قدر للنجمين المغربيين المايسترو امبارك بوصوفة صانع ألعاب الجزيرة الإماراتي والمدافع الشاب أشرف حكيمي ظهير ريال مدريد أن يتواجدا معا أمس الأربعاء على أرضية ملعب محمد بن زايد بأبوظبي، والمناسبة طبعا هي مباراة تاريخية للجزيرة "فخر أبوظبي" الذي بلغ الدور نصف النهائي لكأس العالم وتشرف باللعب أمام ريال مدريد الكوني.
ولئن كنت أساسية بوصوفة لا تناقش في وسط ميدان الجزيرة الإماراتي، فإن زين الدين زيدان مدرب ريال مدريد فضل في هذه المباراة المغربي أشرف حكيمي على الإسباني داني كاربخال لشغل مركز الظهير الأيمن، وسنحت الفرصة لمشاهدة نزال مغربي خالص في هذه الموقعة التي باتت جزء من تاريخ نادي الجزيرة الإماراتي، موقعة أبرزت الإبداع المغربي العابر للقارات، وأعطتنا اليقين على أن فريقنا الوطني بلاعبين من طينة بوصوفة وحكيمي يمكنه أن يتطلع إن شاء الله لكتابة صفحة جديدة في تاريخه المونديالي بروسيا الصيف القادم.
             
 بوصوفة يبث روح التحدي
في ثوب القائد الفعلي، دخل بوصوفة المباراة وهو في قمة هدوئه، فقد ساعده تواجده لسنوات بالملاعب الأوروبية على أن يبرز أمام نجوم الملكي غير متهيب ولا متوجس، فقد قال في رسالة موجهة لزملائه في نادي الجزيرة تحسبا لمواجهة إعصار ريال مدريد:
"نحترم ريال مدريد بتاريخه وإنجازاته، فهو بطل أوروبا وهو المرشح الأول للظفر بكأس العالم للأندية، ولكن لا يجب أن ينسينا ذلك أننا الجزيرة "فخر أبوظبي"، نحن أيضا لنا طموحاتنا وأحلامنا ولا نريد أن نضيع فرصة كتابة صفحة جديدة في مجد الكرة الإماراتية، وصولنا لنصف النهاية إنجاز ولكننا لا نريد أن نتوقف عند هذا الحد، يجب أن نواصل الحلم حتى لو كان من يقف أمامنا هو ريال مدريد".
هذه الروح الإنتصارية وروح التحدي، هو ما حرص امبارك بوصوفة على نقله لزملائه اللاعبين، فقد كان داخل الملعب بمتابة مدرب فعلي يرفع الدهشة عن زملائه ويحفزهم للثقة أكثر في قدراتهم، وأبدا لم يكن يتوقف المايسترو عن الركض يمينا وشمالا إما لتعطيل الآلة المدريدية وإما لبناء المرتدات بحرفية كبيرة.
                
زيدان أشاد بالزئبق
كان بوصوفة صورة من ملحمة نادي الجزيرة الإماراتي الذي تفوق على نفسه وتجاوز سقف الإنتظارات ببلوغه الدور نصف النهائي في مونديال الأندية.
والأصل إن بحثنا لهذه الملحمة الجزراوية عن صناع فعليين فسنجد على رأسهم بكل تأكيد الزئبق المغربي امبارك بوصوفة الذي حصل من صحافة العالم على الإشادة، بل إن زين الدين زيدان سيقول في مؤتمره الصحفي الذي أعقب المباراة، أن الجزيرة قدم مباراة بطولية ويستحق أن ترفع له القبعة، وسيشيد ببوصوفة وبرومارينهو وأيضا بمبخوث.
           
  حكيمي أمير في قلعة الملوك
هي المرة الأولى التي ستتاح لي فيها الفرصة لأشاهد الدولي المغربي الناشئ أشرف حكيمي على الطبيعة، يبرز المؤهلات الفنية التي أهلته لينال ثقة مدربه زين الدين زيدان، ويمكن القول أن الحظ لعب دوره في تمكيني من هذه الفرصة، فبرغم أن زيدان اختار مواجهة الجزيرة بتشكيل شبه مثالي، إلا أنه سيفضل حكيمي على كارباخاللشغل مركز الظهير الأيمن لريال مدريد، لأقف على كثير من الحقائق الفنية والذهنية وحتى الكاريزماتية لهذا الفتى الرائع.
الحقيقة الأولى هي أن أشرف حكيمي ما نال ثقة زيدان إلا لانضباطه واتزانه وأيضا لتجاوبه الكامل مع النسق التكتيكي المتبع والذي يجعل من الظهير شعلة من النشاط في رواقه دفاعيا وهجوميا.
الحقيقة الثانية هي أن أشرف حكيمي برغم حداثة سنه فهو يتطور بشكل لافت، وكل مباراة يخوضها بجوار العمالقة، إلا وتساعده على رفع منسوب الثقة وعلى تطوير ملكاته الفنية، بخاصة تلك التي تستوجبها الأدوار الهجومية.
الحقيقة الثالثة وهي أن حكيمي أبعد الله عنه العين الخبيثة وحماه من شر الأعطاب، بات مشروع ظهير من طينة الأظهرة العصرية التي يمكنها أن تحدث انقلابا في منظومات اللعب، فما أصبح عليه حكيمي من اختمار ومن جرأة ومن قوة شخصية وهو يتواجد في قلعة الأساطير، يؤكد أن له كل الخاصيات الذهنية لكي يصبح عن قريب من أفضل الأظهرة في العالم.
أما الحقيقة الرابعة، فهي أن مباراة الجزيرة أكدت عكس ما ذهبت إليه بعض الأخبار من أن ريال مدريد في طريقه لانتداب ظهير أيمن إسباني ليعير حكيمي لإحدى الأندية، فزيدان يثق كثيرا في حكيمي ولا يرى أفضل منه ليكون البديل المثالي لداني كاربخال.