يبدأ الدفاع الحسني الجديدي رحلة مغامراته في المنافسات القارية بمواجهة خصم مغمور ومبني للمجهول داخل الخريطة الكروية للقارة السمراء إسمه نادي سبور بيساو بنفيكا بطل غينيا بيساو، وذلك في إطار ذهاب الدور التمهيدي لكأس عصبة الأبطال الإفريقية، وهي ثاني مشاركة للفريق الجديدي في مسابقة أمجد الكؤوس القارية، يسعى من خلالها فرسان دكالة إلى بلوغ أقصى المراحل الإقصائية وتدوين إسمهم في منافسات العصبة التي تمثل فرصة تاريخية لزملاء العميد يوسف أكردوم لرفع أسهمهم على الصعيد الإفريقي، وسيكون الدفاع الجديدي الذي قدر له أن يواجه للمرة الثانية في «الشومبيونز ليغ» بطل من غينيا بيساو، مطالبا مساء يوم السبت المقبل باستثمار عاملي الأرض والجمهور لتحقيق فوز مطمئن ييسر مأموريته في لقاء العودة بعد أقل من أسبوعين بالعاصمة بيساو، والحفاظ في نفس الوقت على عذرية شباكه، إن هو أراد تجنب متاعب الإياب وتقوية حظوظه في العبور إلى الدور الأول لعصبة الأبطال الإفريقية.     
خامس مشاركة قارية
يعود الدفاع الحسني الجديدي للتحليق من جديد في أجواء إفريقيا عبر بوابة منافسات عصبة الأبطال التي يشارك فيها للمرة الثانية في تاريخه، حيث سبق له أن سجل حضوره الأول في هاته المسابقة الكروية الأكثر إبهارا على صعيد القارة السمراء قبل ثماني سنوات رفقة المدرب جمال سلامي، وكان الفريق الدكالي إستهل مشواره وقتئذ بمواجهة نادي أس بالإنتاس بانسوا من غينيا بيساو الذي تعادل معه ذهابا بدون أهداف، وتفوق عليه في لقاء الإياب بملعب العبدي بهدفين نظيفين، قبل أن تتوقف مسيرة الفرسان في الدور الأول أمام الإتحاد الليبي بالضربات الترجيحية، كما شارك أيضا في كأس "الكاف" في موسمي 2011 و2014 وعاكسه الحظ في بلوغ دور المجموعات، وهذه خامس مشاركة قارية للدفاع الجديدي يطمح من خلالها هذا الأخير إلى البصم على حضور قوي ومتميز يضع من خلاله قطيعة مع زمن المشاركة من أجل المشاركة في المسابقات الخارجية التي تمثل فرصة للدكاليين لرفع أسهمهم قاريا.   
خصم مغمور 
قدر لفارس دكالة أن يواجه لثاني مرة في عصبة الأبطال الإفريقية خصما من غينيا بيساو، علما أنه سبق وأن قابل في موسم 2010/2009 في الدور التمهيدي أوس بالانتاس مانسوا، وقد وضعت القرعة هذا الموسم الدفاع وجها لوجه وفي ذات الدور مع بطل غينيا بيساو يدعى نادي سبور بيساو بنفيكا عميد الكرة بهذا البلد الذي يقع في غرب القارة السمراء، حيث يعود تأسيسه إلى الأربعينيات من القرن الماضي، وهو الأكثر تتويجا بالألقاب المحلية (11 للقب للبطولة، 8 كؤوس، ولقبين للكأس الممتازة)، كما سجل حضوره في المسابقات القارية في تسع مناسبات  على امتداد ثلاثين سنة، وكانت أولى مشاركاته الخارجية سنة 1978 وأقصي في الدور الأول، تماما كما هو الشأن في باقي تجاربه السابقة التي عاكسه الحظ في تجاوز الإقصائيات التمهيدية سواء في عصبة الأبطال الإفريقية أو كأس "الكاف"، وسبق لنسور بيساو أن خسروا باعتذار أمام النادي القنيطري سنة 1983 بسبب الأزمة المادية التي كان يتخبط فيها الفريق الأحمر والأبيض وقتئذ لضعف موارده التي تحسنت مع تحمل رجل أعمال برتغالي مقاليد رئاسة النادي ، حيث يتطلع هذه السنة إلى تخطي على الأقل عقبة الدور الأول من هاته المسابقة القارية، سيما وأنه يضم في صفوفه لاعبين دوليين يشكلون العمود الفقري لمنتخب «الثعالب» لقب منتخب غينيا بيساو، مما يفرض على الدكاليين توخي الحيطة والحذر في لقاء الذهاب تفاديا لأية مفاجأة من نادي سبور بيساو بنفيكا الذي يبقى على الورق خصما مجهولا كرويا وإسما نكرة داخل القارة السمراء، لكنه قد يخلق بعض المتاعب للدفاع كما فعلت أندية مغمورة أمام نظيرتها المغربية. 
