ADVERTISEMENTS

إقصاء الحسنية بفعل فاعل

بدرالدين الإدريسي الجمعة 19 أبريل 2019 - 14:42

لم أكن أزايد عندما راهنت على قدرة حسنية أكادير، على إسقاط نجمة الزمالك المصري من سماء منافسة كأس الكونفدرالية، برغم التعادل الأبيض الذي انتهى به لقاء الذهاب بالملعب الكبير لأكادير، فقد كانت مؤشرات ذلك كثيرة، منها ما يرتبط أولا بالشكل الذي عليه الأداء الجماعي لحسنية أكادير، ومنها ثانيا الجاهزية الذهنية والبدنية للاعبي الحسنية لخوض النزال مهما بلغت ضراوته التكتيكية، ومنها ثالثا أن مباراة الذهاب بأكادير جسدت تفوقا بينا لمنظومة لعب الحسنية مقارنة بالزمالك المصري، ومنها رابعا أن الزمالك المصري نفسه يكشف عن كثير من نواحي الخلل في مؤداه التكتيكي برغم أنه استعاد في مباراة الإياب بملعب السويس، محمود كهربا الذي يذكر جميعنا أن هدفه في مرمى منير المحمدي هو الذي أخرج أسود الأطلس من الدور ربع النهائي لكأس إفريقيا للأمم 2017 بالغابون أمام مصر.
طبعا لم يكن ليثنينا عن الأمل في أن يكسر الحسنية شوكة الزمالك، وما أصعبها، ما ساد من اعتقاد لدينا، من أن الزمالك يمثل شبحا مخيفا للأندية المغربية، بالإحالة على أن آخر ضحية له كان هو اتحاد طنجة، إلا أن المحصلة في النهاية كانت كارثية بكل المقاييس، فحسنية أكادير لم يقصه من نصف نهائي كأس الكونفدرالية هدف ابراهيم حسن مهاجم الزمالك، بل أقصته ذات الرعونة التي أضاعت عليه أهدافا بالجملة في مباراة أكادير، وأقصته على الخصوص القرارات الظالمة لحكم المباراة الأنغولي هيلدر دي كارفايو، والتي كان منها أنه لم يحتسب بمعية حكمه المساعد هدف التعادل للحسمية المرادف للتأهل، برغم أن الكرة ردها حارس الزمالك وقد عبرت بالكامل خط المرمى.
لا أتوقع، بل أنصح الحسنية بأن لا تنتظر قرارا من الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم يعيد المباراة أمام الزمالك، أو يسترد لها التأهل المسروق، برغم فداحة الأخطاء التي ارتكبها الحكم الأنغولي، فأقصى ما يمكن أن تذهب إليه "الكاف" هو إيقاف الحكم الأنغولي، على غرار ما فعلته مع حكم مباراة نهضة بركان والرجاء البيضاوي، والذي وجد نفسه مبعدا عن الصافرة لسنة كاملة.
بأخطاء تحكيمية جسيمة تقصى حسنية أكادير من الدور ربع النهائي، ولربما هي إجابة صريحة على كل من سرح به خياله وخبله ذات وقت ليطرح سؤال الريبة والشك في أن النفوذ المغربي القوي داخل مؤسسة الكونفدرالية، أثر بشكل من الأشكال على مؤدى الحكام الذين يديرون مباريات يكون طرفها المنتخب أو الأندية المغربية، بل وجعلهم ينحازون لنا بشكل بين. 
ومع السقوط الإضطراري لغزالة سوس، فإن الكرة المغربية تحتفظ بأمل التتويج بلقب قاري للسنة الثالثة على التوالي، من خلال الوداد البيضاوي الذي وصل للمربع الذهبي لعصبة الأبطال بعلامة الإستحقاق الكاملة وهو يزيح هورويا كوناكري الغيني برباعية، ومن خلال النهضة البركانية الذي واصل عروضه القوية، فطوى بكل جدارة تحت جناحيه نادي غورماهيا الكيني بالفوز عليه ببركان بخماسية بعد الفوز عليه بنايروبي بثنائية نظيفة.
وقد أكد لنا كل من الوداد والنهضة البركانية أنهما جديران بأن نعلق عليهما الأمل في تتويج مزدوج يكون هو الأول من نوعه في تاريخ الحضور المغربي على الواجهة الإفريقية، فالوداد الذي سيعاود ملاقاة صنداونز الجنوب إفريقي يعرف كم هو بالفعل صعب وشائك ترويض هذا الفريق المنتشي والمتباهي بخماسيته في مرمى الأهلي المصري، كما أن النهضة البركانية صاحب أقوى هجوم في منافسة "الكاف" والمرشح من قبل الكثيرين للقب، يعرف جيدا أن الطريق إلى التاج الإفريقي الأول له، يمر أولا عبر تجاوز فريق صعب المراس، هو النادي الصفاقسي التونسي الذي نجح في إسقاط نكانا الزامبي.
مؤكد أن الأمور الصعبة بدأت مباشرة بعد نهاية دور المجموعات، وعلى قدر صعوبة هذه الأدوار يظهر معدن وعزم كل من الوداد والنهضة البركانية للإبقاء على كرة القدم المغربية في مراكز الريادة.

 

تنبيه هام

تؤكد «المنتخب» أنها تمنع منعا باتا استنساخ أو نقل أو نشر مواضيع أو صور منقولة من نسختها الورقية أو من موقعها الإلكتروني سواء بشكل كلي أو جزئي، أو ترجمتها إلى لغات أخرى بهدف نقلها إلى الجمهور عبر أي وسيلة من وسائل النشر الإلكترونية أو الورقية… وكل مخالف لذلك سيعرض نفسه للمتابعة أمام القضاء وفق القوانين الجاري بها العمل.

ADVERTISEMENTS
مواضيع ذات صلة
ADVERTISEMENTS