ADVERTISEMENTS

المغرب ـ اسكتلندا : 3ـ0

الثلاثاء 26 نونبر 2013 - 13:27

سمفونية أطلسية لم تكتمل

برغم الثلاثية عجز الأسود عن الصعود لثاني أدوار المونديال

الحدث : نهائيات كأس العالم 1998

 الزمان : 23 يونيو 1998

المكان : سانت إيتيان بفرنسا

 

لكل زمن رجالاته الذين برزوا على الساحة بعطاءات برهنوا من خلالها عن استحقاقهم دخول نادي أساتذة كرة القدم من بوابة المنتخب الوطني في خضم تنافسيته قاريا ودوليا، هؤلاء مثلوا كرة القدم الوطنية بإخلاص وأمانة وحب فاستحقوا الإشادة والتنويه من المسؤول الأول في البلاد ومن جماهير محبة وكذلك من خصوم محترمة.

ومن أهم المحطات التي شكلت أقوى حضور لكرة القدم الوطنية في شخص منتخبها الأول نهائيات كأس العالم 1998 التي أقيمت بالديار الفرنسية وعرفت حضورا هو الرابع من نوعه لأسود الأطلس في الحدث الرياضي الكوني بتأطير من المدرب الفرنسي الكبير هنري ميشيل.

من مميزات هذا الفريق، أنه شكل عصارة العناصر التي تمارس في البطولات الفرنسية والإسبانية وهو خليط من اللاعبين الذين برزوا في الساحة الوطنية ثم شدوا الرحال بعد ذلك إلى بلاد المهجر، أو أولئك الذين تخرجوا من المدارس الأوروبية وتم استقطابهم وعلى رأسهم الكرة الذهبية الإفريقية مصطفى حجي الوافد على الكرة المغربية من البطولة الفرنسية سنة 1993 بمناسبة الإعداد للمشاركة في نهائيات كأس العالم لسنة 1994 بالولايات المتحدة الأمريكية، تلك الدورة التي شكلت محطة لم تشرف الكرة الوطنية باعتبار العودة صفر اليدين من رحلة أورلاندو الأمريكية.

لذا اعتبرت دورة 1998 بفرنسا محطة ومناسبة لمحو المشاركة الكارثية سنة 1994 والمنطلق كان هيكلة جديدة، حيث جاء استقطاب الإطار الفرنسي هنري ميشيل الذي خلف البرازيلي نونيز الذي فشل في مهمته.

نجاح هنري ميشيل في أول مهمة أنيطت به وتمثلت في دخول الإقصائيات القارية في الطريق إلى كأس الأمم الإفريقية المبرمجة ببوركينافاسو والتي صادفت أول نجاح بالمرور إلى الدور الثاني، إلا أن محطة نجيريا 1998 والممهددة لفرنسا لنفس السنة على صعيد كأس العالم لتشكل الإستمرارية التي كان الجمهور المغربي ينتظرها وقتها كان الرهان على مونديال جيد بحكم أننا تأهلنا للنهائيات بسهولة أمام منتخب غانا.

إدارة كرة القدم المغربية

الفترة عرفت دخول إدارة كرة القدم الوطنية عهد المؤقت الذي قاده الجنرال دكوردارمي السيد حسني بنسليمان سنة 1994 أي بعد عودة المنتخب الوطني من نهائيات كأس العالم 1994، حيث تم حل الجامعة التي كان يقودها آنذاك الكولونيل الحسين الزموري.

ولأول مرة يكون الإجماع حول الرجل الذي إفتتح هموم الهواية وانطلق في برنامج طموح وبجرأة عالية لدخول نظام الإحتراف، خاصة في إطار التعامل مع المنتخب الوطني، ومن الأهداف المسطرة للمكتب الجامعي الذي ورث عن سابقه ميزانية مهمة مصدرها بنك المغرب بتعليمات من الحسن الثاني والإستشهار في تعاقد تاريخي لتسويق منتوج الكرة الوطنية إسمه "دارمون".

الهدف الأول كان التأهيل لنهائيات كأس إفريقيا للأمم ببوركينافاصو وهو ما تحقق وذلك سنة 1998 والهدف الثاني هو المشاركة في نهائيات كأس العالم بفرنسا 1998 والثالث حضور نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2000 بنيجيريا وغانا.

مشاريع أخرى رأت النور في ولاية الجنرال سندرجها في وقتها لنقتصر على المشاركة في نهائيات كأس العالم وبؤرة اللقاء التاريخي الذي جمع أسود الأطلس بالنظير الأسكتلندي، الذي سينهار أمام زملاء مصطفى حجي بثلاثية وهو اللقاء الذي سنعيشه رفقة الجمهور المغربي وقارئ الجريدة ليتذوق ويستلذ مرحلة ذهبية عاشتها كرة القدم الوطنية، كما أن الجيل الجديد له الحق في إغناء رصيده التاريخي والمعرفي من هذه الحقبة.

