قبل افتتاح موسمنا الكروي والإنتخابي وحتى البرلماني.. أجد من الواجب الإحاطة (ولو أنه حرمت علينا سيتكومات الإحاطة).. السيد رئيس الحكومة برسالة ثالثة.. الأولى كانت من عبد ربه و حملت إسم «رسالة الغفران»، والثانية كانت من أخي ورفيق الدرب الإدريسي في كلمات وأشياء تعسر فهمها وإعرابها.. وهذه الثالثة «بيس».. 
اليوم أعيد التذكير لأن الذكرى تنفع.. وأتوجه للسيد بنكيران برسالة.. ليست من تحت الماء ولا فوقه.. رسالة بأسلوب يفضله ويعشقه.. أسلوب يسمي الأشياء ويوضح المفضحات.. خدمة للرياضة والقارئ وهي ليست رسالة أرنب سباق ولا كاري حنكو يخدم أجندات بعينها..
لن أبالغ في الحديث عن ذنوب الحكومة وتقصيرها اتجاه الرياضة.. ولا أريد فتح جبهة مخططها الخماسي الذي يشير للرياضة بالأصبع الصغير فقط.. لكني أرى أنه من الواجب لفت الإنتباه لمسألة هامة.. وهي كون الرياضة المنسية في خطاب الحكومة ومشروعها اليوم.. ستكون غدا وفي عز الإنتخابات هي «بونيس» الصناديق..
هي رسالة ميكيافيلية ومُحاسِبَة لأن من يشتغل يخطئ وهذا ما قاله عاهل البلاد بالأمس القريب.. وهي همسة لإعادة «التعازلة» وتقييم الموارد وتقسيم الأدوار.. 
أتابع رئيس الحكومة باستغراب ودهشة.. وأتابع التهافت الكبير لبعض الأحزاب على الفرق الكروية.. وعلى تلوين واجهات محلبات الأندية بالمصابيح والتراكتورات والورود والخيول والحمام والمناجل وبالميزان، كلها وجطو..
السيد رئيس الحكومة.. لا شك أنكم بعد غلقكم «الروبيني» في وجه رياضات كثيرة.. أدركتم بأن الجامعات الرياضية «مقصية» من المقاصة وهي في غنى عن دعم حكومتكم وبالخصوص جامعات السيادة وعلى رأسها جامعة الميزانية حسب مول الباش والجدة اللي فالعرس.. نحن تحتاج لتدخلكم للتوجيه والتقويم.. حتى وإن كانت هذه الجامعات محصنة بالقوانين الدولية.. وفي مقدمتها «الجلدة والجلبة البلاطيرية».. وما انخراط وزرائكم في الداخلية والتجهيز والمالية والرياضة.. في تقديم 150 مليار لإعادة هيكلة الكرة المغربية.. إلا دليل على أن هاد الكرة فعلا «مفشوشة» وخاصها «النفيخ»..
في نفس الفترة من السنة المنصرمة.. توجهت لكم السيد رئيس الحكومة برسالة حاولت خلالها بغيرة ولد البلاد لفت إنتباهكم لكثير من الأشياء.. لست أدري كيف كانت قراءتكم لها.. لأنني لا أعتقد أنكم من أمة «أنا بغير قارئ».. وما أعرفه اليوم هو أنه بعد مرور عام كامل على موسم باكور الأندية البلاطيرية لم نتوصل بعد لا بالحصيلة ولا بالتقرير المالي لضرة «المقاصة».. رغم وعود وزيركم في الرياضة وتعهده بكشف الأرقام وهامش الخسارة.. لا في ندوة صحفية ولا أمام ممثلي الأمة..
لذلك وجدتها رسالة تصلح لكل زمان ومكان.. طالما أننا سنقبل بعد 4 أشهر من الآن على نفس «الموسْمْ الفيفاوي».. وعلى نفس «طنيز» زيوريخ.. في إعادة بعض تفاصيل الرسالة الأولى.. آملين التفضل هذه المرة بالتوضيح لربط المسؤولية بالمحاسبة وليرتاح أكثر من خاطر..  
