ADVERTISEMENTS

ناخب بأية لغة؟

الإثنين 07 أبريل 2014 - 14:37

يكثر السؤال وتتقاطر السير الذاتية للناخبين الأجانب، ويجتهد الوكلاء الأجانب وغيرهم من السماسرة في امتصاص جاذبية الجامعة القادمة لرجل المرحلة ورئيس المرحلة لإختيار الرجل التقني المناسب.. ومع أن المنتخب المغربي يوجد وحيدا في القارة السمراء ومعزولا عن مشروع المستقبل ومفتقدا لسائق الحافلة الجديدة، يكثر العرض بكل اللغات وتكثر الأسماء العالمية منها ما هو هرم ومنها ما يبحث عن عش العملة، ومنها ما يريد الإشتغال لأنه عاطل، وأكثرهم لا يتحدث اللغة التي نجيدها في فهم خطاب التواصل، فلا الهولندية ولا الأنجليزية ولا الإيطالية ولا الكرواتية ولا الشينوية تنفع في فهم الثقافة الكروية المغربية حتى وإن كان المغرب بلد الحضارات ويفهم أكثر اللغات للطبقات الوسطى والكبرى، لكن في الكرة يبتعد هذا المنطق لأنه من المفروض أن يكون المدرب الأجنبي ملما بتعدد اللغات التي تقربه من اللاعبين لفهم الخطاب التقني وأكثرها ضبطا هي اللغة الفرنسية.
صحيح أن المنتخب الوطني أغلبه محترفون بتعدد اللغات، ولكن لماذا لم ينجح مع أغلب المدربين الناطقين بالفرنسية؟ ولماذا لم ينجح الأسود في تزكية ثقافة الألقاب لسنين عدة ومع مدربين كثر وباستثناءات قليلة وصل على إثرها لنهائي كأس إفريقيا مع ناخب مغربي من طينة منتخب به عدد من المحترفين بالمهجر؟
المشكلة الأساسية في منظوري الخاص تتعلق بقائد المنتخب الذي يختار رجاله، وباللاعبين أصلا كصناع القرار داخل الرقعة بمعزل عن كل الظروف المهياة ماليا ولوجيستيكيا، وعندما تكون ناخبا لأي بلد لا بد أن تكون محاطا بخبرة تدريب المنتخبات وباختيار متكامل للأبنية التي يتأسس عليها كوموندو الدوليين بدرجة عالية في الأداء والمهارة والقوة، لا أن تكون مقيدا بعقد مالي هيستيري من دون نتائج، والمصيبة أن المنتخب الوطني لم يستطع خلال عشر سنوات الماضية من تأسيس نفسه على قدرات بشرية مضبوطة وموحدة مع أكثر المدربين عرضة للفشل، وحتى اللاعبون الذين يتناوبون على أدوار عدة لا يستقرون على حال صيد المواقع بالجرأة والفعالية، لأن تغيير الناخبين يشكل دائما إفساد مشروع ما بناه الأول، ولا يمكن أن تضع النجاح كعملة يؤسسها الإستقرار لا الخلخلة التي يريد منها أي ناخب فرض سيطرته على الإختيارات التي تشكل دائما زعزعة في الخطوط.
اليوم نحن بحاجة ماسة إلى ناخب قريب من البلد إن لم يكن إبن البلد أصلا بحكم طبيعة الإنتماء وحرارة الحس الوطني، والمقاربة التشاركية داخل المجموعة، والإختيار الجريئ لا العاطفي للوجوه التي تستحق حمل القميص الوطني بتعبئة مضاعفة الأداء والصرامة والرغبة لتحقيق الألقاب لا الفوز فقط بالمشاركة وبعض الأدوار.
هذا ما نريده كثقافة ليس فقط بالمنتخب الوطني، بل بسائر فئات المنتخبات التي يصعد منها الصغير السن بموروث الإنتماء الحرفي للكرة والإنتماء الحسي الوطني والقتالية المشروعة في أي لقاء دولي، والناخب القادم من صلب المغرب، لا بد أن ينظر إلى نفسه على أنه معني أمام كل المغاربة بما سينجزه بعيدا عن المزايدات والصداقات والزبونية والسمسرة، ولا بد أن يكون في المقام الأول رجلا كاريزميا أمام أسطوله مهما كان له من العيارات المؤثرة في الفريق، ما يعني أن الناخب الذي يبني أفق المشروع وأجندة الأهداف المحددة، لا يمكن أن يخرج عن التعريف الجوهري لأسرار نجاحه التواصلي مع أي محترف ولا حتى اللاعب المحلي كمشكلة تظل دائما حجر عثرة في المقارنات الصادمة. 
هو هذا المنطق الذي نريده في تأسيس العلاقة بين الناخب واللاعب في بلورة النتائج التي تساءل عنها الجامعة في ولايتها، وهذا هو لب المشاكل التي تظهر الفشل الدائم في غياب ثقافة الوحدة التكاملية بين جميع مكونات المنتخب بما فيها الطاقم الإستشاري، ولهذه الأسباب لا نريد إيطالي أوهولندي أو أي ناخب أجنبي يستنزف الأموال الطائلة في غياب قراءة لغة البلد ومنتخب البلد وقارة البلد وعاطفة البلد، فهل يعي المدرب المغربي هذه الثقافة التي تجعل منه ناخبا بدرجة التعبئة المضاعفة والكارزمية التي تجعل منه رجل المرحلة بامتياز؟

 

تنبيه هام

تؤكد «المنتخب» أنها تمنع منعا باتا استنساخ أو نقل أو نشر مواضيع أو صور منقولة من نسختها الورقية أو من موقعها الإلكتروني سواء بشكل كلي أو جزئي، أو ترجمتها إلى لغات أخرى بهدف نقلها إلى الجمهور عبر أي وسيلة من وسائل النشر الإلكترونية أو الورقية… وكل مخالف لذلك سيعرض نفسه للمتابعة أمام القضاء وفق القوانين الجاري بها العمل.

ADVERTISEMENTS
مواضيع ذات صلة
ADVERTISEMENTS