بحصيلة تقنية يعتبرها المكتب المسير للكوكب المراكشي والطاقم التقني للفريق ايجابية جدا، قياسا بالإمكانات المالية التي رصدت للفريق خلال الموسم الماضي والتي لم تتعدّ مليار و600 مليون سنتيم، إستطاع فارس النخيل أن يضمن له موقعا يخوّل له المشاركة في كأس الكونفدرالية الإفريقية التي غاب عنها منذ عقدين من الزمن.
هذه الرتبة الثالثة التي حصل عليها الكوكب لم تشف غليل الجمهور أو ترضي طموحه بعد أن اعتبرت أنه يلعب  الفريق أدوارا ثانوية، وذلك قياسا بالإمكانيات المادية والبشرية التي يتوفر عليها، كما أخفق النادي أيضا في لعب الأدوار الكبيرة خلال منافسات كأس العرش، بيد أن إدارته التقنية عرفت استقرارا بقيادة المدرب هشام الدميعي في الوقت الذي ظلت هويته التكتيكية وشخصيته القوية اللتين طبعتا مساره في الموسم ما قبل الماضي قارة من خلال إحداث ثورة كبرى على مستوى أندية البطولة الوطنية، لكن ما يميز إيقاع الكوكب هو تراجع أسهمه إلى أدنى مستوياتها، خاصة في مرحلة الإياب التي أدمن خلالها الفريق الهزائم التي تجرع مرارتها في مناسبات عديدة، مع الإكتفاء بالتعادل في أحيان كثيرة سواء بملعب أو بملاعب الخصوم، هذا الوضع المتأزم لم تستسغه بطبيعة الحال الجماهير المراكشية التي انتفضت غير ما مرة في وجه أصحاب الحل والعقد داخل البيت الكوكبي مخيرة إياهم بوقف النزيف أو الرحيل.
رحلة البحث عن «الذات»: الإستقرار التقني في مقابل المؤقت الإداري
قبل بداية الموسم الماضي، راهن كثيرون على الكوكب المراكشي لمنافسة السواعد الكبرى والأندية الكلاسيكية على المراتب المتقدمة، بالنظر إلى الترسانة البشرية المهمة التي يضمها الفريق والتي تمزج بين الشباب والخبرة، بيد أن الكوكب فقد هويته التكتيكية واتسمت نتائجه بعدم الإستقرار بسبب ما رافق جولات البطولة من إجهاد بدني وإصابات لحقت بعدد من اللاعبين الأساسيين، يضاف إلى ذلك مشكل الملعب الذي انحصر بين الإستقبال بملعب مراكش الكبير بأرضية جيدة، ثم سرعان ما تمت مغادرته بسبب سوء فهم بين شركة سونارجيس ومسؤولي الكوكب صوب ملعب الحارثي، الذي عاني فيه اللاعبون من الإصابات بسبب أرضيته السيئة التي أضرت بأغلب عناصر الفريق، علاوة على سوء أرضية ملعب العربي بن مبارك التي لم تستجب للمعايير الموضوعية والتقنية بعد صيانتها وكانت سببا في الإصابات التي لحقت بالعديد من اللاعبين. 
وفي واحدة من البدع الكوكبية بامتياز، عمد المكتب المسير المنتهية ولايته إلى التحايل على القانون ليشكل لجنة مؤقتة، دون عقد جمع عام إستثنائي بعدما لم يقدم أي عضو ترشيحه لرئاسة الفريق، في الوقت الذي عاد فيه فؤاد الورزازي ثانية كرئيس للجنة المؤقتة في انتظار تزكيته رئيسا بعد ثلاثة أشهر.
فبعد تدخلات من طرف سلطات المدينة، وخاصة من طرف والي جهة مراكش ورئيسة المجلس الجماعي للمدينة نفسها، عاد الورزازي لقيادة دفة الفريق لولاية جديدة برئاسته للجنة للإنقاذ وتشكيل مكتب في أجل يقل عن ثلاثة أشهر، وفي هذا تعويم لواقع حال الفريق وتمويه للعودة الى رئاسة مكتب مسير ينضج على نار هادئة سيما وأن المشهد تكرر في نسخة سابقة وكأن التاريخ يعيد نفسه.
