ADVERTISEMENTS

لقجع ودرس الكراطة

الجمعة 23 يناير 2015 - 11:03

موقن أنه أولى له أن يتغذى بهم قبل أن يتعشى به أصحاب القرار، ومستفيدا من الكراطة التي ربطت المسؤولية بالمحاسبة، وحتى لا يتم تكريطه كما كان حال الخليل، جمع لقجع حوارييه العشرة المبشرون بمقاليد كرتنا  المغلوب على حالها، والتي يسجل التاريخ الحالي أنها تؤدي ضريبة باهظة ومكلفة، بأن وضعت بين يدي أضعف الجامعات عبر مر كل العقود التي أعقبت الإستقلال.
لم يكن لقجع يكذب حين جعل من المقاربة التشاركية شعار المرحلة، لذلك شرك «حب وتبن»  ودخل هذه المرة «فاص» حتى في أصحاب الحملة ومموليها، كي لا يلقى المصير ذاته الذي إنتهى إليه الوزير المخلوع.
الوقت الخايبة والقضية الحامضة، فرضتا على لقجع استدعاء فريق العمل الذي لم يعمل على امتداد الفترة السابقة، ولم نلمس أن من بين رفاق درب المكتب الفيدرالي من تحلى بخصال المسؤولية الجامعية، بعد أن ارتقى «التبرهيش» ولعب الدراري بين حلفاء لقجع لدرجة غير مسبوقة رافقها الكثير من الضرب تحت الحزام والنفاق الكروي الذي لم يكن كافيا ليخفي صراع المواقع والإنتصار للنزعات الفردية والتجرد من قبعة المسير الجامعي.
دخل رئيس الجامعة طولا وعرضا في نوابه وباقي فريق المكتب، غمز للذين ظلوا يسيطرون على الكواليس ويحاولون بلقنة البطولة لصالح فرقهم بـ «التيليكوموند» الشهيرة والمرتبطة ببلوتوت بعض الحكام.
كابوس الكراطة الذي صار اليوم هاجسا لكثير من المسؤولين ولربما فطن حزب من الأحزاب التي لم تولد بعد إلى أن الشعار المربح والأكثر شيوعا ورواجا في الإنتخابات القادمة، سيكون هو الكراطة التي كانت سببا في تفعيل وتنزيل بند من بالبنود الصريحة بالدستور الجديد، هذا الكابوس قض مضجع لقجع وهو يلتقط إشارات مختلفة، تارة عبر وسائل الإعلام وأحيانا أخرى عبر ذبذبات مقربيه ومستشاريه والذين تكفل واحد منهم بإيصال معلومة هامة له مفادها تحكم فريق كبير يقوده رئيس صغير، في زمام أمور المنتخب المحلي خدمة لمصالح فريقه وسعيا نحو درع هارب.
لقجع الذي يؤمن بالمقاربة التشاركية حتى وإن كان هذا التشارك مباحا في صفقة لاعب من لاعبي البطولة، إذ يكفي أن يضع يده على البضاعة ليسدد ثمنها واحد من نوابه، إستغل اجتماع مكتبه الجامعي ليمرر رسائل من تحت وفوق الماء، والغاية هي أن تستهلك إعلاميا ويروج له بالدماغوجية التي تلخص ما يريده «أنا أنتفض إذن أنا موجود».
إعتقدنا والجامعة الحالية تنام نومة أهل الكاف أنها ستستيقظ على مقاربات وقرارات حاسمة وأوراش قوية، قبل أن يلد بلاغ موقعها الذي لا يحين إلا عند الضرورات القصوى فأرا، وأنه اجتماع أعاد استهلاك أسطوانة ظن كثيرون أنه محسوم فيها، وليعكس الإجتماع حقيقة «الجنازة كبيرة والميت فار» بعد أن خصص لمناقشة وضع لاعب أرجنتيني وتأهيله ليلعب بالبطولة أم يصدر خارجها، ومعه إصدار فتوى فقهية إن كان يجوز للجيش الملكي أن يعقد قرانه مع محلل يرافق بودراع كغطاء للتحايل.
جميل جدا أن يكون لقجع من غير صنف النجارة لرؤساء  يدمون لغة الخشب ويستهلكونها في لغتهم وخطاباتهم، وأن يتحلى بكل صفات الشجاعة التي جعلته يشرب لبن السباع في عز الخريف، ليستعرض في حضرة رفاقه العشرة كيف يشاء، ويعود بعدها أثيريا ليلمح على أن المكتب الجامعي يشكو خصاصا على مستوى الكفاءة ويوجه غمزة ساخرة لأعضاء مكتبه، دون أن يفسر لنا سبب نفي لجنة الأخلاقيات التي بشرت بمدينة الكرة الفاضلة وكأن دورها وسبب نزولها كان محصورا في تكميم فم الصحابي وبعدها تختفي..
خرجة لقجع القوية هذه المرة وتلميحاته التي لا تحتاج لكتاب تفسير الأحلام لبلوغ مقاصد الرؤية، هي تعبير عن عدم رضا الرئيس القوي عن أداء فريق عمل هو من اختاره وهو من وضعه ضمن اللائحة.
ولأن أي مدرب يقدم على اختيار التشكيل عليه أن يتحمل نتائج اختياراته، لا أن يحمل العشب والتحكيم والحظ العاثر خسارته لمباراة، فإن الإعتراف بالأخطاء التي هي من الفضائل توجب على لقجع أن يعترف بأنه أخطأ اختيار التشكيلة ولا يوجد ما يمنع أو يعيق تعديل الخطة والإستغناء عن بعض الأظهرة وتعويضها بأخرى أكثر تنافسية ولو بجمع عام استثنائي.
وإلى أن يحين موعد التعديل، سيواصل لقجع قصف بعض مساعديه ورفع شعار «الكراطة» بوجههم، وكل ذلك كي لا يكون هو ضحية هذه الكراطة إن تواصل نفس «التبرهيش» لرؤساء كان ضمهم تحت لواء أشبه بوضع أكثر من «حنش بغار واحد».
وما على لقجع سوى انتظار شهر مارس، حيث سيحل ربيع التغيير بقدوم ماندوزا وانضمامه للتركيبة ممثلا للمدربين، حينها سيجد من ينوب عنه في وضع الخطة وتوزيع الأدوار وتلجيم الأفواه، حيث يجيد عراب الودادية هذه الأدوار بمنتهى الإقتدار.

 

تنبيه هام

تؤكد «المنتخب» أنها تمنع منعا باتا استنساخ أو نقل أو نشر مواضيع أو صور منقولة من نسختها الورقية أو من موقعها الإلكتروني سواء بشكل كلي أو جزئي، أو ترجمتها إلى لغات أخرى بهدف نقلها إلى الجمهور عبر أي وسيلة من وسائل النشر الإلكترونية أو الورقية… وكل مخالف لذلك سيعرض نفسه للمتابعة أمام القضاء وفق القوانين الجاري بها العمل.

ADVERTISEMENTS
مواضيع ذات صلة
ADVERTISEMENTS