ADVERTISEMENTS

أيٌّ مقارنات بين "كوپا أمريكا" و"الكان"؟

المنتخب: أمين الصديقي (صحفي متدرب) الأربعاء 17 يوليوز 2019 - 14:27

ونحن نقترب من نهاية منافسات كأس إفريقيا 2019 بمصر، كان لا بد لنا من وضع مقارنة بين «كان» مصر وكوپا أمريكا التي أقيمت بالبرازيل، حيث تتشابه الظروف بين المنافستين القاريتين اللتين أجريتا تقريبا في نفس التوقيت وذلك حتى نتمكن من وضع المستوى الحقيقي الذي وصلت إليه الكرة الإفريقية في المرآة.
إحتضنت منافسات "كوپا أمريكا" ست ملاعب برازيلية تفاوتت حالة أرضيتها من الرديئة إلى السيئة جعلت العديد من اللاعبين العالميين المشاركين بالمسابقة - وعلى رأسهم الأرجنتيني ليونيل ميسي - يخرجون بتصريحات يبدون من خلالها إمتعاضهم من حالة عشب الملاعب، خاصة ملعب المينيراو الذي أقيمت على أرضيته مباراة البرازيل والأرجنتين.
وعلى النقيض، نظمت المنافسات الإفريقية على ملاعب رائعة نالت إعجاب كل من حضر العرس الإفريقي غير أن الأجواء المناخية لم تساعد كثيرا المنتخبات الإفريقية على تقديم كل ما في جعبتها أثناء المباريات التي أجريت تحت درجات حرارة مرتفعة جدا، وما يعاب كذلك على المسابقة الافريقية هو التنظيم السيء للمنطقة الخاصة بسحب الإعتمادات الصحفية، حيث إختلط الحابل بالنابل ثم غياب الجماهير عن الكثير من المباريات ما أفقدها الحماس وجعلها تبدو رتيبة جدا!
أما على المستوى التقني، فإن المقابلات التي أجريت في كلتا المنافستين لم تشهد مستوى تقنيا كبيرا، حيث حل الإنضباط التكتيكي مكان الحلول الفردية للاعبين الذين صاروا مقيدين أكثر بالتعليمات التي تعطى لهم من طرف المدربين لكن هذا لن يمنعنا من الإعتراف بأن هناك إمتياز طفيف للمنافسة الإفريقية، كما أن النسختين معا كانتا حبلتين بالمفاجآت بدليل أن منتخب البيرو وصل للنهائى بقيادة الإطار غاريجا ثم منتخبات مثل مدغشقر وبنين التي لا تملك تاريخا كبيرا صنعت الفارق وأحرجت منتخبات كبيرة في المنافسة الإفريقية.
الملاحظ كذلك خلال دورتي مصر والبرازيل غياب النجوم الجديدة أو حتى النجم الأوحد الذي يسيطر على المشهد كما عودتنا النسخ الماضية بدليل أن هداف دورة "كوپا أمريكا" بالبرازيل لم يتجاوز حاجز الثلاث أهداف وكذلك الشأن بالنسبة لدورة مصر الحالية إلى حدود كتابة هذه الأسطر، إضافة إلى ظهور اللاعبين الذين كان ينتظر منهم الشيء الكثير بوجه شاحب وأداء باهت خلال المسابقتين وبالتالي ضيعوا على أنفسهم فرصة الرفع من قيمتهم التسويقية في بورصة الإنتقالات الصيفية.
ومن الأمور المشتركة بين المسابقتين، هو تألق المدرب المحلي على حساب المدرب الأجنبي وهنا يبرز مثالين: الأول هو تيتي الذي حاز رفقة المنتخب البرازيلي على اللقب بعد أن قاد «السيلساو» بإقتدار خلال الأدوار الأولى ثم أطاح بالمنتخب البيروفي في النهائي، ونجد في القارة الإفريقية جمال بلماضي مدرب الجزائر صاحب الوصفة السحرية الذي غير الكثير في تشكيل الخضر حيث أظهرت الجزائر كل صفات البطل المحتمل في ملاعب مصر. 
يبقى الفارق بين المسابقتين القاريتين على مستوى التسويق للمنتوج الكروي، حيث تتقدم الكونكاكاف على نظيرتها "الكاف" من ناحية عائدات التسويق وحقوق النقل التلفزي التي تمنح جامعات أمريكا اللاتينية أفضلية مريحة.
وبلغة الأرقام، فإن نصيب حامل لقب "كوپا أمريكا" هو 11.5 مليون دولار، أما الوصيف ينال 9 مليون دولار، والثالث 8 مليون دولار، فيما تكون الجائزة المالية للمركز الرابع 7 مليون دولار.
أما بالنسبة للكأس الافريقية، يحصل المنتخب الفائز باللقب على 4.5 مليون دولار، في حين يحصل الوصيف على 2.5 مليون دولار، ويحصل كل منتخب من المنتخبات الأربعة التي تصل إلى الدور نصف النهائي على مليوني دولار.
تبقى الهوة شاسعة بين "كوپا أمريكا" و"الكان" على المستوى التنظيمي واللوجيستيكي أما على المستوى التقني فقد صار هناك تقارب كبير بين مستوى المنتخبات المشاركة، قد تدفعنا كل هذه المعطيات السالفة الذكر إلى توقع حدوث مفاجآت كبيرة خلال منافسات مونديال قطر 2022 القادم.

 

تنبيه هام

تؤكد «المنتخب» أنها تمنع منعا باتا استنساخ أو نقل أو نشر مواضيع أو صور منقولة من نسختها الورقية أو من موقعها الإلكتروني سواء بشكل كلي أو جزئي، أو ترجمتها إلى لغات أخرى بهدف نقلها إلى الجمهور عبر أي وسيلة من وسائل النشر الإلكترونية أو الورقية… وكل مخالف لذلك سيعرض نفسه للمتابعة أمام القضاء وفق القوانين الجاري بها العمل.

ADVERTISEMENTS
مواضيع ذات صلة
ADVERTISEMENTS