وبدا المكتب السابق للفريق المراكشي متحديا بذلك المقتضيات والقوانين المنظمة للجموع العامة، وذلك تحت ذريعة توفير الظروف الإعدادية الملائمة للنادي للبصم على انطلاقة جيدة في الكأس والبطولة، وهو معطى سيؤثر كثيرا على أجواء الكوكب الذي خاصمه جمهوره وأنصاره، الذين اكتشفوا خضوع الفريق للأمر الواقع من خلال التسلط والتحكم عن بعد، وفي الوقت ذاته قام الكوكب بالعديد من التعاقدات مع لاعبين مجربين بلغ هددهم ثمانية والحصيلة مرشحة للإرتفاع، مع ما يكتنف هذه الصفقات من غموض في ظل غياب موارد مالية للفريق ودون الحديث عن قيمة عقود اللاعبين وممولي هذه الإنتدابات.
إعتاد مسيرو الكوكب المراكشي أن يركبوا رأسهم ويصروا على الوفاء لدهائهم خاصة بعد أن أبدت الجماهير غضبها وطالبت بالتغيير، بيد أن وجود منخرطين مؤدى عنهم شكلوا دائرة ضيقة لحماية وتحصين وجود أعضاء نافذين بالفريق جعلت غسيل فارس النخيل يخرج للعلن.
فبعدما فشل ممثل المدينة الحمراء في وجود مرشح للرئاسة، والتمنع الذي أبداه الرئيس السابق للمكتب المسير ورئيس لجنة الإنقاذ في صيغتها الجديدة - القديمة، يظهر أن مسؤولي  الفريق تلقوا وعودا من بعض المسؤولين بالمدينة بالبحث عن مستشهرين يتكفلون بتسديد رواتب ومستحقات لاعبي الفريق وطاقمه التقني.
والواضح أن اللجنة المؤقتة التي تسهر على التسيير مرحليا والتحضير للجمع العام لإنتخاب رئيس جديد طيلة مدة تنصيبها، والتي يرأسها الورزازي المنتهية ولايته والذي لم يقدم ترشيحه لرئاسة الفراغ، سقطت في المحظور ولم تحسم في اتخاذ القرار الصائب لحظة عقد الجمع العام العادي في 17 يونيو الماضي، حيث كان من المفترض أن تتشكل هذه اللجنة حينئذ بعد رفض الرئيس العودة لولاية ثانية أو أن يتولى المكتب المديري للنادي بإعتباره الجهاز الوصي الأول على فروع الكوكب المراكشي، دون انتظار الأوامر وتدخل سلطات المدينة وهو مؤشر على أن المكتب المسير لا يملك استقلاليته على مستوى القرار، بل على مستوى القرارات التي ليست بيده.
إستعدادات عادية ومستقبل غامض ومصير مجهول
مستقبل غامض ذاك الذي ينتظر الكوكب المراكشي بسبب الأزمات الإدارية الخانقة التي تلقي بظلالها القاتمة على كاهل الفريق الذي يعيش حاليا وضعا مقلقا ومعقدا على كافة المستويات، خاصة على المستوى الإداري، حيث يظهر مسيرو الكوكب وكأنهم شاردون أو خارج التغطية، بل إنهم ينحنون لعاصفة الغضب التي أطلقها أنصار الفريق ونعتهم للمسؤولين بـ «الحياحة» .
واللافت للإنتباه أن من المسيرين من هو منشغل أكثر بترتيب بيت الفريق الداخلي، بعدما إنتهت صلاحيته مع متم الموسم الماضي، دون أن يتم التوافق حتى الآن داخل برلمانه حول رجل المرحلة المقبلة القادر على إنتقال الفريق من مرحلة التسيير الهاوي إلى التدبير المقاولاتي الذي ما فتئ رئيس اللجنة المؤقتة يبشرنا به منذ بداية ولايته السابقة، حيث اندلعت قبل أيام حرب باردة بين عدد من المسيرين في المكتب المنتهية ولايته ورؤساء سابقين من أجل حشد التأييد وضمان أغلبية مريحة من المنخرطين تؤهلهم لاعتلاء قمة هرم تسيير الفريق من جديد.
وعلى المستوى المادي ، يعاني الكوكب من أزمة خانقة جراء الديون المتراكمة والتي تهم أشطر منح التوقيع للاعبين القدامى والجدد ومنح أفراد الطاقمين التقني والطبي دون إغفال منح العديد من مباريات الموسم الفارط التي لم تجد بعد طريقها لحساب اللاعبين، والأكيد أن المكتب المسير الذي سيفرزه الجمع العام المقبل تنتظره تركة ثقيلة وشائكة ستضع صناع القرار داخل الفريق المراكشي أمام تحديات كبيرة.