هذه رسالتي للرئيس بنكيران.. رئيس حكومتنا والمسؤول عما يهمنا إجتماعيا ورياضيا وفكريا.. إنتخابيا و.. و.. و..
رسالة من إعلامي معترف به من ناطق وصوت حكومته.. همه تبليغ وتأدية ما على كتفيه دون فهامات ولا زيادات..
هي ردود فعل لأناس يهمهم كثيرا المستقبل الإقتصادي والإجتماعي والرياضي لبلادهم.. وهي ليست رسالة أبي العلاء المعري.. ولا رسالة العندليب.. «وليست رسالة تصف الأحوال في النعيم ولا السعير والشخصيات في العالم الآخر..».
رسالتي تتكلم عن يومنا المغربي.. عن موندياليتو ضيافة بلاطير، ضيافة شراها لينا منو الوزير والوسيط بين رشفة قهوتين عربيتين تحت ظلال خيمة «ظبيانية».. وبعدها رحل الأول وغطس الثاني.. والمغاربة سددوا فاتورة الباء الأولى والثانية يعلم الله كيف ستتم؟
مبادرة غير محسوبة على حكومته.. ودفتر تحملها يفوق بكثير الدفاتر اللي شاعلة فيها النار هذه الأيام في طريق عين السبع.. ودار البريهي..و فمحطات الغازوال و البنزين ورفع الأسعار..
فأدعوكم جميعا للتأمل بصوت عال اليوم قبل الغد.. لأنه في شهر دجنبر سيحل بين ظهرانينا الثعلب بلاطير الذي ضحك علينا أربع مرات.. برفضه تنظيم المغرب لكأس العالم أربع مرات.. والخامسة رمى لنا بطعم الرقم  الشؤم 13 وزاوجه بـ 14.. بعد أن أصبحت بضاعة كاسدة بين يديه لفظها الإماراتيون وصادرها «الجابونيون».. والظاهر أننا أغنى من الإثنين؟؟ شاط علينا الفائض في المدخول وخرجوا الوزير السابق ومن معه من الهامسين وعاشقي صورة التبندير كزكاة أبطالنا أولى بها وهم الذين يموتون بالتقسيط غير المريح..
رسالتي للسيد بنكيران مراجعة دفتر التحملات الفيفاوية من جديد لأن التايمينغ الحالي دفاتره مفتوحة إعلاميا وتشريعيا وصالونيا.. وحتى مع قهوة الصباح.. الكل يناقش ويحلل دفاتر الدوزيم وموازين والمقالع والتيجيفي والبحار العالية.. فلم لا دفتر بلاطير وأخطاؤه الإملائية الكثيرة.. وهذه الأخيرة لوحدها تشكل عشر مرات ميزانية التلفزيونات ورقصة شاكيرا وعضة بيتبول..
سيحل علينا البوص بلاطير مرة أخرى ضيفا ثقيلا ومبندرا.. جوزيف «سيب» بلاطير الذي يوزع سيبته على العالم غير مبال لا بالحكومات ولا بالسياسات.. وعلاش لا إذا كان إسمه الثاني «سيب» يشبه إسم ماركة «الكوكوط مينوت» أو طنجرة الضغط التي ستطبخ ميزانية قفة كل خضرنا السبعة في بلاد السبعة رجال بالكامون.. وبلا ملحة..
مبتغى رسالتي الـموجهة للسيد بنكيران وزميليه في المالية والرياضة.. أن يعيدوا «ضمسة» الكارطة ليدققوا ويناقشوا للمرة الثانية.. وليجنبوا ميزانيتنا روماتيزم العجز للسنتين الماليتين المقبلتين يلا طول الله العمر.. وتجنب الإحراج لحكومتهم أمام منتخبي الأمة من ثقابي في بزطامها بلا ما نزيدو عليه الجفاف والأزمة العالمية والتي ستطول بالغنى عن هذا المونديال «المدرح» وغير المرغوب فيه من مالين الفلوس..
