• الخبز الإفريقي بلحم الضباء السوداء

• « آش غانديرو بعد سقطة سان بيدرو»؟

الفريق الوطني بعد الكان وفي أفق الكان، لذلك هو شعور مختلف ذلك الذي يراود عشاق الأسود هذه المرة، وهم يتجهون لخوض وديتين في غاية الأهمية وتمثلان انعطافة كبيرة في مسار ومشوار الركراكي ربانا.

في مثل هذه الفترة من العام المنصرم واجهنا البرازيل ملوك اللعبة في طنجة وكان يومها الأمر مختلفا، لأنها كانت مباراة ترضية وودية احتفالية بعد ملحمة المونديال وإليادة الثمامة. اليوم نواجه منتخبين أقل من حيث الجودة، لكن قيمة ودية أنغولا تتخطى كثيرا أبعاد وتجليات نزال البرازيل، الأمر الذي نعرض له مبرراته ومسبباته في الورقة التحليلية التالية..

• سقطة لوران بوكو

إختفلت التسميات والتوصيفات إلا أن الخطب كان واحدا، بين لوران بوكو أو سان بيدرو لا يهم توثيق مكان السقوط والإخفاق المدوي، طالما أن الأثر كان فادحا وكبيرا والجرح كان غائرا، وقد أخلف الركراكي وأسوده الوعد وعادوا بخفي حنين من ثاني الأدوار وليس تاليها أمام أولاد البافانا.

لذلك مثلت هذه السقطة نقطة تحول في تحديد الأهداف ورسم خارطة الطريق وطبيعة الخصوم والمنافسين، ومن مواجهة البرازيل التي جلبتها الجامعة في صيغة الهدية لأبطال المونديال، فرض سقوط كوت ديفوار العودة لجادة الصواب وأرض الواقع بمواجهة منتخب أفريقي مما اصطلح عليه وبلسان الناخب الوطني نفسه، وقد استعار منا في خرجته التلفزيونية بعد الكان الوصف ب«الخبز الأفريقي المر» ليستقر اختيار الجامعة على منتخبي أنغولا وموريتانيا، والمصادفة أن كليهما تواجدا في نفس المجموعة في الكان وصنعا الحدث بإخراج ثعالب الجزائر.

• إنعطافة التغيير

أيضا وفي صلب المقارنات التي نعرض لها بين الفترة نفسها من العام المنصرم والحالي، سنخلص لهول ما حدث، فبعد العودة من قطر إستقر الركراكي على ضم الفيلق نفسه الذي تواجد معه في المونديال ليواجه البرازيل بإسم الإستقرار والمكافأة لمجهودهم ولمنطق الجاهزية يومها. وأيضا مطابقة لقاعدة «فريق يتعملق لا يتغير».

اليوم الوضع مغاير تماما، بل هي أقوى انعطافة تحدث مع الركراكي منذ تقلد منصب الناخب الوطني، والدليل هي موجة بل تسونامي التغيير الذي أقدم عليه وهو يطيح ب 9 لاعبين دفعة واحدة من الذين حضروا الكان. الركراكي المشهور بفكره التقليدي الذي يتطرف ويتعصب له مرارا وهو قليل التغيير، وجد نفسه مرغما لا بطل اليوم ليغير نصف الفريق لو أننا تجردنا من عدم احتساب 3 حراس، فقد ظهر لنا «مول النية» وكأنه بصدد إحياء هذه النية والإنتصار لنبض الشارع الذي طالبه بالتخلص من عاطفته القاتلة والإنتصار لمعايير المنطق التي تتجاهل المصابين وتكافئ التنافسيين.

 • هدية دياز

كان الأمر شبيها بالفعل بتلقف وتلقي تلك الهدية، فلكم أن تتصوروا الفرق بين حضور دياز اليوم والهالة التي أحيط بها وعدم حضوره وكيف كان سيوضع الركراكي وحيدا مكشوفا بلا دراع راقي أمام جماهير أكادير؟ دياز هدية كونه امتص الكثير من الغضب الذي سطع بعد رجة إخفاق الكان، ولأنه أسهم في تلطيف الأجواء بقيمة الحضور والإضافة المرجوة والمرتقبة ولما سيطلع به من دور في محور هجوم الأسود الذي هو نقطة ضعف كبيرة.

لذلك ومنذ التفاوض على ضم دياز، ساد الإقتناع أنه مستقبلا سيصبح «دياز صاحب الرقم 10 والعشرة الآخرون». أي أن دياز ظفر وسيظفر بالرسمية ويتبقى من الآن فصاعدا تخمين من سيرافقونه داخل التشكيل.

وبما أن هجوم الفريق الوطني إرتبط ارتباطا وثيقا منذ قدوم الركراكي بالنصيري دون سواه، فإن استقدام وتأهيل نجم ريال مدريد يحيلنا وبداية من مواجهة منتخب الضباء السوداء على متابعة متغير كبير في هوية وخطة وشكل وتشكيل الفريق الوطني، لأن الجميع يأكلهم الفضول لمعرفة كيف وبأي توظيف سينيط الركراكي ظهور لاعب الميرنغي أمام أنغولا.

 • الخطة لم تعد واحدة

عكس السابق وخلافا لما قاله غونسالفيس مدرب أنغولا، المنتخب الذي واجهنا مرارا في السابق ولم يقو سوى مرة واحدة في رسم التفوق أمامنا، أنغولا التي عبرت دور المجموعات في الكان ب 7 نقاط بعدما فرملت الجزائر وقهرت موريتانيا وبوركينافاسو، وخسرت من الوصيف نيجيريا بهدف غادر للاعب كولمان، لذلك هو منتخب محفز بهذه الصورة في العرس الأفريقية مثلما هو جاهز ليواصل أفضليته أمام منتخبات شمال إفريقيا «مصر وديا والجزائر وموريتانيا في دور المجموعات».

عكس السابق لم يعد بمقدورنا الحديث عن الخطة الواحدة التي عودنا عليها الركراكي، لم يعد ممكنا الحديث عن تشكيله المونديالي في غمرة موجة التغيير التي أقدم عليها، وفي زحمة الوافدين الجدد بجودتهم العالية. خبز أنغولا وبعده خبز الكان في بلادنا بمشيئة الله تعالى، سيحرك فينا شغف الفضول لحدس التشكيل الذي سيظهر، وخاصة التملي بطلعة وطلة أخوماش، بن الصغير ودياز، ومعرفة موقف رياض ورحيمي من الإعراب، مثلما هي مباراة ودية في تصنيفها داخل بوابة الفيفا لكنها أكثر من ذلك في تقييم الركراكي الذي يسعى لتحسين معدله المتوسط في مواجهة منتخبات القارة السمراء.

• البرنامج

ـ الجمعة 22 مارس 2024 بأكادير: الملعب الكبير: الساعة 22: المغرب ـ أنغولا (مباراة ودية)