الكوكب عاد للتداريب يوم 28 يونيو الماضي
عاد الفريق المراكشي لتداريبه بعد أن حدد 28 يونيو الماضي موعدا لاستئنافها تحضيرا لمنافسات الموسم الكروي المقبل، حيث يتضمن البرنامج الذي أعده المدرب هشام الدميعي محطات إعدادية بالمدينة الحمراء تتخللها مباريات ودية ومشاركة في دوري اليزيد الشركي بمدينة الجديدة في الفترة ما من 31 يوليوز الجاري إلى 2 غشت المقبل، حيث سيعرف الدوري المذكور حضور أولمبيك خريبكة وأولمبيك آسفي والدفاع الحسني الجديدي، المنظم للتظاهرة.
وينتظر أن يدخل الفريق المراكشي، تجمعا تدريبيا مغلقا، بمدينة مراكش، مباشرة بعد عطلة عيد الفطر، سيختمه بالمشاركة في الدوري المذكور بعد أن يجري مباراتين وديتين أمام شباب المسيرة، يوم الأحد 12 يوليوز الجاري، بملحق الملعب الكبير لمدينة مراكش، على أن يواجه في الثانية رجاء بني ملال يوم الأربعاء 15 من الشهر نفسه.
في سياق متصل، كشف الطاقم التقني للكوكب المراكشي عن برنامج عمله المرحلي بعد شروعه في الحصص التدريبية الأولية، حيث ينكب هشام الدميعي خلال الفترة الحالية على تجريب مجموعة من شبان الفريق واللاعبين الذين يخوضون اختبارات بدنية وتقنية بالكوكب، ثم الإشتغال على الجانب البدني وتقوم الجوانب التقنية والمهارية قبل إغلاق اللائحة النهائية.
الجماهير تثور في وجه المسيرين
كان من الطبيعي جدا أن تثير النتائج المتضاربة للكوكب في منافسات الموسم الفارط فورة غضب كبرى داخل الأوساط الرياضية المراكشية، وبخاصة المناصرين الذين لم يستسيغوا تواضع أداء ونتائج فريقهم في النصف الثاني من البطولة الإحترافية منذ عودته إليها قبل موسمين، وعلى امتداد مباريات البطولة وجهت الفصائل الداعمة للكوكب رسائل عتاب وانتقادات شديدة اللهجة إلى صناع القرار داخل الفريق المراكشي عبر شعارات أثثت في فترة سابقة مدرجات الملعب الجديد بمراكش، تلتها مقاطعة مبارايات الفريق ولا سيما فصيل «الكريزي بويز» المساند القوي لفارس النخيل. 
ومن خلال المؤشرات الموجودة، فإن الكوكب سيجري مبارياته بجماهير دون العدد المأمول، خاصة بعد الكتابات الحائطية التي استهدفت مسيرين بعينهم، كما مس بعض منها مدرب الفريق وأطرافا فاعلة في المشهد الكروي بمراكش.
محمد الشاوي

--------------------------
لاعبو الأمل ومركز التكوين ينتظرون فرصتهم مع الكبار
فرضت مغادرة عدد من العناصر المتميزة في الموسمين الأخيرين للقلعة المراكشية، على مكتب الكوكب تسطير مشروع احترافي طموح من أهم أهدافه إعادة بناء فريق قوي وتنافسي يستمد قاعدته الأساسية من مدرسة الفريق، والتي تعيش استنزافا بسبب وجود مدير تقني مختص في رياضة المشي لا علاقة له بكرة القدم ولا تجربة له تم فرضه من طرف رئيس الفريق، وغادر العديد من اللاعبين مركز التكوين بسبب سوء تدبيره ومحاربته للعناصر المتميزة.
وعلمت «المنتخب» أن العديد من اللاعبين الشباب تم الإستغناء عنهم من طرف الطاقم التقني للفريق وبخاصة من طرف المدرب هشام الدميعي والمدير التقني يوسف مريانة، بعد أن قام الفريق بالعديد من الإنتدابات التي أوشكت على نهايتها.