كيف تأهل أسود الأطلس لمونديال 1998؟

لقد شكلت الدقيقة 58 من المقابلة المصيرية التي جمعت أسود الأطلس بالنظير الغاني نقطة إنفجار للجمهور المغربي الذي كان في انتظار الفوز الذي يضمن العبور إلى بحيرة الظلمات المتوسطية والإلتحاق بأساتذة الإبداع الكروي في "عكاظ" يتجدد كل أربع سنوات وهو حق لمستحق وفرصة ذهبية لمحو مشاركة سنة 1994 بالولايات المتحدة الأمريكية التي اقترنت بالسلبية.

وقتها كان المنتخب الوطني أمام إختيار واحد من خلال الإقصائيات وهو تحقيق الإمتياز أمام الغول الغاني ليتأتى لنا ذلك بفضل النتائج المرسومة.

تعادل بغانا (2ـ2) وانتصار بالمغرب (1ـ0)، قبل ذلك شكل الفوز ذهابا وإيابا على منتخب سيراليون (4ـ0) و(0ـ1) ثم انتصار على الغابون (0ـ4) بليبروفيل وهزيمة بالدار البيضاء (0ـ2) نتائج جعلت من لقاء المغرب غانا محطة عبور جاء في سياق الأعراس التي عودنا عليها أسود الأطلس واللقطة لا تنسى تمريرة من عبد الكريم الحضريوي وضربة رأسية من خالد رغيب في الدقيقة 58 من عمر المباراة والأمر.. أمر التأهيل قد قضي..

كيف حقق زملاء نيبت جزء من المستحيل؟

بظهور المجموعات المكونة لبطولة كأس العالم في شقها الإقصائي الأول، تبين أن أسود الأطلس لن تكون مهمتهم سهلة ولا رهينة بحضور المرشح الأول للفوز النهائي..

منتخب الصامبا البرازيلي بقيادة النجم رونالدو أحسن لاعب في العالم، ثم هناك منتخب النرويج الذي دشن الحضور بإقصائيات جيدة بفضل مهاجمه الهداف "جون فلو" ثم منتخب اسكتلندا الذي كان يطمح بالدرجة الأولى إلى تحقيق المرور والتأهيل للجولة الثانية من النهائيات، أما المنتخب المغربي فراهن عليه الجميع باحتلال الصف الرابع وهو ما كان يبدو منطقيا، لذا فإن الفوز على هذا الأخير جعل المغرب يحقق جزء من المستحيل.

ما حدث في هذه المجموعة المشؤومة حرم أسود الأطلس من حق التأهيل للدور الثاني ومعادلة إنجاز زملاء الحارس بادو الزاكي خلال مونديال مكسيكو 1986.

ولقد اعتبر انتصار الـمنتخب الوطني على النظير الأسكتلندي (3ـ0) نتيجة تضمن لهم التأهيل باعتبار أن لقاء البرازيل والنرويج كان الفوز فيه لفريق الصامبا مسألة تحصيل حاصل، هنا ظهر "لامبتي" آخر في سماء الكرة الوطنية عندما منح للفريق النرويجي ضربة جزاء اتفق الجميع أنها قاسية وبالتالي جاء إنتصار زملاء "فلو" ليزيحوا منتخبا مغوارا من السباق نحو الدور الثاني بعد أن كان التعادل لصالح زملاء مصطفى حجي.

ما أصاب اللاعبين المغاربة شيء لا يوصف فقد تحولت فرحتهم مع انتهاء لقاء اسكتلاندا بالفوز الكبير (3ـ0) إلى خيبة أمل ودموع بللت عشب ملعب «جوفري غيشار بمدينة سانت إيتيان التي تتذكر بالتأكيد تلك المباراة.

ورغم الإقصاء، فإن المباراة الرائعة التي قدمها المنتخب الوطني المغربي وعناصره أمام النظير الإسكتلندي وصفت من طرف المتتبعين بإحدى أقوى اللقاءات التي عرفها مونديال فرنسا والتالي صنفت مع العشر الأوائل. من جهة أخرى، فإن الذين عاشوا ليلة القبض على منتخب البرتغال سنة 1986 بالمكسيك (3ـ1) يشبهون هذه المحطة بمحطة سانت إيتيان (3ـ0). وتتجلى أوجه الشبه في الحصة المسجلة (3) وحضور هدافين صلاح الدين بصير وكماشو مقابل عبد الرزاق خيري وكريمو.

