوض النادي اختبارا صعبا الاربعاء ضد مضيفه تشلسي بطل الدوري، في الدور الرابع لكأس رابطة الاندية الانكليزية المحترفة.

ولم يحدد النادي الانكليزي من سيقود الجهاز الفني خلفا لكومان، أكان على المدى القصير أو المتوسط، أو حتى في هذه المباراة. الا ان التقديرات الصحافية تشير الى ان مدرب الفريق الاحتياطي ديفيد إنزوورث سيكون هو البديل، أقله في المباراة ضد تشلسي.

وفي تصريحات لقناة "سكاي سبورتس"، كشف النجم الويلزي السابق راين غيغز عن "اهتمامه" بتدريب ايفرتون، علما انه سبق له خوض تجربة مساعد المدرب مع ناديه السابق مانشستر يونايتد. كما برز في الصحف اسم الاسكتلندي ديفيد مويز، المدرب السابق لايفرتون ويونايتد، والذي استقال من تدريب سندرلاند الموسم الماضي.

ولم يتمكن كومان من الوصول الى تشكيلة أساسية ثابتة، وعمد بشكل متكرر الى تغيير التشكيلة الأساسية، ما ترك انطباعا بعدم قدرته على تكوين هوية واضحة لإيفرتون هذا الموسم.

وتعد التجربة مع إيفرتون إحدى محطات الفشل النادرة في مسيرة كومان كمدرب ولاعب، وقد تكلفه غاليا على المدى القريب.

وأثار كومان امتعاض مشجعين للنادي الانكليزي عندما أعلن في مقابلة مع صحيفة كاتالونية في أيار/مايو، انه يحلم كمدرب بتدريب منتخب بلاده ونادي برشلونة الاسباني الذي دافع عن ألوانه كلاعب.

وقال الهولندي في حينه "الجميع يعرف انني من برشلونة، الجميع يعرف حبي للنادي حيث نشأت كلاعب وانسان".

وكومان هو الوحيد الذي لعب ودرب أبرز ثلاثة أندية هولندية: اياكس امستردام، فيينورد روتردام وايندهوفن، وأحرز مع الأخير لقب كأس الأندية الأوروبية الأبطال (دوري الأبطال) في 1988، العام الذي أحرز فيه النادي "ثلاثية" الدوري والكأس المحليين والكأس الأوروبية.

أطلقت عليه كنيات عدة تحببا، أبرزها "تين تين" نسبة الى الشبه بينه وبين شخصية القصص المصورة الشهيرة. كان والده مارتن الراحل الذي خاض مباراة دولية واحدة، الدافع لهوايته كرة القدم كطفل. ودعمت والدته مسيرته الكروية، وقامت بكتابة رسائل الى مجلة هولندية تحذرها فيها من انتقاد اللاعب الشاب.