كثيرون هم الذين يرغبون في إجهاض مهرجانات موازين وإيقاعات العالم.. وكلنا نعلم أن ميزانيتها لن تتعدى 5 بالمائة من ميزانية كأس عالم واحدة للأندية.. وموازين يتابع حفلاتها المائة أكثر من 90 مليون عبر شاشات العالم.. في أجمل تسويق لأمن وانفتاح المغرب على كل الحضارات.. ومليونان ونصف من المتابعين المباشرين أمام الخشبات.. بكلفة لا تساهم فيها الحكومة بدرهم ولو رمزي.. مقابل مونديال سيكلفنا ملايير من الفرنكات في نظر الإقتصاديين والمختصين وأصحاب ماكينات الحساب.. وبخلاصتهم هي بيعة وشرية فالصو..
دفتر تحملها سيكلفنا فقط لا غير مبلغا سيفوق 150 مليون من أوراق أوباما.. وهذه الكأس كتمشي غير بــ «الزوج» أي بالجملة.. مهر هذه الفرجة إذا كانت فرجة لمدة أسبوع هو شيك بأربعين مليون دولار مضروب فجوج.. لن أحولها للدرهم لأنني كنت كسولا في الحساب وباش ما تخلعوش من كثرة الزيروات.. فبالإضافة لهاذ الربعين مليار بالمغربية على ميزان الميزانية وباركتو تحمل النقل والإقامة والحراسة وخاصة تأمين ركابي لاعبين شهرتهم تساوي مداخيل أكبر مؤسسة مغربية.. ما يقارب 30 مليون أخرى على الربعين هي السبعين فالعام علينا.. وما تنساوش الأصفار من فضلكم.. وهذه هي النقطة التي بردات الدم فركابي جامعة كرتنا التي لم يستشرها الوزير السابق وفرض على كاتبها الإلتحاق به من باريس لزيوريخ ولمس الأصابع الرشيقة لبلاطير وهو الجاهل بثعلبية الإمبراطور الكروي.. جنون إنصاف الوزير وكرم الوسيط فرضا عليه الإلتحاق لالتقاط الصورة والعودة لمكاتبه الأصلية قبل فصله ولن يحضر فصول هذه الجوقة.. بعد أن أعطى الشرعية لجامعة رافضة هذه الشراكة وما يجي منها..
ماذا سيجني المغرب؟ لن أعطي رقما حتى لا تصيبكم الدوخة.. مداخيلنا يا سادة يا كرام هي مداخيل الملاعب.. وحتى مستشهرونا سيكون نصيبهم مثل مستشهري الدروبة والزناقي.. لأن للفيفا كل ما هو محجوز من لوحات داخل الملاعب وحتى حقوق البث التلفزي.. فشيكها  سيدخل بنوك زيوريخ.. وبيني وبينكم جاوبوني: أش من كفة فالموازين تختارو؟
لكل هذه الدفوعات الشكلية.. أوجه هذه الرسالة للسيد بنكيران أو على  من يهمهم أمرها أن يخبروه بها.. والحاضر ينقل للغايب سطورها وعلى المقربين من ديوانه أن يدونوا له سوءات ما بين سطورها حتى يستغل قدوم القادم إلينا من زيوريخ عبر البرازيل بقدام الخسارة قبل الإطمئنان على الملاعب الآتي من أجلها وليس من أجل شغبها.. هذه فرصة لكونطراطاك الرباط للدفاع على الإقتصاد المغربي بعد مناقشتها لإعادة توزيع المداخيل على الأقل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.. ولمناقشة الميزانيات المقبلة ببال مرتاح..
أتمنى أن تكون رسالتي هاته فيها مغفرة وتواب لذنوب إرتكبها آخرون.. وللسيد بنكيران واسع القراءة والقرار.. وعذرا على التكرار.