كيف انتفض سفيان بوفال على نفسه؟

إستعاد سفيان بوفال المستوى الذي كان يميزه في بدايته سواء مع ناديه السابق ليل الفرنسي أو المنتخب المغربي، بعد  تألقه في كأس أمم إفريقيا بالكامرون، واستطاع أن يفرض إسمه في خط هجوم الأسود، وتوج مستواه بتسجيله هدف الفوز الذي أهدى به 3 نقاط غالية للأسود في المباراة الأولى أمام غانا، كما سجل هدفه الثاني من ضربة جزاء في المواجهة المثيرة أمام الغابون. 
• مرحلة فراغ
تنبأ الكثيرون بمستقبل زاهر لسفيان بوفال وهو يتألق في البطولة الفرنسية مع ناديي أونجي وقبله بليل، بدليل أن وسائل الإعلام الفرنسية كانت تتحدث وقتها عن إمكانية استدعائه للمنتخب الفرنسي، ما جعله يؤجل دعوة الإنضمام للمنتخب المغربي في عدة مناسبات، قبل أن يحسم في الأخير اختياره لقميص الأسود، بعد أن شعر باستحالة انضمامه لمنتخب الديوك. 
ورغم بدايته القوية محليا ودوليا، إلا أن ما سيأتي بعد تلك البداية المثيرة بفرنسا، سيتراجع مستواه في بطولة البريمرليغ الإنجليزية، من خلال إنتقاله لساوثامبطون الإنجليزي الذي لعب له 4 سنوات، فيما لعب موسما واحدا مع سيلطا فيغو الإسباني وقد قدم مستويات جيدة داخله، ثم عاد لساوثامبطون، حيث واصل تواضعه، مما قرر العودة لبطولة الليغ1 الفرنسية، منضما لنادي أونجي خلال الموسم الماضي.
• الكان.. الفرصة الأخرى
مكنته العودة لفريقه الأم أونجي من استعادة مستواه وتألقه وعاد من جديد إلى الواجهة، وأثبت نفسه داخله، الشيء الذي جعل وحيد خليلودزيتش يستدعيه في المبارايات الأخيرة، حيث قدم مستويات جيدة، قبل أن يدون  إسمه في لائحة اللاعبين الذين سيشاركون في منافسة كأس أمم أفريقيا. 
ووجد بوفال في "الكان" فرصة لإبراز مواهبه وتدارك الوقت الذي ضاع منه، خاصة أنه سبق أن شارك في عدة معسكرات مع المنتخب ألمغربي، لكنه لم يترك بصمة قوية مع الأسود رغم أنه انضم لعرين الأسود منذ سنوات، دون استثناء عدم لعبه مع ناديه، لذلك رفض بوفال أن يضيع الفرصة التي جاءته في الكامرون لإحياء إسمه من جديد. 
• تحفيز خاص
كشف خليلودزيتش عن سر دار بينه وبين بوفال، الذي كان يبحث عن تفجير مواهبه، ووجه له وحيد رسالة مهمة، هي التي زعزعت مشاعر بوفال وأيقظته، عندما سأله عن ما قدمه من مستويات طيلة السنوات التي قضاها مع المنتخب المغربي، وطالبه أيضا بالعودة لإحصائياته. 
ووجه له رسالة أخرى عندما أكد له أن قيمة المهاجم تُقاس بأرقامه وعدد الأهداف التي يسجلها. 
• نصائح من ذهب 
رغم الإمكانيات التي يتميز بها بوفال، إلا أنها لم تقده للنجاح بالشكل المطلوب، حيث كان هناك خلل ما في أسلوب بوفال، لذلك وبغض النظر عن تحفيزاته، فإن خليلودزيتش وجه له نصائح وملاحظات من ذهب، أهمها أن عليه أن يبحث عن الحلول في منطقة عمليات الخصوم وليس في وسط الملعب، مثلما كان يفعل، وأكد له مدرب الأسود أن اللاعب يصبح فعالا في الهجوم داخل المنطقة، كما أوضح له أهمية التموضع الجيد وفي المكان المناسب ليشكل خطورة أكثر، كل ذلك يبقى من ضمن الملاحظات التي قد تغير شكل بوفال داخل منظومة منتخب المغرب ليكون فعالا أكثر، خاصة وأن التقنيات لا تكفي وحدها.
وقد تأكد ذلك من خلال ما بات يقدمه في الهجوم، حيث يعتبر حاليا القوة الضاربة بالمنتخب المغربي ويعول عليه كثيرا خليلودزيتش.