ADVERTISEMENTS

الكفاءة ليست في الدار البيضاء فقط

الأربعاء 08 أكتوبر 2014 - 12:55

هذا الموضوع أقلقني بالفعل منذ مدة ليست بالقصيرة عندما شكلت المنتخبات الوطنية بمداراتها التقنية بلون بيضاوي بارز وينضاف إليه حتى ودادية المدربين وحتى الإدارة التقنية الجديدة بأسماء بيضاوية معروفة، ولم يكتب لي أن أتحدث عن هذه الإشكالية إلا في هذا العيد السعيد الذي التقاني فيه العديد من المحبين والقراء في أسواق الأكباش.
ومع أني مهووس بشراء الأضحية من مدينة الخميسات كمنبت (ومركد أصيل)، التقيت بوجوه تحترم موضوعية جريدة «الـمنتخب» ورمتني بسؤال جوهري لا يتحدث عنه على الإطلاق في سياق المنظومة الكروية.. هل أصبحت الدار البيضاء تتحكم في كرة المغرب ؟ ولماذا تحظى المنتخبات الوطنية بكثرة عددية من المدربين البيضاويين ؟ وهل الكفاءة وحدها موجودة بالدار البيضاء دون سواها من المدن ؟
ولا أريد في سياق هذا الجدل أن أحدث صراعا بين الكفاءات المعنية لأن هناك فعلا من تؤهله القيمة العالية لبلوغ أي منصب دولي وهناك من يبحث عن مدار الخبرة، وهناك من بدأ المشوار الدولي في تدريب منتخب ما مع أنه من المفروض أن يقاوم محن الأندية في قاعدتها كمؤطر ناجح قبل أن يسلك معبر منتخب البلاد. والبيضاويون الذين يؤثثون الكرة الوطنية من معقل الديربي العظيم، لهم بالفعل كفاءات عالية مثلما لهم أيضا كفاءات جد عادية بالأندية البيضاوية ككل، لكن في المغرب الكبير والعميق، هناك كفاءات عالية ومدربين ولاعبين قدامى في مستوى المسؤولية الدولية ولا يمكن أن تكون الدار البيضاء وحدها في سباق أحادي على المناصب العليا ما دام رجال كرة القدم في المغرب ككل صامتون ومهمشون وخجولون في تبرير قيمة هذا المعطى الذي تمتاز به الدار البيضاء من أهلية كبيرة للكفاءات.
وقال لي واحد من الفضوليين، لماذا تحتكر ودادية المدربين لردح من الزمن على رجل بيضاوي واحد من دون مناوبة على رجل آخر من مدينة أخرى في ظل مشروع حداثي تتغير فيه أنماط الإبقاء على الودادية بالدار البيضاء؟ وأنا مع هذا الطرح فعلا لأن كل المدربين الذين يشتغلون أو الذين لا يشتغلون لا يتفقون على مداومة النمطية بالدار البيضاء .
المشكلة ليست في تسمية الدار البيضاء التي تقفز على الكثير من الأوراق التقنية، ولكن في النوم الثقيل الذي يترك العديد من الأطر خارج النص، مع أنه من المفروض أن ينطلقوا ويعملوا بشراسة لإثبات الهوية المنافسة ليس على صعيد الدار البيضاء ولكن على صعيد جامعة مفروض فيها أن تنظر إلى خريطة كرة القدم بالمغرب.
وقال لي آخر، لماذا يتعاطف المدربون البيضاويون بالمنتخبات الوطنية مع أسماء بعينها ومقربة لها ؟ قلت هم أعرف بالمساعدة واللياقة البدنية والوجوه الخدومة، فإن فشلوا فشل الجميع، وإن نجحوا انتصر الكل. وهم من يتحملون اختيار الطاقم مع أني أعرف الكثير من الوجوه التي تستحق المساعدة التقنية وبخبرة واسعة، وحتى اللياقة البدنية التي لها أصلا مختصون بقيمة عالية.
وإلى هذه الصور الدلالية التي تمنح للدار البيضاء قوة عالية في الكفاءة ليس في الكل وإنما في البعض، لـماذا لا ينادي المدربون جميعا بالإنصاف من قلب فرن الودادية والجامعة والصحافة لشرح هذا اللبس الذي يؤرق الكثير من رواد اللعبة ؟

 

تنبيه هام

تؤكد «المنتخب» أنها تمنع منعا باتا استنساخ أو نقل أو نشر مواضيع أو صور منقولة من نسختها الورقية أو من موقعها الإلكتروني سواء بشكل كلي أو جزئي، أو ترجمتها إلى لغات أخرى بهدف نقلها إلى الجمهور عبر أي وسيلة من وسائل النشر الإلكترونية أو الورقية… وكل مخالف لذلك سيعرض نفسه للمتابعة أمام القضاء وفق القوانين الجاري بها العمل.

ADVERTISEMENTS
مواضيع ذات صلة
ADVERTISEMENTS