مهمة غير سهلة تلك التي تنتظر اتحاد طنجة أمام ضيفه شبيبة الساورة الجزائري، حيث سيكون مطالبا بتجاوز هزيمة الذهاب بهدفين للاشيء، والفوز على الأقل بثلاثية نظيفة إن أراد حجز بطاقة التأهل لدور المجموعات، ورغم أن المهمة صعبة، إلا أن لا شيئا مستحيلا، خاصة إذا عرف فارس البوغاز كيف يستغل الظروف التي ستلعب لصالحه، على أرضه وأمام جمهوره.
إستياء في الذهاب
رغم أن كل المعطيات كانت تؤكد أن مواجهة الذهاب ستكون صعبة، لكن لم يكن منتظرا أن يسقط اتحاد طنجة بهدفين للاشيء، ولا أن يقدم مستوى متواضعا، أمام فريق فتي يفتقد للتجربة، حيث ظهر فارس البوغاز بمستوى غير مقنع، ولعب متراجعا دون أن يشكل خطورة على حارس الفريق الجزائري.
ولم يقدم اتحاد طنجة الذي لعب بثوب بطل المغرب في هذه المباراة، ما كان يشفع له ليعود بنتيجة إيجابية، حيث ترك المبادرة للاعبي شبيبة الساورة، الذين كانوا أكثر بحث عن التسجيل، ناهيك عن تواضع مستوى بعض اللاعبين في هذه المباراة.
الساورة كتاب مفتوح
لم يعد شبيبة الساورة في فكر المدرب أحمد العجلاني بالفريق المجهول، بل أصبح كتابا مفتوحا وكشف عن إمكانياته في مباراة الذهاب، وقدم ما يشفع للعجلاني ليدون كل النقاط حوله، سواء نقاط قوته أو ضعفه.
وأكد شبيبة الساورة أنه فريق يلعب بالروح الجماعية والاندفاع القوي، والضغط على حامل الكرة، كما يبقى حامية واحدا من اللاعبين المتألقين، الذين يعرفون كيف يناورن ويتعبون الدفاع، وهو ما أكده في مباراة الذهاب، حيث يلعب في الهجوم إلى جانب جاليط والزايدي.
ويعتبر يوسوفا كوناطي أيضا قائدا للدفاع واللاعب الذي له تأثير كبير في هذه الجبهة، بفضل تموقعه الجيد وبنيته القوية، ناهيك عن مساندته للهجوم، خاصة في الكرات الثابتة، بدليل أنه سجل الهدف الثاني للفريق الجزائري.
العجلاني في حيرة
الأكيد أن الخسارة التي مني بها في الذهاب جعلت الضغط يعود له للمدرب أحمد العجلاني، المطالب بإعادة ترتيب أوراقه التقنية خاصة أن المستوى الذي قدمه فريقه في الذهاب لم يكن جيدا ولا يبشر المشجعين بالخير.
وأعادت هذه الخسارة وكذا الصعوبات التي وجدها لاعبوه، الأسئلة حول قدرة المدرب التونسي لوضع بصمته الجيدة، وكذا تكوين فريق يحمل ثوب البطل، ويريد استثمار الإنجاز الذي حققه في الموسم الماضي.
والأكيد أن العجلاني سيكون أمام اختبار صعب ومهمة قد تكون لها تداعيات على وضعيته بالفريق، ذلك أن قيادته اتحاد طنجة لدور المجموعات، سيعزز موقعه بالفريق، فيما سيكون للإقصاء تأثير سلبي على مستقبله.
تعديلات لا بد منها
ولأن اتحاد طنجة سيكون معني أكثر بنتيجة المباراة، إذ سيكون مطالب بتجاوز نتيجة الذهاب، فإن أحمد العجلاني سيكون مطالبا بتصحيح أوضاع فريقه التكتيكية والتقنية، دون استثناء اختياراته البشرية، وذلك بوضع الأسلوب التكتيكي الناجع، الذي سيمكن فريقه من إسقاط ضيفه الجزائري.
أكيد أن المسؤولية تهد أكتاف العجلاني، إذ يعرف أنه يلعب واحدة من أهم أوراقه منذ إلتحاقه باتحاد طنجة، ما يجعل تفكيره منصبا حول الطريقة الأمثل لكسر شوكة الساورة الجزائري، ولإيجاد الوصفة الكفيلة لتجاوز كل الحواحز الكبيرة التي تنتظر فارس البوغاز في هذه المباراة الملغومة.
بأي سيناريو؟
علامت استفهام كبيرة تطرح حول السيناريو الذي ستعرفه المباراة، والأسلحة التي سيتسلح بها لاعبو اتحاد طنجة لتحقيق مرادهم، والأكيد أن العجلاني درس جيدا الفريق الخصم، ووقف على مستواه، ومن تمَ لا بد أن تكون اختياراته ناجحة، حيث سيكون أولا التركيز على الهجوم، ما دام أن فريق الشمال مطالب بتسجيل 3 أهداف نظيفة إن أرد التأهل، وتبقى أمامه عدة اختيارات هجومية، بتواجد النغمي والكعداوي والوداي وشنتوف والوادي وغيرهم.
وستكون النجاعة الهجومية مطلوبة، وذلك باستغلال أنصاف الفرص وعدم تضييعها، وما أجمل أيضا أن يسجل الفريق الشمالي مبكرا لتسهل عليه المهمة، إذ كلما بلغ أصدقاء المهدي النغمي المرمى، كلما تأثر الفريق الخصم، ثم لا بد أيضا من التركيز على الدفاع لتفادي تسجيل الفريق أي هدف، قد يكون له تأثير سلبي على حظوظ الفريق، لذلك كل المؤشرات تؤكد أن المهمة ستكون صعبة، لكن لا شيء مستحيل إذا حضرت العزيمة وآمن اتحاد طنجة بحظوظه.
البرنامج
الأحد 23 دجنبر 2018
عصبة أبطال إفريقيا (إياب الدور الأول)
بطنجة: الملعب الكبير: س16: اتحاد طنجة ـ شبيبة الساورة