ADVERTISEMENTS

رونار الساخر وليس الساحر

منعم بلمقدم الثلاثاء 15 نونبر 2016 - 12:06

أعلم جيدا أني ربما أنفخ في «قراب» مثقوب وصوتي لا يصل لرونار الذي يفضل أن يصله ما يكتب في فرانس فوتبول وليكيب، ولا يقرأ لصحافتنا المكتوبة التي لا يعترف بها من الأصل وهو من قال أنه لا يحاور حملة القلم وأصحاب المداد.
لكني أذكر أني قلت قبل شهر حين أطل ناخبنا الوطني بعد مباراة الغابون ليزف لنا خبر خطبته من الجزائر والصين عبر حائط الجامعة الرسمي، قبل أن يرد عليه راوراوة بقوة ويدخله «سوق جواه» ويسمعه «المنقي من خيارو»، ثم عاد رونار وبمنتهى الوقاحة والإستخفاف وحتى السخرية من الجامعة التي هو أجير عندها لينفي في صحافة بلده ما كتبه وحرره بتوقيعه في موقع الجامعة.
يومها قلت أن رونار طالما سخر من الجامعة التي لم تبادر للجمه والرد عليه وحتى استفساره ومطالبته بتوضيح، بل أن جزءا كبيرا من الإعلام لم يتحر خلف الموضوع ولم يملك طول النفس ليطالب هذا المدرب المغرور بتقديم اعتذار الذي كان سيكون أقبح من كل زلاته السابقة، سيتمادى في سخريته وسيبتكر كل مرة شكلا ساخرا يطالعنا من خلالها بأمر ويتمادى في ضحكه علينا.
رونار الذي طالب بجمهور أحمر فحضر هذا الجمهور ليلون ملعب مراكش ويحوله لحقل شقائق النعمان، تحول في مباراة كوت ديفوار لـ «كابو» الإلترات حين نسي أنه معني بالخطة والحلول والوصفات الإيجابية لتحقيق الإنتصار، لا أن يصيح في وجه هذا الجمهور المسكين الذي اشترى تذكرة مباراة باعنا خلالها رونار وهم الإنتصار بأسبوع كامل وعسكروا بالملعب منذ الظهر وبـ 6 ساعات قبل المباراة.
رونار لم يكتف بكل هذه السخرية، بل سخر من كل خبراء وفقهاء الكرة وهو يصر كل مرة على تعذيب لاعب إسمه شفيق ليدفع أمام الغابون بظهير مزور (آيت بناصر) ويعود ليعذب أمرابط بنفس الصلاحية في نزال كوت ديفوار.
سخر منا هذا المدرب الفرنسي حين جاء للندوة الصحفية لا ليعتذر عن الوهم الذي صدره لنا بطريقة ترتيبه لمنطقة الوسط والمتلاشيات التي وضعها في هذا المعترك الذي تسيده مواطنه دوسيي، وإنما ليقول لنا «أنا لست ساحرا ولا أملك عصا سحرية لأغير الوضع»، وكنا نفضل لو قال هذا يوم كان يتفاوض مع الجامعة والزاكي على ذمتها لا أن يقدم نفسه يومها عراب الحلول والألقاب.
ونسي رونار أنه لم يرث منتخبا مهلهلا ومفككا ولا متشرذما، وإنما ورث منتخبا بنواة صلبة عن الزاكي، ونصف مشوار الكان وجده محسوما وبطاقة دور المجموعات التي سيلعبها اليوم والخاصة بتصفيات المونديال، جاءت بعد اجتياز لغم استوائي حارق.
يمعن رونار في السخرية منا جميعا، حين يأت للندوة الصحفية ويقول: «إن لم ننتصر بملعبنا فكيف سننتصر خارج الديار»، ونسي رونار أن الصحافة تسأل وهو من يفترض فيه أن يجيب ويأت بالحلول، وإلا ما الذي يبرر تحويل نهاية كل شهر ما يفوق 60 ألف دولار لحسابه وبالعملة القاسحة.
شخصيا لم أجد فيما جاء به رونار إعجازا، وأكثر ما أسجله لرونار طيلة الفترة التي قضاها بيننا هو تجريبه لـ 50 لاعبا بالتمام والكمال وسجلات المعسكرات والمباريات الرسمية والودية حاضرة لتؤكد العدد.
رونار الساخر يفضل مواجهة كندا في آخر موعد ودي يسبق مواجهة الفيلة على أن يلاقي نيجيريا أو الكامرون وحتى غانا وغينيا الذين سعوا خلف أسودنا.
رونار يسخر منا حين نعود لسجلات المباريات التي لعبها فنجد اختلافا صريحا في التشكيل بين مباراة الرأس الأخضر والغابون وبين نزال ألبانيا وليبيا وبين محطة ساو طومي وكوت ديفوار، وكل مباراة لعبها بخطة تختلف عن الثانية.
فعلا رونار أنت لست بساحر ولا تملك للسحر أدنى المقومات، فما تحقق بزامبيا وباعترافك كان بشهامة وقتالية جيل أرادوا لذكرى تحطم طائرة حرقت زملاءهم بأن تحيي بلقب قاري، وما نلته مع كوت ديفوار وبشهادة مباراة مراكش كان بفضل إسهام جيلهم الثوري الذهبي.. أنت لست بساحر أنت ساخر سخرية صفراء تؤكد ثعلبيتك.

 

تنبيه هام

تؤكد «المنتخب» أنها تمنع منعا باتا استنساخ أو نقل أو نشر مواضيع أو صور منقولة من نسختها الورقية أو من موقعها الإلكتروني سواء بشكل كلي أو جزئي، أو ترجمتها إلى لغات أخرى بهدف نقلها إلى الجمهور عبر أي وسيلة من وسائل النشر الإلكترونية أو الورقية… وكل مخالف لذلك سيعرض نفسه للمتابعة أمام القضاء وفق القوانين الجاري بها العمل.

ADVERTISEMENTS
مواضيع ذات صلة
ADVERTISEMENTS