العلامة الكاملة خلطتها شاملة

يضع المنتخب الوطني مواجهته لفهود الكونغو اليوم الأحد المقبل بمشيئة الله تعالى ضمن المنزلة المستحقة لها، بعدما عبر جسر تنزانيا مثلما جرى التخطيط له ورهان الركراكي واضح ومعبور في أن يكرر ما فعله هيرفي رونار في دورة مصر لما حسم تفاصيل صدارته بالعلامة الكاملة.
وعكس حسابات الفرنسي دوسابر، و المطالب ببذل مجهود مضاعف أمام الأسود وهو الموقف بجحيم «الطايفا» الذي ينتظره رهان الأسود كبير على حسم التأهل عبر بوابة الفهود وبأقل مجهود بعد ثلاثية الطايفا الرائعة..

إستثناء محور الشمال
فرض الفريق الوطني نفسه ضمن خانة الإستثناء دونا عن منتخبات شمال أفريقيا، بعدما كسر اللعنة التي لازمتهم بفشل الفرسان الأربعة في معانقة النصر ليكون أصحاب النجمة الخماسية هو الخامس الإستثنائي الذي فاز وبثلاثية مبهرة.
خاض الأسود مباراة الطايفا مثقلون بطوق من الضغوطات، وقد راقبوا الإستعصاء المزمن  لمنتخبات هذا المحور، مثلما كان طوق ضغوطات الطقس والرطوبة جاثما علي الأنفاس بشدة، لذلك بعدما أنجز المطلوب بلتجيم عمروش بما كان لائقا بهرطقاته وتجاوزاته،  فإن الدور هذه المرة هو قضم الفهود المعولون على جعلها مباراة عمرهم مثلما قال دوسابر ومثلما خمن المدرب الفرنسي قبل الموقعة الخارقة التي تنتظره.
تأتي مواجهة الأسود والفهود متوسطة برنامج دور المجموعات ومعها تختلف الحسابات، الفريق الوطني يعلم أن النزال الأصعب هو المتبقي أمام زامبيا، بينما يرى المنافس أن عبور هذا المطب ولو بالتعادل سيقوده لتدبير النزال المتبقي أمام الطايفا صاحب القبعة المتدنية بالمجموعة بما يفرضه حسم التأهل من جدية، ولنا أن نستحضر هنا أن النزال سيلعب وكأنه على المرجل وفوهة بركان لأنه سيلعب فترة الظهيرة بكتلة الحر وخاصة الرطوبة المرهقتان للاعبين.
مباراة العبور
بهكذا شكل ينظر إلبها وليد الركراكي بعدما استهل الفريق الوطني مشوار دور المجموعات بانتصار أمام تنزانيا ويأمل أن يواصل على نفس النهج حين يلاقي فهود الفرنسي دوسابر العارف جيدا بالخصوصيات واللاعب المغربي بعدما مر من الوداد، وهو الذي دأب حتى في الفترات التي كان خلالها متفرغا لا يشرف على أي ناد أو منتخب على حضور مباريات البطولة والأسود.
الفوز يعني حسم تفاصيل التأهل مبكرا من الأسود، ويعني التدبير الهادئ والسلس والأريحي لبقية المشوار مع التحكم في مقود المجموعة لاحقا، والبقاء في سان بيدرو بتثبيت الصدارة وفق ما هو مخطط له.
بينما الجانب الكونغولي بدوره له حساباته وله خططه التي يرغب عبرها ومن خلالها أن لا يكون ذلك الجير السهل العبور للفريق الوطني، وقد كان دوسابر صريحا في تصريحاته بإقراره أنها مواجهة تعني له الكثير.
حسابات عالقة
ولعل آخر الحسابات والمباريات المحمولة على طابعها الرسمي تلك التي جمعتنا بهذا المنتخب في ملحق التأهل لمونديال قطر، وقد كان الأرجنتيني هيكتور كوبر هو من يشرف على عارضة الفهود التقنية.
إنتهت مباراة ملعب الشهداء بالتعادل 1ـ1 وقد أهدرنا ضربة جزاء بواسطة ريان مايي واكتسحناهم إيابا تحت رذاذ المطر مع الرأفة في مركب محمد الخامس ب 4 ـ 1 في مباراة لمع فيها نجم اللاعبين أوناحي وتيسودالي والكعبي بأهداف في غاية الروعة، بينما سجل الرجاوي السابق بين مالانغو للكونغو.
هذا هو حساب الكونغوليين الموثق في دفترهم تجاهنا، بينما على مستوى الكان، الفهود أكثر شراسة وقد أطاحوا بنا في افتتاح نسخة الغابون 2017 على نحو غريب في ملعب أوييم بهدف هيرفي كاذجي بانانغا في مرمى المحمدي.
أية توليفة للقمة؟
أسهبنا كثيرا في استحضار وقراءة فكر ونوايا الناخب الوطني، إسهاب بلغ حد استباق ما قد تحمله أجندته بنسبة دقيقة جدا وكل ذلك مستند لسوابق الربان الذي لا يغير إلا عند الضرورات القصوى.
لذلك وعطفا على ما سبق وعلى ما تفرج عن مباريات دور المجموعات في المونديال، يمكن التخمين أيضا هذه المرة أن الأسود سيكررون نفس الظهور التقليدي بنفس الوجوه  المعروفة و المألوفة.
بقي لنا أن نترقب جديد عطية الله، لأنه لا يليق بفريق مونديالي أن يرقع في رواقه الأيسر، وما إن ان الركراكي قد اقتنع بما قدمه أوناحي مع أملاح أمام تنزانيا، إذ ظهر الوسط مفتقدا للأبداع والحلول أتت من زياش على الأطراف إضافة لدور الزلزولي، وما إن كان سيواصل القبض على الرسمية؟
وأيا كانت التوليفة فإنها في مطلق الأحوال لن تأتي مغايرة للتوقعات، إلا في روتوشات قد يفرضها منطق التدوير، والغاية بطبيعة الحال تأمين العبور بالسهل الممتنع وبأخف الأضرار ومواصلة اللحاق بالخلطة الشاملة بالعلامة الكاملة.
< البرنامج
< الأحد 21 يناير 2024
ملعب لوران بوكو: س15: المغرب ـ الكونغود د. (المجموعة 6)
ملعب: لوران بوكو: س18: زامبيا ـ تانزانيا (المجموعة 6)