أعرب الدولي المغربي نبيل درار عن سعادته بعد تحقيق أجمل عبور لنهائيات كأس العالم روسيا 2018، وكشف بأن الفضل يعود للناخب الوطني هيرفي رونار وباقي الأسود ناهيك عن الجمهور المغربي الذي تنقل لأبيدجان لدعم العناصر الوطنية التي أدخلت أجمل فرحة على المغاربة.
درار تحدث عن الطريقة التي تأهل بها الأسود وكيف فرمل وليفريد زاها وقبله جيرفينيو، ولم يترك الفرصة تمر دون أن يروي لـ «المنتخب» أحلامه في كأس العالم التي سيحضرها رفقة جيل من المغاربة التواقين كي تكون مشاركة المنتخب المغربي مشرفة بعد فترة غياب عن الحدث العالمي لـ 20 عاما.

ــ المنتخب: أي شعور إنتابك مع اللاعبين وأنت تشاهد قرابة 5000 مناصر مغربي يحتلون أماكن متقدمة في ملعب هوفويت بوانيي؟
نبيل درار: هذا الأمر وحده جعل من كل لاعب يصبح عشرة، بمعنى أننا تحفزنا وشعرنا بنوع من الحماية وقلنا أيضا حرام أن نكسر خاطر هؤلاء ولا نجعلهم يعودون لأرض الوطن سعداء، لقد فعلنا ما نستطيع من أجل إنجاز المهمة والحمد لله أنه وفقنا لذلك، أريد شخصيا أن أقدم نيابة عن كل اللاعبين الشكر الجزيل لهذه الجماهير العاشقة والمحبة والمتعلقة بفريقها الوطني، سواء تلك التي تجشمت عناء السفر لتكون معنا بأبيدجان أو تلك التي تواجدت بأرقام قياسية في مباراتينا أمام مالي والغابون، وطبعا كل تلك الملايين التي خرجت إلى الشوارع بعد نهاية المباراة لتحتفل بالتأهل للمونديال.
أنا سعيد أن أكون ضمن هذا الجيل الذي صنع وعايش هذه الإحتفالية الوطنية الرائعة.

ــ المنتخب: في رواقك الأيمن خضت معارك مع كثير من اللاعبين مع الخطير جيرفينيو ومع البلدوزير ويلفريد زاها، وقد نجحت في ربح الكثير من النزالات؟
نبيل درار: لقد درسنا المنتخب الإيفواري بشكل دقيق وعرفنا المدرب هيرفي رونار على كل نقاط قوته وضعفه، وكان أكثر شيء شدد عليه هو أن نحكم إغلاق المنافذ الجانبية والأروقة، لذلك كان من الضروري أن أكون في غاية التركيز لشل حركية جيرفينيو وأيضا ويلفريد زاها، وقد تمكنت ولله الحمد بمساعدة الزملاء من أجل أن نحد من خطورة كل هؤلاء.

ــ المنتخب: ليس هذا فقط، ولكنك تمكنت من تسجيل هدف في وقت حساس أعطى لكل زملائك ثقة مضاعفة؟
نبيل درار: ما دخلنا المباراة من أجل أن نلعب متأخرين في منطقتنا، فقد كان من الخطإ مع حاجتنا إلى نقطة واحدة فقط أن نلعب بدفاعية مطلقة، لقد كان بإمكان ذلك أن يجر علينا ويلات كثيرة، لذلك عمدنا لأن نقول للإيفواريين أننا حضرنا لأبيدجان، ليس بحثا عن نقطة التعادل التي تؤهلنا ولكن بحثا عن الفوز الذي يعطينا علامة الإستحقاق الكاملة، وبتوفيق من الله تمكنت من تسجيل الهدف بعد مخادعة من زميلي بوطيب لحارس المرمى الإيفواري، هذا الهدف أربك الإيفواريين وأشعرهم على أن من يواجههم منتخب مغربي جسور وجريء وقادم من أجل تحقيق الفوز، وقد أكد ذلك الهدف الثاني لزميلي بنعطية.

ــ المنتخب: مع توقيع بنعطية للهدف الثاني وتقدم الفريق الوطني بانتهاء الثلث الأول من المباراة بهدفين نظيفين، هل قلتم مع أنفسكم على أن المباراة أصبحت سهلة عليكم؟
نبيل درار: أبدا المباراة كان يجب أن تلعب من أول دقيقة إلى آخر دقيقة، بعد توقيعنا لهدفين كانت أمامنا ساعة من اللعب شاقة وصعبة بدقائقها، وكنا نعرف على أن اللاعبين الإيفواريين سينقضون علينا لأن كبرياءهم ضرب في الصميم، إلا أننا كنا مهيئين لكل السيناريوهات، وبالتالي حرصنا على الإحتفاظ بتركيزنا وهدوئنا في تصريف دقائق المباراة، ولو أن الشوط الأول جاء بسيناريو لم يكن يخطر على بال أحد.

ــ المنتخب: ماذا كانت رسالة هيرفي رونار لكم في الشوط الثاني؟
نبيل درار: شدد على أن نلعبه وكأن شيئا لم يكن، وأن التأهل ما زال بعيدا ولم يحسم وبالتالي وجب التركيز على كل التفاصيل، لأن تسجيل الإيفواريين لأي هدف من الممكن أن يخلق ارتباكا ويفضي إلى أشياء غير محمودة، لذلك حرصنا على الإحتفاظ بهدوئنا وتركيزنا إلى أن وصلت المباراة لنهايتها، وللأمانة فإن المنتخب الإيفواري ما كان ليسجل علينا حتى لو لعبنا لثلاثة أيام.

ــ المنتخب: أنتم في كأس العالم، في أكبر حدث رياضي كوني، تحقق الحلم وباتت الحقيقة ماثلة لكم، لمن تنسب هذا النجاح؟
نبيل درار: للأمانة هو نجاح جماعي، كل واحد لعب دوره من أجل أن يتحقق، لا يمكن أن أستثني أحدا، لاعبين وأطقم تقنية، طبية وإدارية، جماهير وإعلاميين.
وأعتقد أن هذا الذي تحقق هو أبلغ رسالة تصل إلينا جميعا، هو أننا متى وثقنا من أنفسنا، متى استطعنا أن نحقق المعجزات.

ــ المنتخب: هل بدأ نبيل درار التفكير في كأس العالم؟
نبيل درار: أنا الآن مستمتع مثل زملائي بالنهاية السعيدة لرحلة الكفاح، صحيح أن كل ما فتحنا أعيننا على حقيقة أننا أنجزنا التأهل لكأس العالم، إلا وعادت نفس المشاعر السابقة لتنتابنا، يلزمنا بعض الوقت لنتحرر من تلك الشحنات العاطفية، والأكيد أن الغاية من كل هذا ليس هي الوصول إلى المونديال، ولكن هي أن نضع بصمتنا في هذا المونديال، المغرب كان دائما عاشقا للمونديال وتاريخيا يحسب له على أنه حقق نتائج قوية، لا ننسى أن المنتخب المغربي هو أول منتخب عربي وإفريقي نجح في تخطي الدور الأول، ولا ننسى أيضا أن كثير من الصور الجميلة التي تحتفظ بها ذاكرة المونديال هي للمنتخب المغربي واللاعبين المغاربة، لذلك هناك مسؤولية على أكتافنا أن نذهب إلى كأس العالم، لا للمشاركة فقط، ولكن لكي نحقق أفضل نتيجة ممكنة.