أجواء مباراة حاسمة وقمة كروية

الواضح أن الكرة قد أنزلت إلى أرض الملعب مدرستين الأولى أنغلو ساكسونية مشكلة من منتخبي النرويج واسكتلاندا والثانية من الكرة اللاتينية المشكلة من العملاق البرازيلي «المدرسة» والمنتخب المغربي الذي نعث دائما ببرازيل القارة السمراء.

كان من المفروض أن يكون لقاء الحسم هو الإنتصار على النظير الإسكتلندي والإطار الفرنسي هنري ميشيل كان يملك الترسانة التي بإمكانها الفوز ومحو هزيمة مفاجئة بالحصة أمام البرازيل. أما الأسلوب الذي وظفه زملاء حجي للتفوق على خصمهم فقد تجلى في المبادرة بإيقاع جد سريع ومرتدات تجمع بين السرعة والدقة في التمرير خاصة التمريرة الأخيرة وهو ما أعطى أهدافا نسخت بنفس الطريقة بأسلوب جماعي وهدافين من عيار بصير وكماشو وهم عناصر كم نحن الآن في حاجة إليهم لتخطي إنتكاسة عمرت طويلا وبعثرت أوراق المسؤولين عن كرة القدم الوطنية.

صانعو الملحمة المونديالية:

 

ــ الحارس إدريس بنزكري: شيء من المهارة وشيء من البركة

هو الحارس الذي كذب كل التكهنات عندما تم ترسيمه كحارس مرمى المنتخب الوطني المغربي خلال مونديال فرنسا رغم حضور العملاق عبد القادر لبرازي الذي نتمنى له الشفاء من وعكته الصحية.

إدريس بنزكري يحمل في كيانه كحارس مرمى بعض المتناقضات كالقامة والبنية الجسمانية والأسلوب الخالي من الجمالية، إلا أنه وبالمقابل يذكر بالحارس العسكري علال بنقصو في مجال واحد هو الإنتحارية في تدخلاته، حيث عشنا معه خلال المونديال الفرنسي فترات الخوف من الأعطاب والإقصاء. خلال لقاء اسكتلندا والذي كان فيه بأداء متميز.

ــ عبد الإله صابر: لم يرق إلى مستوى كبار الإختصاص

من الأشياء التي تلعب لصالح هذا العنصر النشيط على مستوى دفاعي قدرته على مساندة الهجوم، حيث اشتهر بغارات أعطت صورة عن مدافع أنيق ومتجدد إلا أن النفس الطويل وضع حدا بينه وبين الإستمرارية، حيث تم تعويضه في لقاء البرازيل واسكتلندا.

ــ  يوسف روسي: كيف كسب رسميته بجانب نيبت

كل لاعب إلا وله نقطة انطلاق يجب استغلالها لكسب الرسمية والإستمرارية يوسف روسي الذي عاش فترة انتظار وجد فرصته في لقاء المغرب النرويج ليستمر بعد أن ظهر إنسجامه مع العميد نيبت، إستفاد من الإحتراف الفرنسي ليهذب إمكانياته.

ــ  نورالدين نيبت: قائد تتحدث عنه إنجازاته

إذا وضعنا الإسم تحت مجهر الإنجازات نجد أن نورالدين نيبت يمتلك السبق في عدة مجالات عدد دولياته مع الأسود وقيادته كذلك ومشاركته في مونديالين 94 و98 وألقابه مع ناديه الإسباني لاكورونيا وقيمة انتقاله إلى طوطنهام الإنجليزي إلى غير ذلك، هذا ما يجعل من نيبت نجما وقائدا لا يقاس بثمن.

ــ غريب أمزين: إحتياطي «لوكس»

من طينة اللاعبين الذين بإمكانهم أن يشكلوا أحسن إحتياط وهو ما برهن عنه هذا اللاعب الذي يملك مؤهلات محترمة ساهمت في حضوره مع المنتخب الوطني لفترة لا يستهان بها تمكنه من اللعب في أكثر من مركز وبكفاءة عالية.

ــ رشيد العزوزي : جمع بين موندياليين

يشارك نيبت ومصطفى حجي في حضور مونديال 94 بالولايات المتحدة، حيث لعب كنجم مع المرحوم عبد الله بليندة وفي مونديال 98 كلاعب في نهاية مشواره الكروي يبقى إسم يذكر في كرة القدم الوطنية.

ــ لحسن أبرامي : المقاتل والمشاكس

زئبق المنتخب الوطني الذي كلما احتاج إليه المدرب والزملاء وجدوا فيه عنصر الإستجابة والسخاء عاش ثاني مونديال بنخوة الطرف الذي أكد ألمعيته.