الصقور جاهزون للتحليق
بالموازاة مع التحضير لمرحلة الإياب من البطولة الوطنية الاحترافية، أعد الدفاع الحسني الجديدي العدة لعصبة الأبطال الإفريقية التي تتطلب تحضيرا على أعلى مستوى، لأنها تضم أقوى الأندية على الصعيد القاري، حيث عزز الفريق الدكالي صفوفه بلاعبين ذوي نزعة هجومية، ويتعلق الأمر بهداف أولمبيك الدشيرة والقسم الثاني الحسين خوخوش، والفتى المدلل للسد القطري حمزة الصنهاجي، وذلك بتوصية من المدرب عبد الرحيم طاليب الذي يراهن على الوافدين الجديدين لإنعاش جبهة الهجوم ومن ثمة توسيع قاعدة إختياراته داخل النادي في مسابقة خارجية تتطلب رصيدا بشريا قويا، كما سطر برنامجا إعداديا متكاملا ومكثفا يروم بالأساس الرفع من منسوب اللياقة البدنية للاعبين، خاصة أولئك الذين يشكون من نقص في هذا الجانب، وتصحيح بعض الإختلالات التكتيكية التي برزت داخل الفريق في بعض مباريات الذهاب، وكذلك تمكين العناصر الجديدية من إسترجاع لياقتها التنافسية وجاهزيتها من خلال برمجة دقيقة ومضبوطة للمحكات الودية التي خاضها الدفاع ضد أندية وطنية من مختلف الأقسام مكنت الربان الدكالي من الوقوف على المستوى العام للفرسان.  
الفوز عز الطلب لتجنب متاعب الإياب
وجد الطاقم التقني لفارس دكالة صعوبة كبيرة في الحصول على معلومات كافية ومحينة حول منافسه نادي سبور بيساو بنفيكا الذي يتصدر حاليا البطولة المحلية بعد مضي سبع دورات مناصفة مع غريمه إيديب برصيد 12 نقطة، صحيح أن خصم الدفاع في دور ال32 لمنافسات العصبة الإفريقية  على الورق ليس بالمنافس القوي الذي بمقدوره إزعاج الجديديين، لإفتقاده إلى الخبرة الكافية في المنافسات القارية، لكن نسور غينيا بيساو سيحضرون إلى الجديدة للدفاع عن كبريائهم وسيتسلحون بروح التحدي وصلابة الإرادة لترويض صقور دكالة بملعب العبدي، وهي أمور بكل تأكيد وضعها الفريق الجديدي في الحسبان، مما يفرض عليه أولا عدم الإستهانة بنظيره الغيني حتى لا يقع في المحظور، وتحقيق نتيجة الفوز بحصة مطمئنة تفاديا لأية مفاجأة في لقاء العودة بملعب لينو كوريا بالعاصمة بيساو المقرر يوم 21 فبراير الجاري، ورغم حرمان الفرسان من خدمات الوافدين الجديدين خوخوش والصنهاجي في مباراة الذهاب لعدم تقييدهما في الآجال القانونية في لائحة "لكاف"، فإن ذلك لن يؤثر على هجوم الدفاع في ظل تواجد مهاجمين يصنعون الفارق داخل الكثيبة الدكالية بما في ذلك الهداف حميد أحداد الذي إستعاد عافيته وجاهزيته، وسيكون حاضرا في مباراة السبت المقبل التي يراهن فيها أصدقاء العميد أكردوم على الحضور الجماهيري لاصطياد نسور غينيا بيساو، وتعبيد الطريق إلى الدور الموالي لمسابقة أمجد الكؤوس الإفريقية للأندية.