ADVERTISEMENTS

المغرب الرسمي

منعم بلمقدم الثلاثاء 18 دجنبر 2018 - 18:40

 إذا كنت ترغب أن تكسب أحدا لقضيتك عليك أن تقنعه أولا أنك صديقه، مقولة شهيرة لـ«وينستون تشرشل» يعكسها  قرار المغرب الأخير بخصوص الكان، قبل أن هذا الداهية البريطاني يعود ليسبغ حكمه في تعاريفه الرائعة للسياسة حين قال: «في السياسة لا توجد صوادق دائمة كما لا توجد عداوة دائمة هناك مصالح دائمة».
 قرار المغرب الرسمي وليس المتبنى من أطراف نصبوا أنفسهم ومنذ فترة بعيدة أوصياء على قراراته ومواقفه، حين نطقوا بلسانه وتحدثوا باسمه بل وراهنوا بأشياء لا يسع المجال لذكرها جازمين موقنين أنه سينظم الكان.
 قلت قرار المغرب هو درس كبير وقاسي في فن السياسة، درس لا يتم تلقينه لا في معاهد ولا هو يلقى في الصالونات بل يورث كما تورث الحكمة وأشياء أخرى. درس على تكريس العمق «الجيو-سياسي» على ما سواه وإن كان «الكان».
 أن يعلن المغرب أنه ما سعى في يوم من الأيام خلف تنظيم الكان، كان كافيا ليلجم ويخرس ألسنة عديدة ومعه خسفت وجوه وتواري علماء وفلاسفة بل ومنجمون تنبأوا منذ سنتين أن يكون هو صاحب العرس.
 من قدر أن يكون «الكان» بالمغرب هي آلة إعلامية خارجية صدروا إليها معلومة مغلوطة لغايات مجهولة، هي وجوه رياضية وسياسية تحدثت بلغة الواثق والمطمئن مستندة لما وصفته بمصادرها التي لا يأتيها الضلال لا من أمامها ولا من خلفها.
 المغرب الرسمي ما ألمح ولا حتى هو أومأ في يوم مابالتنظيم، وكان ثابتا على موقف دعم الكامرون في وقت كان لألسنة  خبيثة رواية مغايرة، قدرت أن كل الدعم الذي استند لتوجيهات وتوصيات عليا للكامرون، هومجرد مناورة غايتها التمويه والتنويم المغناطيسي، وأن تقارب لقجع مع أحمد كان كافيا لهندسة خارطة طريق ترفع سقف الشروط التنظيمية عاليا وتؤلف دفترا للتحملات على مقاس المملكة، وغيرها من الفدلكات التي إخترعها الفكر المريض لمن لم يرقه توغل المغرب ولا إمتداد أفرداه القوي وعودته لدائرة القرار الإفريقي. 
 من تحدث باسم المغرب كما قال الطالبي العلمي الذي وخلافا لما لاكه الجهلة لم ينهض من نومه ليقول ما قاله في قضية دولة بل بتلقيه أوامر لفعل ذلك، من تحدث باسم المغرب لم تكن نيته حسنة لأنه كان يتطلع لأن تتجسد رؤياه والمنامة التي حلم بها واقعا، ليخرج في اليوم التالي فيستل سيفه من غمده ويبدأ عملية الذبح الإعلامي في حق البلد.. ويسبغ عليه كل أوصاف الخيانة والتآمر، وغيرها من الصفات التي هيأها سلفا و التي رد عليها القرار المغربي الحكيم بشكل صادم ما توقعه كل هؤلاء المتفيقهين ليدخلهم جحورهم.
 بين هامشي الربح والخسارة يمكن أن نقرأ القرار بالواقعية التي تليق به، وليس بالغطاء الشعبوي القريب من التهريج والسيرك المفضوح كما تدوول على نطاقات واسعة.
قرار بحمولته الثقيلة هته وبأبعاده التي يضيق مجال حصرها هاهنا، يستحيل كما استحال قرار طلب تأجيل «كان 2015» أن يصدر عن وزير للرياضة دون تلقي إشارات كبيرة من أعلى سلطات البلاد.
 ولأن التاريخ كرر نفسه مع فوزي لقجع في كأسين قارتين لم يكتب لهذه الأرض المباركة أن تحتضنهما في ولايته، واحدة سلبت دون مراعاة لظرف القوة القاهرة والثانية  رمتها المواقع والقراءات الإفتراضية والإستهلاك الإعلامي المتكرر، فاستقرت بذهن فئة واسعة من المواطنين ليؤمنوا بها دون أن تكون الدولة أو المغرب الرسمي كما أسميه وتعمدت هذه التسمية قد ألمح لها ولا في مرة واحدة.
 الربح هو أن تنسف أطروحة من تحدث باسمنا،من أعلننا منظمون مع سبق إصرار وترصد وأن تلجم خياشم معلقين وعلماء ومسؤولين روجوا لحكاية الإحتضان ولم يكن هدفهم بريئا بالمرة...يدعمونك في الظاهر ويوشوشون للكامرون في الخفاء.
هامش الربح هو أن تسحق من قال أن المغرب يتربص بالكامرون لينتقم منها إنتقاما تاريخيا والرواية موجوة وموثقة.والربح هو أن ترد على دول كوسافا التي استبقت التنظيم المزعوم وتهيأت لمقاطعة الدورة بحسب روايات قوية..وليربح المغرب مصداقية ما عاد سيشكك فيها أحد من الآن فصاعدا، وبأنه لن يسمح لتظاهرة رياضية أن تفسد لوده مع أشقائه قضية ولن يتكرر ما حدث مع جنوب إفريقيا سنة 2004 والقصة معروفة.
 الكان ليس ملاعب ومرافق وفنادق، الكان الجديد هو مونديال في شكله القديم، هو تدفق لمهاجرين من جنوب الصحراء دون التوفر حابيا على ضمانات ترحيلهم لاحقا، الكان هو 250 ألف نازحا ومتفرجا مسموح لهم الحضور بدون تأشيرة في عدد قدرته دراسة من جهات مسؤولة، والكان هو مقاربات أخرى بعضها متاح والآخر ليس جاهزا والقاعدة تقول الشك يذهبه اليقين واليقين هو ما قاله الوزير الطالبي بلسان الدولة
هذا هو المغرب الرسمي غير المسؤول عن خطابات البعض، وعن حماسة أحمد ولا عن تخميات الشوالي والدراجي وشوبير..

 

تنبيه هام

تؤكد «المنتخب» أنها تمنع منعا باتا استنساخ أو نقل أو نشر مواضيع أو صور منقولة من نسختها الورقية أو من موقعها الإلكتروني سواء بشكل كلي أو جزئي، أو ترجمتها إلى لغات أخرى بهدف نقلها إلى الجمهور عبر أي وسيلة من وسائل النشر الإلكترونية أو الورقية… وكل مخالف لذلك سيعرض نفسه للمتابعة أمام القضاء وفق القوانين الجاري بها العمل.

ADVERTISEMENTS
مواضيع ذات صلة
ADVERTISEMENTS