ــ الطاهر الخلج : "بارومتر" الدفاع المغربي

يكفي أن نعلم أنه لوحظ بالبرتغال ونزح إلى إنجلترا وهذا جد كاف لنقول عنه "باروموتر" الدفاع المغربي، خلال لقاء اسكتلندا نال الإعجاب لكونه هو صانع الفرص التي أعطت الأهداف حتى لقب بملك التمريرات الحاسمة.

ــ مصطفى حجي : عازف من الزمن الجميل

أكد إستحقاقه الإنضمام إلى الجوقة المغربية خلال مونديال 94 والإستمرار بثبات في مونديال فرنسا مدرسته الأولى وبينهما كرة ذهبية خطفها خلال رحلة بوركينافاسو.

في لقاء النرويج بعثر أوراق "فلو" وزملاءه وكاد أن يفعلها ويؤهل المغرب.

ــ يوسف شيبو : عازف بوترين دفاعي هجومي

غاب عن رحلة كأس "العم سام" وأقسم أن يعوض للجمهور المغربي خلال ملحمة فرنسا (98) كان له حضور متميز في لقاء اسكتلندا، سيما وأن أسلوب لعبه يميل إلى هذه المدرسة لذا أستقطب من الكرة الإنجليزية.

ــ جمال السلامي : المهم هو حضور العرس الكروي

مشاركة جمال السلامي في آخر لقاء له مغزى مشرف، حيث كان ذلك في الدقيقة 87 من لقاء اسكتلندا والمغرب منتصر بحصة (3ـ0) لذا فهو إعتراف لهذا اللاعب باستحقاقه حضور هذا المحفل.

ــ سعيد شيبا : نافس كبار العالم بجسارة عالية

رغم الهزيمة أمام المنتخب البرازيلي بثلاثية نظيفة جاء هذا اللقاء ليبرز سعيد شيبا صاحب اللعب الأنيق والتقنيات العالية التي أبرزته إلى العالم تواحد من الفنانين، وهو ما سمح له بالإنطلاق بنجاح إلى البطولات الأوروبية.

ــ السماحي التريكي : قوة في خدمة الأسود

قام بمقابلة جيدة أمام النظير الاسكتلندي بجانب العميد نيبت الذي يبدو أنه كان مرتاحا لقتاليته.

ــ صلاح الدين بصير : جونستون المغرب

التاريخ يعيد نفسه باعتبار أن حضور صلاح الدين بصير في هجوم المنتخب الوطني كهداف متألق وعنصر سريع الحركة وعجيب الأطوار سبقه من الجانب الاسكتلندي لاعب ونجم بنفس المواصفات إسمه "جونستون" وهذا يشرف صلاح العجيب.

ــ عبد الجليل هدا (كماشو) : المهنة هداف

كنا ننتظر من كماشو أهدافا بالرأس وهو اختصاصه، إلا أن الفرصة أتت بواسطة القدم ليكون المكناسي قد سجل إسمه في سجل هدافي المونديال.

الورقة التقنية :

المغرب ـ اسكتلندا : 3ـ0

 23 يونيو 1998

نهائيات كأس العالم 1998 بفرنسا

ملعب جوفري غيشار بمدينة سانت إيتيان

الجمهور : 10.000

الحكام : أبو جسيم من الإمارات بمساعدة طوريس من كوستاريكا وفريد من ............

الأهداف : بصير (د22 و د84) ـ كماشو (د47)

الإنذارات : كماتشو (د 47) ـ غالاشكر (اسكتلندا) ـ شيبو (المغرب)

الطرد : بورلي (د53) اسكتلندا

ـــ المغرب : بنزكري ـ صابر (روسي د72) ـ نيبت ـ أمزين (العزوزي د76) ـ أبرامي ـ الخلج ـ مصطفى حجي ـ يوسف شيبو (السلامي د87) ـ التريكي ـ بصير ـ كماتشو

المدرب : هنري ميشيل بمساعدة عبد الرحمن السليماني

ـــ اسكتلندا : ليغتون ـ بويد ـ وير ـ هاندري ـ دايلي ـ ماكنمارا (ماكينلاي د55) ـ بيرلاي ـ لامبير ـ كولينس ـ غلاشير ـ دوري (بود د83)

المدرب : براون

كتب القصة: عبد الجبار والزهراء

 
تنبيه هام

تؤكد «المنتخب» أنها تمنع منعا باتا استنساخ أو نقل أو نشر مواضيع أو صور منقولة من نسختها الورقية أو من موقعها الإلكتروني سواء بشكل كلي أو جزئي، أو ترجمتها إلى لغات أخرى بهدف نقلها إلى الجمهور عبر أي وسيلة من وسائل النشر الإلكترونية أو الورقية… وكل مخالف لذلك سيعرض نفسه للمتابعة أمام القضاء وفق القوانين الجاري بها العمل.

ADVERTISEMENTS
مواضيع ذات صلة
ADVERTISEMENTS