ولم يعرف بعد قرار مدرب الفريق من عدد من اللاعبين الشباب الذين جاوروا الفريق الموسم الماضي أو تمت إعارتهم، كخالد أعبودو واسماعيل جميق ويوسف إكرام ومحسن بوجريدة وياسين الجوبي، فضلا عن محمد الهروالي والمهدي زايا وعبد الخالق آيت أورحبي ومحمد التومي.   

عقال وبيات والفقيه إجتازوا الإختبار الطبي بنجاح
إجتاز صلاح الدين عقال وبلال بيات ومحمد الفقيه الإختبار الطبي بنجاح بعدما إلتحقوا بالكوكب المراكشي في فترة الإنتقالات الحالية الفحص الطبي، على أن يخضع باقي اللاعبين للإختبار نفسه من طرف المختار أركان طبيب الفريق وإعداد ملف طبي يخص كل لاعب على حدة لقياس سلامته البدنية والصحية.
وحسب القوانين الدولية لكرة القدم فإن كل لاعب يلزمه الخضوع لفحوصات طبية وانتظار نتائجها، وهو الأمر الذي يتطلب بعض الوقت، حيث تقرر اجتياز اللاعبين للفحص الطبي دفعات قبل بعث كشوفاتهم للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم حين يغلق مدرب الفريق اللائحة النهائية التي سيعتمد عليها الموسم المقبل.
إلى ذلك، تم الإستغناء عن عبد المولى أيلول المعالج الطبيعي للفريق، بعد أن أصدرت إدارة النادي قرارا بتوقيفه، في حين تسابق العديد من الأندية الزمن بالتعاقد معه، حيث أشارت المصادر إلى أن الوداد البيضاوي أحد أبرز الأندية التي ترغب الإشتغال معه.

البهجة مطلوب بالجيش
أوضح مصدر مطلع أن اللاعب سفيان البهجة، بات مطلوبا من فريق الجيش الملكي بعدما أضحى غير معتمد عليه من طرف مدرب الكوكب المراكشي، حيث أضاف المصدر ذاته أن مسؤولي الفريق العسكري ربطوا اتصالات مع نظرائهم المراكشيين.
ويغيب البهجة عن تداريب الكوكب لتواجده رفقة المنتخب الأولمبي الذي يستعد لمواجهة منتخب تونس يوم 19 يوليوز الجاري، لحساب إقصائيات كأس إفريقيا لأقل من 23 سنة، حيث يقترح العساكر شراء ما تبقى من عقد اللاعب أو الإقدام على صفقة للتبادل تخص البهجة مقابل أحد لاعبي الجيش الملكي الخارجين من حسابات المدرب جوزي روماو.


لاعبون خارج الإطار وآخرون يخضعون للإختبار
بات ياسين كارين وهشام التايك وعادل الماتوني خارج حسابات المدرب هشام الدميعي بعد جلسة مكاشفة مع  مدرب الفريق المراكشي ومديره التقني يوسف مريانة بالبحث عن فريق جديد، وخلص الأمر إلى فسخ العقود بشكل ودي.
وكان اللاعب كارين قد التحق بالكوكب بداية الموسم الماضي قادما من الرجاء الذي أعاره قبل ذلك لشباب الريف الحسيمي، في حين تم انتداب عادل الماتوني وهشام التايك خلال الميركاتو الشتوي، حيث ينتظر أن يعود هذا الأخير لفريقه السابق أولمبيك مراكش.
في سياق متصل، قالت مصادر «المنتخب» أن عدنان سرحان يتدرب رفقة الكوكب المراكشي بعد الأخبار التي تم تسريبها والتي أفادت مغادرته للفريق إلى جانب البينيني سيدو برازي، في الوقت الذي إلتحق فيه بتداريب فارس النخيل لاعب مالي يدعى أوصمان  يشغل مركز وسط ميدان دفاعي من أجل الإنضمام إلى الفريق بشكل رسمي، في حال أقنع المدرب هشام الدميعي بمؤهلاته.
وشارك أوصمان في بعض الحصص التدريبية للكوكب، حيث ظهر بمستوى مقبولا، في حين لم يقدم زميل له يلعب في مركز الهجوم، مستوى يخول له التوقيع للكوكب، إذ ينتظر أن يغادر التداريب والبحث عن ناد آخر قبل نهاية فترة الإنتقالات الصيفية.