ADVERTISEMENTS

الفريق الوطني.. ضربتان توجعان الرأس

المنتخب: بدرالدين الإدريسي الإثنين 17 يونيو 2019 - 15:16

على وقع خسارتين معنويتين يختتم الفريق الوطني محكاته الودية التي حضرته لموعد إفريقي، نعلق عليه جميعا آمالا كثيرة. وبرغم أن طبيعة وجنس وملابسات السقوط في الخسارة تختلف في ودية زامبيا عنها في ودية غامبيا، إلا أن ما كنا لا نتمناه حدث، والفريق الوطني يستشرف الكأس الإفريقية التي يدخلها في ثوب المرشح للمنافسة بقوة على اللقب، ما حدث أن دوائر القلق عادت مجددا لترتسم في سماء الفريق الوطني وأن الهواجس التي كنا نظن أن الأسود أبادوها بالكامل قد طفت مجددا على السطح.
ما زلت عند رأيي أن المرجعيات الفنية والتكتيكية التي تقوم عليها المحكات الودية لا تصنف النتيجة كأولوية، فليس الهدف من أي مباراة ودية هو تحقيق الفوز، بخاصة منه ذلك الذي يوهم الصورة ويولد الإعتقاد الخاطئ بوصول الفريق لحالة من الإكتمال في الأداء، ولكن الغاية هي قياس الدرجة التي بلغتها الجاهزية البدنية والمستوى الذي بلغه الفريق في استعادة الأوتوماتيزمات الجماعية.
بصرف النظر عن أن الفريق الوطني خسر الوديتين معا، مع ما يتركه ذلك غصبا من أثر نفسي سلبي يصعب تغطيته، فإن ما يجعلنا نقلق هو أن الفريق الوطني لم يستعد بالكامل ذاك السعار الذي كان من عناصر نجاحاته الأخيرة، وفي غياب السعار تضعف في العادة الحوافز.
صحيح أن هناك فارقا كبيرا بين شكل الأداء الجماعي في ودية غامبيا وشكل الأداء في ودية زامبيا، أي أن الأسود في مواجهتهم للرصاصات النحاسية كانوا أفضل، إلا أن ما يقلق أمران إثنان، أولهما التراجع الكبير في أداء وسط الملعب دفاعيا وهجوميا، وثانيهما الأخطاء المتكررة للعمق الدفاعي والتي تسببت في استقبال مرمى الفريق الوطني لأربعة أهداف في مباراتين. وفي مثل هذه الحالات لا يلام خط الدفاع بعناصره الأربعة ولكن تلام المنظومة الدفاعية ويلام البطئ الكبير في التحول من الحالة الهجومية للحالة الدفاعية وما يتسبب فيه ذلك من صعوبة في إجهاض مرتدات المنافس.
وإذا كان التحوير التكتيكي الذي عمد إليه رونار في مبتدئ ودية زامبيا باللعب بزياش كصانع ألعاب وليس كلاعب ساقط في الجهة اليمنى، وباعتماد هجوم ثلاثي مؤلف من أمرابط وبوفال والنصيري، قد أثمر كثافة هجومية، إلا أن وجود الأحمدي مع بلهندة في الوسط الإرتدادي عرى عن عيوب كثيرة بسبب الملكات الفنية والسرعة الكبيرة التي يتصف بها لاعبو وسط وهجوم زامبيا وأيضا بسبب تراجع جاهزية الأحمدي، ليكون من الضروري التفكير ألف مرة في مسألة التوازنات قبل أي قرار يخرج الفريق الوطني بتشكيله الحالي من أسلوبه المعتاد، إلا إذا كان رونار قد تعمد ذلك، إما بهدف التجريب أو بهدف التمويه.
قطعا لن تؤثر الخسارة في الوديتين على ثقتنا بقدرة أسود الأطلس على رفع التحدي ببلاد الفراعنة، فما أكثر ما قدم الفريق الوطني صورة سيئة عنه في الوديات وكان بصورة قوية في المواعيد الرسمية، والأمل طبعا أن يكون الفريق الوطني يوم الأحد القادم بكامل جاهزيته وعنفوانه وجساراته، وهو يبدأ رحلة الألف ميل بموندياله الإفريقي أمام ناميبيا الذي لا يمت بصلة للمنتخب الناميبي الذي هزمناه بخماسية في نهائيات نسخة 2008 بغانا.

 

تنبيه هام

تؤكد «المنتخب» أنها تمنع منعا باتا استنساخ أو نقل أو نشر مواضيع أو صور منقولة من نسختها الورقية أو من موقعها الإلكتروني سواء بشكل كلي أو جزئي، أو ترجمتها إلى لغات أخرى بهدف نقلها إلى الجمهور عبر أي وسيلة من وسائل النشر الإلكترونية أو الورقية… وكل مخالف لذلك سيعرض نفسه للمتابعة أمام القضاء وفق القوانين الجاري بها العمل.

ADVERTISEMENTS
مواضيع ذات صلة
ADVERTISEMENTS