قدري على ما يبدو مع بداية ولاية الرئيس الجديد والتسعة المبشرين أني سأبقى أذكرهم حتى تنفعهم الذكرى.. وقدري أن أقول له كتبت وقلت وكل ذلك فعل ماض ناقص.. واليوم تبدو كل هذه الكتابات وكأنها صالحة لهذا الزمان.. والمكان..
قبل 20 سنة كتبت عن كاري حنكو وعباس المانيرا.. ورسمت بالكلمات عدة كاريكاتورات لأشخاص كانوا في غرفة القيادة.. منهم من تقاعد ومنهم من جرت من تحتهم الحصيرة في الصيف كي يدخلوا للجامعة عن طريق العصبة.. فلا هم دخلوها ولا هم تركوا السيد يترزق الله..
مضت 20 سنة على هذه الأعمدة.. واليوم يبدو أن دار الكرة ما تزال على حالها.. وما قلته يومها ما يزال صالحا لليوم وللنشر.. الإختلاف فقط في الأشخاص والكراسي أما الوضع فلم يزدد إلا سوء وتدهورا والله يحد الباس.. وبيني وبينكم أبطال اليوم يعتبرون رضع مع اللي سبقوهم في خاوية عامرة..
وجهت للسيد الرئيس في يوم تربعه على قمة هرم جلدتنا برياض النخيل رسالتي الميكيافيلية.. وقلت أن بيني وبينه وجها واحدا مشروكا فقط «هم» كرة القدم المغربية.. ومنتخبنا الوطني.. قلت بصريح العبارة أني لا أعرفه وهو لا يعرفني وهذا للتاريخ.. وجهت له عكاز طريق ساذج مثل سذاجتي لا يختلف عن ذلك الذي أدار له ظهره السي علي.. فسقط قبل أن يصل لخط النهاية يوم 13 أبريل.
قبل 5 سنوات إبتلينا ببدعة إسمها «تركيبة رباعية» هي خليط بين مدربين يفرقهم أكثر مما يوحدهم.. وبعدها كان قدر الـمنتخب الوطني أن يواصل إدمانه البدع الضالة ودائما مع التركيبات الرباعية لكن بتوابل مختلفة هذه المرة.. بعدما اختير أربعة مدربين أمام لجنة رباعية.. إجتازوا الكونكور وفاز واحد منهم بــ «عام بلا شورط» لأنه كان مقرص.. 
وتعود هذه البدعة اليوم ليبدأ بها الرئيس الجديد ولايته بتوجيه دعوة مخدومة لصحفيين ليس لندوة صحفية حول اختيار المدرب القادم للـمنتخب الوطني بل لتوريطهم في القرار.. بوحي من أرنبه الذي يكن «حسيفة» لخوتو في الحرفة.. بنية إبعاد كفاءات قد لا تتوانى في كشف تملقه وانتهازيته غدا.. والذي أدعوه للرد على تساؤل المتتبعين.. هل سيدفع مصلحته السابقة للتحامل على الجامعة الجديدة مثل السالفة.. أم كانت فقط استراتيجية الأرانب..؟
كلنا نعرف أن اختيار الناخب الوطني لا يخضع للسونداج.. وإلا لفاز الزاكي قبل الرباعية اللي خرجات علينا.. لأن المبشر بــ «النصيب» يعين بطريقة تتجاوز الكامبارسات.. وكل ما يطبخ اليوم بشارع النخيل هو فقط للتمويه ودر الرماد ليس إلا.. لذلك لم أفهم كيف انطلت على الرئيس هذه البدعة.. التي تخالف قانون الجامعة باعتبارها مؤسسة مستقلة الذات.. والصحفيون وغيرهم خارج أعضائها.. والصحفيون غير مخول لهم لعب دور القاضي والجلاد إذا رغبوا في مصداقيتهم.. والعملية مفبركة مع سبق الإصرار والترصد.. وسيأتينا بالخبر من لم نزود..
حجاية «هنا طاحت الميزانية.. احنا نوزعها» يجسدها هذا الوضع بشكل كبير.. فالذي طمع في «الطعريجة تعرض لمقلب كبير.. اكتشف في تلك الصبيحة أنه كان يلغي في حضرة اللجنة.. ومن لغا فلا قرار له واخرج يصيد تصيد.. وقبيلة الإعلاميين قلبوا الصينية على نادلها.. وحذرت الرئيس الجديد قبل وبعد تربعه من عقارب «الثقة التي لدغت الفهري.. وتفادي دصارة الأرنب الذي يسعى للتقاعد المريح.. وتأكد هذا مع أحدهم ومن محيطه الذي ظهر ينفث سيجاره ويصهل في ممرات الرياض على يتامى الجامعة قبل جلوس رئيسه على «البونج».. والله يحد الباس...
حكاية أجي نسولوكوم على بروفايل المروض.. لا تبدو مقنعة من البداية والمقاربة التشاركية للسيد الرئيس ربما ظلت الطريق مع مؤرخي اللحظة.. ولربما هذه أول الأخطاء التي ستغطي على هديته «6 ملايير في شكارة الفرق الوطنية».. وسيستغل هذه المرة دون تردد اللي دايرين به مونولوج «هنا طاح ريال البرزيدان هنا نلعبو عليه».. بالرغم من حرسه الشديد على الأمانة الملقاة على عاتقه.. 
تحويل واقع الـمنتخب الوطني لما يشبه المزاد.. ألا أونو.. ألا دوي.. ألا تري.. ومقر الجامعة لسوق بشرية يستقبل الوفود والوجوه المختلفة لتقديم الرأي.. هي بدعة أخرى من البدع التي ستنتهي كما تنتهي كل الفتوات التي تبدأ برمي الطعم.. وسحب الصنارة بعد التصييدة.. واللي تصيد اليوم غدا يرد الصرف لأن العارفين بكوزينة الكوايرية يعلمون جيدا ومنذ مدة أن ال «شافات» اختاروا المدرب وهذه قضية محسوم فيها من تلك «الليلة التي».. والخضرة ما تشريها الهضرة.. 
سؤال آخر وليس أخيرا.. هل ستتحول مفاتيح جامعة «العشرة» اليوم لجامعة الذل عفوا جامعة الظل غد..؟ اليوم السوارت في يديهم.. وربما غدا ستصبح في «بورت كلي» أرنب البريزدان..