نموذج للاعب الخلوق والملتزم، ونموذج للاعب المحلي الحقيقي الذي ينبغي أن يكون قدوة لمساره اللاعب وللعصامية التي شق بها طريقه ولصموده كل هذه السنوات التي تقارب العقد من الزمن ممارسا خارج المغرب يعكس انضباطا ويختزل تضحيات عصام العدوة.
خلال الصيف الحالي اتخذ قرارا حاسما قال أنه مثل له تحديا هو رفض عروض خليجية والعودة لأوروبا.

ــ بين كل التجارب التي مررت منها، أي تجربة أكثر رسوخا في الذاكرة؟
عصام العدوة: لا توجد فوارق كل تجربة تكمل الأخرى وأنا راض ليس على ما قدمت للفرق التي لعبت لها، وإنما على الإرث الذي تركته خلفي والصورة اللامعة للاعب المحلي المغربي.
الحمد لله في كل البطولات كان هناك توفيق ولا توجد مفاضلة وكل البطولات عرفتني على ما ينقصني وعززت الرصيد والخبرة.

ــ ما هي البطولة التي تمنى عصام أن يلعب بها ولم يتحقق بعد هذا الحلم؟
عصام العدوة: قبل سنوات عرض علي أحد وكلاء أعمال اللاعبين اللعب في أنجلترا، للأسف لم أكن أتوفر على رخصة العمل ولا عدد المباريات الدولية الكافي.
اليوم أنا أحلم باللعب في هذه البطولة لأني واثق من النجاح فيها، أرى أنها تلائم كثيرا إمكانياتي وتطابقها بشكل كبير ولم أستسلم بعد وسأواصل التحدي لغاية كسب هذا الرهان الكبير والذي ليس مستحيلا على كل حال.

ــ عدد من اللاعبين المغاربة يغادرون أوروبا تباعا ويلتحقون بالخليج، ما تعليقك على الخطوة؟
عصام العدوة: كل لاعب حر في اختياراته وهو مسؤول عنها وهناك أسرار تتحكم في كل خطوة وأرفض الدخول في التفاصيل كي لا يفهم الأمر خطأ.
لكني قلت لك أن البطولات في تلك المنطقة تطورت وارتفع المستوى، ولم يعد ممكنا أن ننظر لهذه البطولات بنفس نظرة الماضي، الأمور تغيرت.

ــ راجت أخبار عن تلقيك عرض بضعف العرض البرتغالي 3 مرات من الخليج وفضلت ديبورتيفو أفيس؟
عصام العدوة: لم تكن المادة ولا المال في يوم من الأيام شغلي الشاغل ولا غايتي في الحياة ولا تثيرني أطماعها.
هذا صحيح وهناك أمور أخرى كانت سببا في العودة للبرتغال ولهذا الفريق تحديدا، كون أحد المستثمرين فيه تربطني به علاقة قوية وهو صيني وكان له فضل في انتقالي للعب في "شان ليفان" بالصين، إضافة لأمور أخرى أؤجل الكشف عنها لوقت لاحق.

ــ معنى هذا أن العودة للخليج بعد تجربتي الكويت والإمارات أصبحت منتهية؟
عصام العدوة: أنا لم أقل هذا، قلت أني وجدت نفسي في الظرف الحالي ملزما بالعودة لأوروبا لأسباب تحدثت عنها وعرضتها لك.
اللعب في أوروبا ليس سهلا ولا هينا والدليل عدد اللاعبين المغاربة الذين يغادرون البطولة نهاية كل موسم للعب هناك.
السعودية وقطر والإمارات وغيرها بطولات محترمة جدا، وهناك فرقا تضاهي إمكانياتها فرقا عالمية وكل شيء سيكون في حينه ومن يدري ما قد يحدث مستقبلا، لأن كل شيء مرتبط بقوة العروض ومشاريع الفرق إضافة لمخططات اللاعب.

ــ وماذا عن البطولة الوطنية راج إسمك وتم ربطه بفرق منها الوداد، هل لك أن تكشف الحقيقة والتفاصيل؟
عصام العدوة: الحمد لله مازلت حيا أرزق والكذب يكون على الأموات لأني تابعت ما راج يومها، وأؤكد أني لم أتفاوض مع أي فريق ومنهم الوداد ولا علم لي بتفاصيل أي عرض، ومخطط العودة للبطولة غير مطروح على الإطلاق ولا علم لي من هو مروج الحكاية ومع من استشار.
الوداد هو فريق القلب والروح والأصل، فضله كبير علي وجمهوره محترم، وإن أسعفني الحظ وواصلت اللعب فأتمنى أن أكتب آخر أسطر الممارسة مع هذا الفريق.
ومع ذلك أؤكد لك أني سأواصل اللعب إن شاء الله لما بعد الأربعين وهذا تحد كبير سأحاول بلوغه وما زلت أرى نفسي قادرا على اللعب على أعلى المستويات لفترة طويلة.

ــ غادرت الفريق الوطني بطريقة لم تكن تليق بك ولا بما قدمت ولا حتى بأخلاقك، هل ما زال الجرح نفسه؟
عصام العدوة: إن كان جرحا كما تسميه فبسبب الطريقة التي تم بها والتي لم أكن أستحقها، من حق أي مدرب أن يختار من يريد لكن وفق معايير تقنية وتكتيكية وليس غيرها.
لا أحد يملك تجريدي من انتمائي للمنتخب الوطني في كثير من الفترات ولا أحد بمقدوره أن ينزع عني حبي لوطني وبلادي. لذلك وضعت خلف ظهري كل هذا الماضي، أناصر المنتخب كأي مغربي وفخور بما قدمت.
حضرت لمعسكرات وأنا مريض ولعبت ضدا على رغبة مسؤولي فرق أوروبية ودخلت في خلافات مع مدربين لأندية رفضوا إلتحاقي بالأسود، ولم أحسب هذا صدقة، بل هو واجب ونفس الواجب يلزمني لأقول لك أني رهن إشارة النداء متى طلب مني ذلكّ.

ــ في كلمة مفتوحة أود منك أن تتوجه للجمهور بكلمة تقدم من خلالها تحدياتك المقبلة والمشاريع التي خططت لها؟
عصام العدوة: أتمنى أن أكون أول لاعب يغادر البطولة ويلعب في الإحتراف خارجها لأكثر من 16 سنة، لا أعتقد أن لاعبا فعل هذا من قبل بعدما تخرج من البطولة.
لقد لعبت حافي القدمين واستعرت الأحذية وناضلت وأنا اليوم لاعب محترف، وأحمد الله على وصلته أتذكر أني لما غادرت المغرب عن سن 22 سنة وتركت الوداد للعب في فرنسا خرج البعض ليقولون عني أني أقدمت على خطوة انتحارية وعلي أن أبقي ملابسي في "الصاك" لأني سأعود سريعا.
خلال كل عطلة ألتقي هؤلاء وأرى في عيونهم نظرة الهزيمة وأشعر بنشوة الإنتصار وربح الرهان وهي نفس النشوة التي أشعر بها بعد عودتي لأوروبا.