دون المدرب عموتا إسمه في تاريخ الوداد والكرة المغربية، باعتباره أول مغربي يتوج بعصبة الأبطال الإفريقية إلى جانب تتويجه بلقب كأس الكاف مع الفتح الرباطي، كما استطاع أن يدخل لقلوب الجماهير الودادية التي تغنت بإسمه، وبعد هذا الإنجاز التاريخي عبر عموتا عن سعادته بهذا اللقب، وأضاف بأن التتويج يعتبر ثمرة لجهود الجميع، موضحا بأن مهمة فريقه لم تكن سهلة وهو يواجه أندية قوية، لكن ثمة عوامل عديدة مكنت الوداد من التغلب على كل الصعاب والتفوق على الأهلي في المباراة النهائية، نتعرف عليها من خلال هذا البوح في ساعة الفرح.

ــ نهنئك أولا على هذا اللقب والسؤال الأول، كيف جاء هذا الفوز على الأهلي المصري؟
«شكرا للجميع على المساندة في هذه المباريات وفي كل المباريات السابقة، حيث استطعنا جميعا تجاوز مراحل جد صعبة، اليوم مع الأسف لم ندخل في المباراة بشكل مبكر، وظهر التأثير الذهني واضحا على اللاعبين في العشر دقائق الأولى، ما تسبب في مجموعة من التمريرات الخاطئة وسمح للأهلي بالتحكم في المباراة وتهديد مرمانا، وكما قلت سابقا فإن المباراة لن تكون سهلة أمام خصم يتوفر على إمكانيات محترمة، لكن هذا لم يمنع لاعبينا من الإستماتة والبحث على الهدف، وكانت لدينا بعض الفرص منها الكرة التي ردتها العارضة، وفي الشوط الثاني ظهرنا بمستوى أفضل، وكان هناك إصرار وقتالية، حتى جاء الهدف في توقيت مناسب، وبذلنا مجهودا أكبر للحفاظ عليه والتتويج باللقب».

ــ ما هي الأسباب التي جعلتكم لا تدخلون في أجواء المباراة مبكرا؟
«نتيجة هدف لمثله في مباراة الذهاب جعل تركيز اللاعبين مشتتا ما بين الدفاع والهجوم، وهذا شيء عادي، وكما قلت فقد كنا نعرف بأن المباراة لن تكون سهلة لأن الخصم سيأتي بدوره للبحث عن الفوز، أو على الأقل تسجيل الهدف،  الحمد لله أننا نجحنا في التعامل بذكاء وتركيز مع هذه المرحلة، ودخلنا في أجوائها بشكل تدريجي، واستطعنا أن نحول الخطورة لجهة الخصم».

ADVERTISEMENTS

ــ ما السر في تفوق الوداد وتتويجه باللقب بالرغم من مواجهته لأندية قوية؟
«قلت في العديد من المناسبات بأن الوداد لم يكن الأفضل تقنيا من باقي الفرق التي واجهناها وخاصة خارج القواعد، لكننا عرفنا كيف نتعامل مع المباريات، ولم نضيع الفرص داخل الميدان، وذلك بفضل المساندة القوية من جماهيرنا التي تشكل أحد أسرار التفوق بالنسبة لنا إضافة للقوة الذهنية والإلتزام التكتيكي، فالوداد يعرف كيف يلعب بالكرة وبدون كرة، لقد واجهنا أندية قوية تتوفر على عناصر دولية بالمنتخب الأول منها صنداونز الذي يضم ثلاثة عناصر رسمية بمنتخب جنوب افريقيا تحدث الفارق في المباريات، لكن بفضل التنظيم الجيد وروح المجموعة تغلبنا على كل المنافسين».

ــ في مراحل حساسة كنت وفريقك عرضة للإشاعات، فكيف تغلبت عليها، لتقود فريقك نحو اللقب؟
«من حسن حظي أنني لا أهتم كثيرا بما يكتب، وبما يشاع ويقال، لكن في بعض المراحل وصلت الإشاعات لمستوى جد منحط، والبعض يعتبر التدريب مهنة سهلة، إذ يكفي التوفر على صفارة تساوي 150 درهما وساعة بثمن 200 درهم لتكون مدربا، كما أن الناس هنا لا يجتهدون بالمقارنة مع ما تابعته خلال زيارتنا الأخيرة لمصر، حيث هناك معرفة وتحليل دقيق لكل ما يخص مؤهلات لاعبي الوداد.
والحمد لله تغلبنا على هذه الإشاعات بالتركيز على العمل وعلى التواصل الجيد مع اللاعبين وإدارة الفريق، فنحن نعرف إمكانياتنا بشكل جيد ونجحنا بهذه الخطة التي اقتنع بها اللاعبون أنفسهم، وغطينا على نقط ضعفنا بالتكتيك الجيد والقراءة الجيدة للخصوم».

ــ ما رأيك حول تصريحات مدرب الأهلي الذي قلل من فوز الوداد بهذا اللقب؟
«مع الأسف أن تصدر مثل هذه التصريحات في هذه الأوقات، أظن بأن الفريق المصري كان يعول على كسب مباراة الذهاب بحصة عريضة، لكنه لم يتمكن من ذلك، حيث فاجأنا الخصم بالإسكندرية، وكان من المفروض أن يتحلى بـ "الفير بلاي"، لأن كرة القدم تخضع لمنطق الفوز والخسارة».

ADVERTISEMENTS

ــ أين يضع عموتا هذا اللقب بين باقي الألقاب التي حصلت عليها؟
«جميع الألقاب التي حصلت عليها تبقى لها أهميتها ولها لذتها، لأنها لم تأت بسهولة، بل جاءت بعد مجهود ومعاناة، وهذا ما يجعلنا نحس بمتعتها وحلاوتها، فسواء مع الفتح الرباطي أو السد القطري كنا بحاجة لتعلم معنى الصبر بعد المعاناة والعذاب، واليوم كذلك مررنا بظروف قاسية وصعبة، بداية برحيل لاعبين أساسيين، وإصابات لاعبين في أوقات مهمة وطرد عطوشي، وفي الأخير قطفنا ثمار مجهودات كل الأسرة الودادية من لاعبين وإدارة بقيادة سعيد الناصري الذي وفر كل الإمكانيات المادية واللوجستيكية، وطاقم طبي وإداري، وكذا الجماهير الودادية».

ــ أنتم على بعد شهر من كأس العالم والمواجهة المرتقبة مع الفريق المكسيكي، فكيف ستستعدون لهذه المنافسة العالمية؟
«كل تفكيرنا كان منصبا على هذه الكاس القارية لأنها كانت الهدف الأهم بالنسبة لنا هذا الموسم، وبعد أن تحقق الهدف، سنستمتع قليلا بهذا التتويج، وسنفرح مع الشعب المغربي، ولدينا الوقت الكافي للإستعداد لهذه المنافسة العالمية، ما نتمناه حاليا أن نكون جميعا يوم السبت القادم وراء المنتخب المغربي في أبيدجان حتى نفرح جميعا مع المنتخب الوطني بتأهله لكأس العالم حتى تكتمل أفراح الكرة المغربية والشعب المغربي، لأننا بحاجة لمثل هذه الإنجازات التي ستعود بالخير على الكرة المغربية».