ADVERTISEMENTS

شكرا 2018

المهدي الحداد الأربعاء 02 يناير 2019 - 12:28

مع نهاية كل سنة وحلول العام الجديد، يضع المرء تقييما لما مضى وتخطيطا لما هو آت، فيعُدّ الحصاد وينبش في السجل، ليعاين ما تحقق وما لم يتحقق، فيضع الحصيلة ويبني على ضوئها خارطة طريق السنة الموالية.
 وبعيدا عن القراءة الذاتية والشخصية لكل فرد، تأتي قراءة حصاد 2018 للرياضة المغربية عامة وكرة القدم خاصة، لتكشف عن محصول جيد يستحق الإشادة والتنويه، ويعزز الصحوة التي بدأت قبل سنتين في الكرة الوطنية.
 سلة العام حملت الكثير من الغلات غذّت شرايين المغاربة التي جفت لسنوات بسبب توالي الطعنات والإخفاقات، لتعود الأفراح إلى الشعب وتُخرجه إلى الشوارع التي غادرها مكرها لمدة طويلة، وتنسيه معاناته وعذابه اليومي وهموم حياته.
 أسعد الفريق الوطني المحلي الملايين وهو يرفع أول لقب قاري بالشان في العاصمة الإقتصادية الدار البيضاء، وبها أيضا حقق الوداد البيضاوي الإزدواجية منتزعا كأس السوبر الإفريقي من أنياب مازيمبي الكونغولي بعدما حنط قبلها فرعون الأهلي المصري بعصبة الأبطال، وجاء أسود الأطلس بالحدث التاريخي وعقد الصلح مع العالمية، بمشاركة رائعة ومشرفة جدا في المونديال الروسي الذي كانوا في الأحق بالعبور للدور الثاني ومحاكاة إنجاز ميكسيكو 1986، ثم عاد نسور الرجاء للتحليق القاري وإسترجعوا أجمل الذكريات وهم يخطفون كأس الكونفدرالية من قلب كينشاسا الكونغولية، معززين الثورة المغربية وواضعين الأندية والمنتخب في قمة الهرم الإفريقي، بالأرقام والألقاب والمستويات المقنعة والممتعة.
 الأشبال لأقل من 17 سنة تأهلوا لأول مرة إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا بتانزانيا، والفريق الوطني لأقل من 19 سنة وشح صدره بالميدالية البرونزية خلال الألعاب المتوسطية بطاراغونا الإسبانية، قبل أن يختم الأسود الصفحة بفك عقد الكاميرون وتونس ونيل تأشيرة العبور لكأس أمم إفريقيا للمرة 17 في تاريخه.
 سنة 2018 جاءت أيضا بالخير والإنتعاشة والمصالحة لبعض الرياضات الفردية، كألعاب القوى التي حققت 20 ميدالية في الألعاب المتوسطة وبطولة إفريقيا، والكراطي الذي أتى على الأخضر واليابس في الملقيات والبطولات الدولية والإقليمية فائزا بعشرات الميداليات، ومعه التيكواندو والجيدو والملاكمة، ويبقى الإنجاز الكبير إحتلال المغرب للمرتبة 42 في الألعاب الأولمبية للشباب بالأرجنتين والثالثة عربيا والخامسة إفريقيا، قبل إسبانيا وكندا وهولندا والعديد من الدول المتقدمة، وذلك بفضل تألق بطولي لسبعة أبطال شباب نجباء، تتقدمهم فراشة التيكواندو فاطمة الزهراء أبو فارس صاحبة الذهب.
 كل هذه الإنجازات العظيمة والألقاب الثمينة والأفراح الغزيرة صنعتها كرة القدم ورياضات فنون الحرب وأم الألعاب، لتجعل عموما من سنة 2018 حفلة تاريخية ملأى بالأحداث والمسرات، مع تسجيل بضع النقاط السوداء المبررة أو غير المبررة، كإقصاء منتخب كرة السلة المر من تصفيات كأس العالم وإستمرار الأنين والمعاناة في ملاعب التنس وكرة اليد وكرة الطائرة..وفضيحة إنسحاب منتخب الدراجات من طواف المغرب.
 أسدل العام ستاره والرضا كبير بما تحقق، وأقبل عام جديد ستكون فيه التحديات أكبر وأعظم، حيث عشرات البطولات والإستحقاقات والمواعيد لمختلف الرياضات، والأماني الكبرى لرؤية أسود الأطلس يفوزون بكأس إفريقيا ويصعدون منصة التتويج بعد 43 سنة من الغياب، والأشبال يتأهلون للألعاب الأولمبية بطوكيو 2020، والأندية المغربية تواصل إكتساحها للألقاب بعصبة الأبطال وكأس الكاف والسوبر، مع رجاء صادق لتنتقل عدوى الثورة والمصالحة والإنجازات لبقية القطاعات النائمة والمريضة والمتصارعة، ويزداد الإهتمام والرعاية بالأبطال الشباب والخلف الصاعد الذي سيكون بلا شك حاضر ومستقبل المغرب الرياضي.

 

تنبيه هام

تؤكد «المنتخب» أنها تمنع منعا باتا استنساخ أو نقل أو نشر مواضيع أو صور منقولة من نسختها الورقية أو من موقعها الإلكتروني سواء بشكل كلي أو جزئي، أو ترجمتها إلى لغات أخرى بهدف نقلها إلى الجمهور عبر أي وسيلة من وسائل النشر الإلكترونية أو الورقية… وكل مخالف لذلك سيعرض نفسه للمتابعة أمام القضاء وفق القوانين الجاري بها العمل.

ADVERTISEMENTS
مواضيع ذات صلة
ADVERTISEMENTS