ADVERTISEMENTS

بن شيخة درس مجاني للطوسي

الإثنين 18 يناير 2016 - 15:59

على ما يبدو أن بحثه الـمضني عن النواة والتي لم يعثر عليها طيلة 9 مباريات قضاها خسر ثلثها وتعادل في ثلثيها، واشتغاله على الوصفة البرشلونية والتوازن و«حكان الجلدة» كما صرح به بعظمة لسان، أخذوا المدرب رشيد الطوسي بعيدا وأثروا على تركيزه ولم يعد الـمدرب والعضو الجامعي يعلم ما يقدم وما يؤخر.
ونحن نتعقب مسار هذا المدرب الذي كان لأمس قريب ناخبا وطنيا وعدنا بمونديال البرازيل، نصل لحقيقة واحدة وهي أن الطوسي بحاجة للحظة تأمل وتركيز وبهدوء كبير لـمساره حتى لا ينتهي مستهلكا كما استهلك من سبقوه وبصلاحية معدومة.
الطوسي من الـمغرب الفاسي للجيش الـملكي ومنه للـمنتخب الوطني وبعد أول يوم طلاق مع الأسود عاد للجيش ليتحفنا ويبرر لنا قرار العودة بكون عقده السابق كان «كونجلي» أي مجمدا وليس مفسوخا، ولم يكن عوده أحمد فانتهى به المطاف خارج أسوار الفريق العسكري بعدما فطن المسؤولين إلى أنهم ارتكبوا خطيئة العمر بعودته، فأحاطوه برعاية بلجنة رباعية تقدمها لغريسي والعزيز، وكل ذلك كي يفهم الناخب الوطني الرسالة ويرحل عزيزا غير ذليل.. يومها تذكرون تصريحا مثيرا للطوسي لأحد الصحفيين والفريق العسكري يتلقى خسارة صارت حدثا عاديا مع هذا المدرب «أنا مريض.. مريض».
وما إن ترك الطوسي الجيش حتى كان يؤدي بالطريق السيار تعرفة دخول الدار البيضاء للتوقيع مع الـمغرب الفاسي، في عود ثالث لنفس الفريق وكالعادة لم يكن عودا أحمد.
هزائم بالجملة ومشاكل بالتقسيط وبداية متعبة فرضت عليه طلاقا اعتقد الكثيرون أنه بائن هذه المرة والرجل «غادي يشد الأرض» بعد كل هذه التلفة.
لم يركن الطوسي للراحة وميثاق الشرف الذي بشر به ماندوزا ويفترض أن يدافع عنه الطوسي داخل الجامعة بوصفه ممثلا شرعيا لرفاق الدرب والقبيلة والـمهنة، كان الطوسي أول من داس عليه، بمنع تدريب فريقين من طرف نفس الـمدرب في موسم واحد في حال نال مستحقات نهاية الخدمة و«الديفيدي».
رحل الطوسي للرجاء وبرر هذه الـمرة الزواج بحاجة «السيفي» لتعاقد من هذا النوع، لذلك تخلى الطوسي والخياطي عن هندامهما الرسمي وبذات ربطة العنق الأنيقة التي ظل يحملانها علامة مميزة في دكة بدلاء الفرق التي مروا منها، وكل مرة كان يطلعا معا ببذلة الرجاء تارة بالأخضر وأخرى بالأبيض، لتوثيق حقيقة مرورهما ذات يوم من تدريب الرجاء؟
الطوسي تسلم مهام الرجاء والفريق رابعا بالترتيب وبــ 10 نقاط من 5 مباريات وخروج مشرف من نصف نهائي كأس العرش أمام الفتح مع كرول، والرجاء هو الفريق الوحيد مع كرول من تجرأ على التسجيل بمرمى الفتح 3 أهداف.
ما حدث بعدها أن الطوسي خسر 3 مباريات وفاز في واحدة وتعادل في 5 لقاءات، ولو جمعنا ما تحصل عليه داخل الرجاء و«الـماص» لكان هو آخر مدرب على مستوى التصنيف في مرحلة الخريف الغاضب الذي يحاول الرجل إخفاءه بتصريحاته المثيرة بالفعل.
يستفز حد لا يقوى معه من لا يرضى بالإصغاء لهكذا تزوير للوقائع أن يقول الطوسي أنه نجح في إعادة التوازن للرجاء، وأنه أوجد النواة المبحوث عنها وأن اللاعبين عادوا لــ «حكان الجلدة» لأن ما حققه كرول وقبله روماو وبن شيخة وجلهم أقيل من منصبه يفوق بكثير ما أنجزه الطوسي وهو يفرض على الرجاء مرتبة عاشرة وبفارق 10 نقاط على الغريم الودادي.
كل هذا في واحد والدرس الـمجاني الذي لقنه بن شيخة لناخبنا الوطني السابق في واد آخر، حين أجاد بن شيخة وتوفق بكثير من الـمكر في حشر نفسه في مقارنة لم ينتبه إليها كثيرون وهو يعمد لإقصاء واستبعاد اللاعب معاوي من مباراة هامة لفريقه وأمام الرجاء تحديدا، بسبب توفر اللاعب على ترخيص طبي يمنعه من اللعب لفترة كي يكون جاهزا للسفر رفقة الـمحليين لــ «الشان».
ما فعله بن شيخة الجزائري إحتراما للمهنة ولـمسار اللاعب لم يفعله للأسف الطوسي قبله بأسبوعين وهو يصر على وضع الكروشي في مطحنة كادت تتسبب له في نهاية مشواره بسبب مغامرة دمجه في مباراة آسفي مصابا وبسبب ما كان سيتداعى من قرارات تأديبية صارمة من طرف الجامعة في حق اللاعب.
بن شيخة ليس مغربيا وكان بمقدوره أن يضم معاوي للقائمة ولا أحد سيلومه وليكتفي بترديد «فليذهب الـمحليون واللاعب للجحيم» لكنه لم يفعل، فكسب تقدير واحترام الجميع بمن فيهم الرجاويين أنفسهم، والذين تحسروا على خروجه الصاغر ذات يوم من الفريق بسبب نزوة وتهور وانفعال مبالغ فيه لبودريقة.
جنرال الكرة الجزائرية بدهاء ومكر ولربما حتى ثعلبية مرر رسالته من تحت الـماء وقدم درسا مجانيا للطوسي وحتى بودريقة وجعل الأخير يندم على اليوم الذي قرر فيه طلاقه والتعاقد مع مدربين أقصر قامة منه.
    

 

تنبيه هام

تؤكد «المنتخب» أنها تمنع منعا باتا استنساخ أو نقل أو نشر مواضيع أو صور منقولة من نسختها الورقية أو من موقعها الإلكتروني سواء بشكل كلي أو جزئي، أو ترجمتها إلى لغات أخرى بهدف نقلها إلى الجمهور عبر أي وسيلة من وسائل النشر الإلكترونية أو الورقية… وكل مخالف لذلك سيعرض نفسه للمتابعة أمام القضاء وفق القوانين الجاري بها العمل.

ADVERTISEMENTS
مواضيع ذات صلة
ADVERTISEMENTS