يدخل ممثلو الكرة المغربية الأربعة نهاية الأسبوع الحالي، في تحد جديد على المستوى الإفريقي عندما يخوضون مباريات الإياب، حيث سيدافع كل طرف على حظوظه، وطموحاته للتأهل لدور المجموعات، ففي عصبة أبطال إفريقيا، يستضيف الجيش خصمه نجم الساحل التونسي، من جانبه يستقبل الوداد هافيا كوناكري الغاني، وفي كأس الكونفدرالية يرحل  الفتح لمواجهة إتحاد العاصمة الجزائري، بينما يواجه نهضة بركان ضيفه بيندل النيجيري.  

• 4/4
يبقى الهاجس الذي يراود الكرة المغربية في النسخة الإفريقية لهذا الموسم هو عبور الفرسان الأربعة لدور المجموعات، وبالتالي ضمان مشاركة مكثفة للكرة المغربية في ذلك الدور، إذ كلما كان العدد مرتفعا كلما إرتفعت أيضا نسبة النجاح والحضور في الأدوار  المتقدمة. 
والواقع أن الكرة المغربية عاشت طفرة إفريقية مهمة في السنوات الأخيرة، حيث وضعت الأندية المغربية بصمتها في الأدوار النهائية بدليل أن الكرة المغربية كانت حاضرة على منصات التتوبج أو في النهايات كما هو الشأن بالنسبة للرجاء ونهضة بركان في كأس الكونفدرالية الإفريقية، والوداد في كأس عصبة أبطال إفريقيا الذي لعب النهائي في النسخة السابقة وفاز باللقب في النسخة التي قبلها. 

• إستعداد وتدبير
أكثر ما كان يقض مضجع الأندية المغربية وهي تشارك في المنافسات الإفريقية، هو سوء تدبير المرحلة التي تسبق مشاركتها، ذلك أن أنديتنا كانت تسقط في فخ غياب الإستعداد المعقلن من جميع المستويات، البشرية والمادية والتقنية، وهو ما كان يؤثر على مشاركتها والنتيجة خروج مبكر من المسابقات. 
لكن  أنديتنا استوعبت الدرس جيدا من السنوات السابقة، وعادت بقوة للواجهة وعرفت أن زمن الصدفة قد ولى، وأن النجاحات أصبحت مقترنة بالتخطيط الجيد بعيدا عن الإرتجالية وفق أيضا للطريق الذي  تسير عليه جامعة  الكرة، خاصة مع  المنافسات الإفريقية بتضاريسها الوعرة وصعوبة أنديتها ومع التطور الحاصل في الكرة الإفريقية، كل ذلك كان يفرض على الأندية الإستعداد الجيد وحسن التوفيق بين المشاركة المحلية والقارية..

• الوداد بكل الحظوظ
يملك الوداد في جعبته تعادلا مهما أمام هافيا كوناكري الغيني بهدف لمثله، وهو التعادل لذي يسمح للفريق البيضاوي أن تكون حظوظه قوية للتأهل لدور المجموعات، ويبقى هذا الفريق من الأندية التي لها خبرات وتجارب كبيرة في المنافسة الإفريقية، وأصبح متعودا على حضور الأدوار المتقدمة بل الصعود لمنصة التتويج بدليل أنه فاز باللقب في النسخة قبل الماضية، ولعب النهائي في الموسم الماضي، لذلك ستمكنهه هذه التجارب استغلال الفرص، خاصة أن له أيضا التركيبة البشرية لمواجهة الخصم دون استثناء وخاصة عامل الإستقبال. 
ورغم أنه  ساد بعض القلق على أداء الفريق في البطولة وربما نوعا من الضغط على المدرب عادل رمزي لكن الوداد سيدافع على كل حظوظه وعدم تضييع الفرصة أمام جمهوره. 

• الجيش والمهمة الملغومة
يبدو أن مهمة الجيش لن تكون سهلة من أجل التأهل وعبور ضيفه نجم الساحل التونسي لعدة اعتبارات، أهمها خسارته في الذهاب بهدف للاشيء، وكذا لقيمة الضيف وخبرته دون استثناء، ونحن نعرف قوة الكرة التونسية خاصة عندما يتعلق الأمر بالمواجهات التي تجرى خارج القلاع. 
ورغم أن الجيش خسر في مباراة الذهاب لكنه قدم مستوى جيد، وكانت هزيمته ساذجة، وتبقى تلك السقطة درسا مهما للجيش الذي وقع على انطلاقة جيدة في الموسم، سواء في البطولة حيث حقق فوزين على شباب المحمدية، ونهضة الزمامرة وتعادل مع الرجاء، في إشارة إلى استعداده الجيد، حيث  تعرض في مباراة النجم للخسارة الأولى في الموسم وهو الذي تجاوز في الدور التمهيدي أسكو الطوغولي بفوزه ذهابا بهدف للاشيء وفوزه وإيابا ب 7 ـ 0. 
ويشكو المدرب نصر الدين النابي خاصة من النجاعة الهجومية التي تحدث عليها، وأكد أنه سيحاَول تطويرها خاصة وأن عبور النجم يمر عبر التسجيل.

• فرصة نهضة بركان 
لا يريد نهضة بركان تضييع الفرصة التي بين يديه عندما يستقبل بيندل النيجيري، حيث تعادل معه بهدف لمثله، وهي النتيجة التي عاد بها رغم الظروف الصعبة التي جرت فيها مباراة الذهاب خاصة على مستوى أرضية الملعب والأمطار العزيزة التي هطلت. 
وتبدو الظروف مواتية ليحجز البركانيون بطاقة التأهل خاصة مع المستوى الجيد الذي ظهر به الفريق في بداية الموسم وكذا توفره على تركيبة بشرية غنية بمجموعة من اللاعبين المجربين. 
ولا نعتقد أن نهضة بركان سيتساهل مع خصه في المباراة خاصة أنه استفاد من  اختيار الموسم عندما فشل في التأهل لدور المجموعات، لذلك لا يريد أن يلدغ من نفس الجحر، لذلك يبقى مصمما مع مدربه أمين الكرمة على التأهل، خاصة أن كل لاعبيه جاهزون ولا يشكو الفريق من أي غياب وهي خطوة ستخدم كثيرا الطاقم التقني. 

• الفتح والبطل 
يحسب للفتح أنه واجه إتحاد العاصمة بحماس كبير واستطاع تعديل النتيجة وتفادي الهزيمة وإنهاء المباراة بالتعادل بهدف لمثله، وتبقى النتيجة إيجابية بالنظر إلى أن الفريق الرباطي كان متأخرا في النتيجة ناهيك أنه واجه فريقا مجربا ومتمرسا ويحمل أيضا ثوب البطل بحكم أنه فاز باللقب في النسخة السابقة، والأكثر من هنا أنه سيخوض أيضا مباراة الإياب مثلما كان في الذهاب بثقة ومنتشيا بالفوز الثمين بكأس السوبر الإفريقية على حساب فريق من قيمة الأهلي المصري. 
وربما يواجه الفتح أصعب اختبار في هذه الدور مقارنة بباقي الأندية المغربية المشاركة، على أن الشيء المهم مثلما أكد مدربه جمال السلامي بعد مباراة الذهاب أن لاعبيه سيخوضون المباراة دون مخاوف بل سيكونون متحررين من أي ضغط.