كنا ننتظر من الفريق الوطني، أن يحقق من مباراته الثالثة والأخيرة أمام منتخب زامبيا، ما كنا نراها مكاسب في غاية الأهمية، التأهل للدور ثمن النهائي كمتصدر المجموعة، وكان المعبر الآمن لتلك الغاية، الفوز على المنتخب الزامبي، وحماية اللاعبين المنذرين وبخاصة منهم العميد سايس ورجل الوسط أملاح والمايسترو حكيم زياش، مما قد يحول دون حضورهم مباراة الدور ثمن النهائي.

لكن أكثر ما كنا متشوقين ومتحمسين لرؤيته، أن يؤكد الفريق الوطني لكل الذين شككوا في جاهزيته للمعارك الكروية الإفريقية، بعد الأداء المترهل أمام فهود الكونغو الديموقراطية، أن ذاك كان عارضا تحكمه مؤثرات خارجية.
لم يقبل منا الكثيرون، أن نمعن في ربط التعادل "المرفوض" أمام فهود الكونغو، بالطقس الحار والمشبع بالرطوبة الذي طبع مباراة تقام في فترة الزوال، فجاءت مباراة زامبيا لتؤكد أن الفريق الوطني، أن ما لجمه وكبله وأتلف الكثير من مقوماته، المناخ الذي غلف مباراة الكونغو، وكل شيء يقول أن لاعبينا هم الأكثر تأثرا بهذا العامل المناخي.
إهتدى وليد الركراكي لأفضل تشكيل ممكن وهو يريح العميد سايس، سليم أملاح ويوسف النصيري ليستبدلهم تواليا بيونس عبد الحميد، إسماعيل الصيباري وأيوب الكعبي، ويقرر أيضا إعادة يحيى عطية الله للرواق الأيسر، فلم تتأثر منظومة اللعب، وأبدا لم نشعر بأن من حلوا بدلاء أخلفوا الموعد، وبأن وليد أسس لائحة 27 لاعبا على معطيات موضوعية لا تترك سوى هامش بسيط للذاتية، التي لا يمكن أبدا أن نسقطها عن أي مدرب.
أمام زامبيا، في توقيت رحيم بالأسود، قدم الفريق الوطني على غرار ما فعل أمام تنزانيا، الدليل على أن الترشيحات التي وضعته من البداية سيدا للمجموعة لم تخطئ، ذلك أن الفريق الوطني فرض على المباراة أسلوبه وإيقاعه، وحتى عندما ترك الكرة للزامبيين خلال الجولة الثانية، فعل ذلك عن عمد، لأنه يستحيل عليه القبض على المباراة من ألفها إلى يائها.

فاز الفريق الوطني إذا بهدف الحكيم، وكان بالإمكان أن تزيد حصة الفوز عن هدف لو أن مهاجمينا أحسنوا التعامل مع عديد الفرص السانحة، وتلك معضلة أزلية، لتتحقق إذا كل المكاسب، ويصبح لزاما التفكير من الآن في شحذ العتاد لإسقاط الأولاد في دور الثمن، وستكون المرة الأولى التي سنفعل فيها ذلك بمشيئة الله.