ADVERTISEMENTS

صخرة في عقل وحيد

محمد فؤاد الأحد 24 أبريل 2022 - 17:51

أثارني حوار الناخب الوطني لصحيفة كرواتية «سبورتك نيت» والمترجم في هذا العدد بتصرفنا المنهجي دون تأويل ولا قلب للمعاني، استعرض فيه جديدا يخص مستقبله التعاقدي وعلاقته برئيس الجامعة والنتائج التي سجلها دون زياش ومزراوي وغيرهما من الإشكالات التي كرست ضغط الجمهور المغربي عليه لوزن المبعدين، فضلا عن كشف النوايا التقنية، وكأن الصحيفة تتجسس عليه لتقارب وجهات النظر لمواجهة المنتخب الكرواتي وكشف الطرق التي يمكنه استعمالها في نزاله .وما سيثيرني بالطبع في هذا الحوار الإسمنتي، مجموعة من المحطات التي تثير الجدل في الاجوبة أبرزها كيف سيتعامل مع الشائعات الاعلامية حول إقالته المحتملة، وكان الرد منافيا للحقيقة مستعملا لغة العقل «الحجري» متجاهلا عمق السؤال باستعماله شكلا جديدا من الاجوبة التي لم نعهدها فيه معتبرا أنه منحدر من مدينة جابلانيكا المشتهرة بصخور «الغرانيت» المعروفة لدينا بالرخام المسلح والمزركش في إشارة إلى أن عقله مثل صخر الغرانيت ولا يمكن تفتيته  إطلاقا، وهو ما يعني أن الرجل متشبت بما يفعله، ولا يمكن أن يملي عليه أي أحد رأيا ما حتى ولو كان رئيس الجامعة ما دام ينتصر لنفسه ونتائجه أقوى من الآراء والانتقادات، لكنه لم يجب عن إقالته المحتملة في ظل سخط الشعب عليه على الرغم من أنه يعرف في العمق ما يكتب  عنه في الصحف.
أما المحطة الثانية من الجدل حول ما إذا كان قد تحدث الى رئيس الجامعة حول وضعه الحالي، فسيكون الجواب عنها جافا ومجانبا لاخلاقيلات التعامل مع رئيس الجامعة وكأنه شيء جماد وليس انسان مبرزا أن أقوى محادثة له ليس مع رئيس الجامعة وغيره، ولكن في رقعة الميدان، وهي إساءة تبدو لي جوهرية في عمق عدم احترام أقوى رجل على رأس الجامعة ، وهو من يشغله ، ومعه تحدث لساعتين قبل أن يسافر الى عائلته بفرنسا، بينما جواب الناخب ، كان مجانبا للصواب وغير محترم لأصول الرد بما جرى في حديثه مع رئيس الجامعة ، وهو جزء من عقلية رجل مصنوع بعقل صخرة دون أن يعلم أن هذا النوع من الاجوبة السخيفة تمس أي انسان وتشعره بمرض عقلي لدى هذا الرجل . وأريد أن أعرف كيف سيجيب رئيس الجامعة عما قاله وحيد ضمنيا وبتجاهله في سياقات الجواب، وانظروا كيف اجاب وحيد: «ما الذي يجب أن أتحدث عنه؟ عن التأهل لكأس العالم والفوز، أليس كذلك؟ أنا أتحدث في رقعة الميدان .و نتائجي تتحدث عني وكلها بالطبع انتصارات، إنها أفضل المحادثات. وليس لدي أي شيء آخر لأقوله»، بمعنى أن لا جواب عن محادثته لرئيس الجامعة.
وبخصوص المحطة الثالثة من الجدل القائم حول تحقيق نتائجه دون زياش أو حتى امكانية حضوره ما دام ناخبا، فقد تجاهلها بالرد عليها عابرا دون الخوض فيها معتبرا أنه كرس نفسه للفريق والمجموعة التي حصلت على التاهل الى قطر، والباقي هو قصص يفرضها شخص ما دون أن يذكر اسمه، مع أن الشعب بكامله ليس شخصا بل هو أمة لا تحكي قصصا، بل تريد أبناءها «غصبا عنك»، واعتقد أن هذا الناخب المتحجر والمتعنث له مرض خاص من النجوم كما سبق له أن خلق مشاكل كبيرة مع دروغبا الايفواري ونجوم الجزائر أبرزهم رياض محرز، إلى جانب نجوم منتحب اليابان ، وهو ما كرس تدخل جامعات هذه المنتخبات بإقالته  . وفي النهاية ، تجنب وحيد الرد ، وقال أنه حقق نتائجه بالحصيلة الايجابية دون أن يدخل في هذه الخلافات ، وكأنها لا تهمه، بينما هي جوهر الامور باعتبار أن المبعدين هم أبناؤنا وليسوا ملكا لكا حتى وإن كان عقلك صخرة لا تفتت. 
وفي عمق المحطة الاخيرة من الجدل ، هل يعقل على أي مدرب في العالم أن يكشف أوراقه التقنية والسرية للخصم الذي سيواجهه؟  ووحيد عند حديثه ورده حول أسئلة استخباراتية من الصحيفة ، صال وجال في الحديث عن كرواتيا ومقدرة مواجهته بالأسلحة المضمونة وأفشى فيها حتى الاسرار الممكنة لايقاف كرواتيا مثلما قال : « ...سيكون أكبر خطأ أن تغلق  المنافذ أمام كرواتيا. عندما تحصل على الكرة ، عليك أن تهاجم ، وتحاول خلق الفرص. عليك أن تلعب عندما تكون لديك الكرة ، فهذا ليس بروح الاستمتاع لأن اللعبة فقط هي التي يمكن أن تزعزع استقرار الخصم، عندما تستحوذ على الكرة ، عندما تتقدم للأمام ،فالخصم لا يهتم، وفكرتي هي صناعة اللعب وإنهاء كل عملية بتسديدة على المرمى، هذا هو الهدف من كل شيء.» وأعتقد أن الشق الأخير من الكلام أبلغ المقاصد لتسريب المعلومة حتى يقرأها مدرب كرواتيا مليا، واقوى المعلومات هي الافشاء بجوابه الأخير «العائق الوحيد الذي يحيط بي هو أنه لديّ فريق شاب عديم الخبرة. سيشارك منه تسعون في المائة لأول مرة في مثل هذه المسابقة الكبرى، حتى و لو اقتاتوا بالخبرة في البطولات الأفريقية..» ما يعني أن عديم الخبرة يظل معلومة في صالح كرواتيا .اليس جوابا ملموسا عن تجسس الصحافة الفعلي . 
نهاية، لا يمكن أن نتكل على هذا الرجل لأنه صخرة لا تتزحزح، ويتحدث عن نفسه وكأنه باق مع المنتخب وبمخططه الكبير دون اكتراث بالشعب والجامعة. 

 

تنبيه هام

تؤكد «المنتخب» أنها تمنع منعا باتا استنساخ أو نقل أو نشر مواضيع أو صور منقولة من نسختها الورقية أو من موقعها الإلكتروني سواء بشكل كلي أو جزئي، أو ترجمتها إلى لغات أخرى بهدف نقلها إلى الجمهور عبر أي وسيلة من وسائل النشر الإلكترونية أو الورقية… وكل مخالف لذلك سيعرض نفسه للمتابعة أمام القضاء وفق القوانين الجاري بها العمل.

ADVERTISEMENTS
مواضيع ذات صلة
ADVERTISEMENTS