تحت شعار «الفوز لضمان العبور لمربع الكبار» يستقبل الوداد البيضاوي اليوم الجمعة بميدانه ضيفه وفاق سطيف الجزائري برسم إياب ربع نهائي عصبة الأبطال الإفريقية، لا خيار أمام الفرسان سوى الفوز بأكثر من هدف للإستمرار في قلب المنافسة والدفاع عن لقبهم القاري، المباراة لن تكون سهلة أمام خصم عرف كيف يفوز بهدف نظيف بميدانه، وسيأتي من دون شك للدفاع بكل استماتة عن هذا السبق الرقمي، الفريق الأحمر سبق أن مر بنفس الظروف في النسخة السابقة واستطاع تجاوزها بالعزيمة والإصرار وكذا بدعم جماهيره الوفية التي ستكون حاضرة بقوة كعادتها لمساندة اللاعبين والضغط على الخصم.
طي صفحة الذهاب
صحيح أن الفريق الأحمر خسر نزاله بملعب 8 ماي بسطيف بهدف نظيف، لكنه لم يخسر الحرب بعد، باعتبار أن هناك شوطا ثانيا في الإنتظار يوم غد بمركب محمد الخامس، في الذهاب كان الوداد سيئا في أغلب لحظات الشوط الأول،لكنه أظهر رد فعل إيجابي خاصة في الشوط الثاني حيث كان الأفضل و صاحب المبادرة،و كان يحتاج فقط لقليل من الحظ وللتركيز والفعالية في الثلث الأخير من الملعب للعودة بنتيجة أفضل من تلك الهزيمة الصغيرة، من دون شك فإن العناصر الودادية قد تجاوزت مخلفات تلك النتيجة السلبية وطوت صفحة تلك المباراة، وكل التركيز حاليا على مباراة الإياب، والطريقة التي يمكن بها التفوق على الخصم بأكثر من هدف واحد، دون قبول شباكهم لأي هدف.
الريمونتادا تخصص الوداد
سبق للوداد أن مر بنفس الظروف بل بظروف أصعب، لكنه استطاع دائما تجاوز مثل هذه الهزائم والعودة بكل قوة في مباريات الإياب، وحصل هذا في النسخة السابقة حين أسقط حامل اللقب صنداونز الجنوب إفريقي من دور الربع بالرغم من الهزيمة بهدف نظيف خارج الميدان، بل إن الجميع يتذكر الريمونتادا التاريخية قبل موسمين أمام الزمالك المصري بعد الهزيمة الثقيلة في الذهاب برباعية نظيفة، وهذه الملحمة هي التي يجب استحضارها يوم غد، باعتبار أن الفوز لا يتأتى إلا بالعزيمة والإصرار والتحدي، كما أن "الغرينتا" تحتاج كذلك للحماس، وللفعالية على مستوى الهجوم.
الخصم لا يخيف
بالرغم من الفوز الذي حققه في الذهاب بميدانه بهدف نظيف فإن فريق الوفاق لم يكن الطرف الأقوى في المباراة، كما لم يستطع مسايرة الإيقاع الذي فرضه الوداد في الشوط الثاني من المباراة.
صحيح أنه سجل هدفا، وهذا هو الأهم في مثل هذه المباريات بغض النظر عن الأداء، لكن الفريق الجزائري لم يظهر بتلك الشخصية القوية التي تمكنه من التفوق على الوداد، خاصة حين يكون الفرسان في الفورمة، وفي كامل الجاهزية من الناحية البدنية.
ومن جانب آخر فقد أوضحت مباراة الذهاب بعض نقط الضعف التي يشكو منها الفريق السطايفي والتي يمكن لعناصر الوداد استغلالها لحسم المباراة لصالحهم.
فرصة للمصالحة
الجماهير الودادية لم تكن راضية على النتائج ولا الأداء الذي قدمه الفريق في المباريات الأخيرة، بل إن بعض العناصر تراجع مستواها بشكل كبير ولم تقدم ما كان منتظرا منها، وتفاجأ الجميع للمستوى الكارثي الذي ظهرت به في الشوط الأول بسطيف، وهذه فرصة بالنسبة للفرسان من أجل المصالحة مع جماهيرهم التي ستكون حاضرة بقوة لمساندتهم، والظهور بمستواهم الحقيقي الذي عهدناه وتأكيد استحقاقهم الدفاع عن قميص وداد الأمة.
لا عذر للسكتيوي
البعض شكك في قدرة المدرب السكتيوي على قيادة فريق كبير من حجم الوداد البيضاوي، خاصة بعد تعرضه لهزيمتين خارج القواعد أمام كل من أسفي وسطيف، بالرغم من توفره على ترسانة مهمة من اللاعبين المتميزين، وباعتبار أن المباراة ستقام داخل القواعد وبعد التعرف أكثر على الفريق المنافس، لم يعد هناك أي عذر أمام المدرب السكتيوي، حيث يتوجب عليه الرد بالطريقة المناسبة على كل المنتقدين والمشككين، وتأكيد ذلك بتبني اللعب الهجومي الذي ميز الفترة التي قضاها رفقة الحسنية، لكن دون التفريط كذلك في الجانب الدفاعي.
الإنتباه للجزئيات
مثل هذه المباريات الكبيرة يجب أن تربح، بغض النظر عن الأداء، وهذا ما سيحاول الفريق السطايفي التركيز عليه باعتبار أنه يتوفر على امتياز الهدف، وكما استغل الخطأ الذي ارتكبه دفاع الوداد في الذهاب فبإمكان الفريق الأحمر كذلك استغلال الأخطاء التي سترتكب طيلة شوطي المباراة، وهذه هي الجزئيات التي يجب التركيز عليها بالنسبة لخط الهجوم، مع الإنتباه وتوخي الحذر بالنسبة لخط الدفاع وتفادي السقوط في الأخطاء التي قد تكلف الفريق غاليا، وهنا يجب حضور التوازن بين الخطوط خاصة في ظل توفر الفريق السطايفي على ثلاثي هجومي خطير يجيد المضادات السريعة، ونخص بالذكر جابو، جحنيط وبوقلمونة.
سلاح الجماهير
ينتظر أن تجرى المباراة أمام شبابيك مغلقة باعتبار أهميتها ووعي الجماهير الودادية بالدور الذي يمكن أن تلعبه في مثل هذه المواقف، حيث كانت وراء تتويج الفريق بالنسخة السابقة من العصبة، إذ اعتبر مركب محمد الخامس مقبرة الأندية الكبيرة، والدليل أن الفريق الأحمر حقق العلامة الكاملة في كل المباريات التي خاضها في هذه النسخة بميدانه، بل إنه يقترب من الرقم القياسي من حيث الإنتصارات المتتالية داخل القواعد في هذه المسابقات الإفريقية برصيد 15 فوزا، والجميع سيكون يوم غد وراء وداد الأمة بالضغط القوي على الخصم طيلة 90 دقيقة، ودفع اللاعبين نحو الشباك، وهذا هو الشعار، حتى يتحقق النصر والتأهل للمرة الثالثة على التوالي للمربع الذهبي.
وفي الختام نقول بأن مثل هذه المباريات وبغض النظر عن الجوانب الفنية والبدنية والتكتيكية، فإن هذه القمة المغاربية تحتاج لكوموندو ولرجال داخل رقعة الملعب، وهذا ما ننتظره من الفرسان.
البرنامج
الجمعة 21 شتنبر 2018
إياب ربع نهائي عصبة الأبطال
الدار البيضاء: مركب محمد الخامس: س20: الوداد البيضاوي ـ وفاق سطيف الجزائري