ماذا لو كان الوداد قد نهج وسلك مبدأ الحكامة في تدبير هذه الملفات؟ ألم يكن سيوفر ملايير راحت هدرا وورطت الوداد مرارا في موانع فرضتها الفيفا عليه في سوق التعاقدات والميركاطو من خلال "الفيطو" الشهير؟ هل يعقل أن مدربا درب الوداد لشهر واحد ينال مليارا هو ومساعده؟ هل يعقل أن يعود جيبور للوداد ودون أن يلعب يغادر ويبتلع نصف مليار؟ وهل معقول أن مسوفا وبابا توندي تحصلا على أكثر من مليار بعدما عرضا تسوية لينالا أقل من ذلك بكثير تم رفضها بحسب إفادتهما؟

• ملخص الهدر بالأرقام

نعم فقد خسر الوداد بحسب ما تسرب عن التقرير المالي ما فاق 5 مليار و300مليون سنتيم، وهي نزاعات قضت بها الهيأة السويسرية، دون الخوض في تفاصيل النزاعات المحلية التي فصلت فيها غرفة نزاعات الجامعة.

خسائر الوداد المالية تنوعت ووزعت بين مدربين ولاعبين، وفي سياق عرض ما غنمه الربابنة يكفي الإستدلال على واقعتي الحسين عموتا، بعدما ألزمت "الطاس" الوداد الرياضي بتسديد مبلغ 620 مليون سنتيم للمدرب السابق للمنتخب الوطني المحلي والأولمبي، إضافة لتحمل مصاريف التقاضي، في وقت كانت مصادر قد تحدثت عن عرض المدرب عبر عديد الوساطات تسوية ودية رفضت عبر أكثر من متداخل.

وارتباطا بوضع المدربين، فقد كانت الضربة القاسمة للظهر متجلية في تعويضات الفرنسي روني جيرار الذي تحصل على 380 مليون سنتيم، بينما نال مساعده الأول 360 مليون سنتيم، والمرافق الآخر بيرناديت جيرار، على 277 مليون سنتيم، أي ما مجموعه مليار و17 مليون سنتيم، مع تحميله مصاريف التقاضي.
وقضت محكمة التحكيم الرياضية الدولية "الطاس" وكان جيرار قد درب الوداد لفترة قصيرة جدا، إنتهت بانقطاع التيار بينه وبين رئيس النادي وتعويضه بعبد الهادي السكتيوي مؤقتا، و بدوره رفضت تسويته الودية. وليكمن إجمالي ما تحصل عليه عموتا وجيرار كتعويضات عن الإنفصال حوالي مليار و700 مليون سنتيم خارجة عن تعويضات الخدمة والراتب ومنحة التوقيع.

• جيبور والآخرون

وفيما يخص صناع الفرجة أي اللاعبين، فقد تقدم ويليام جيبور المشهد وهو اللاعب الذي تلاعب بالوداد على عهد عموتا، وتركه ليغادر ويغدر به في موسم التتويج بالعصبة ويسافر صوب أمريكا، وليعيده النادي بشكل غريب رغم تراجع مستواه، وهنا اضطر البنزرتي إلى عدم اعتماده أساسيا وليقرر الرحيل بشكل غريب، كان يفترض أن يكون هو من يقدم للوداد تعويضات فحدث العكس ليربح حوالي 585 مليون سنتيم.

سيمون مسوفا التنزاني تحصل على 700 مليون سنتيم، والنيجيري ميكائيل باباتوندي على 557 مليون سنتيم، و370 مليون سنتيم للأرجنتيني أليخاندرو كينطانا، وسيسوكو أكثر من 210 مليون سنتيم، وجويل مادوندو 50 مليون سنتيم.

واضطر الوداد لتسوية نزاعه مع لاعبه السابق الأوغندي، جويل مادوندو ودفع له 50 مليون سنتيم ودفع مبلغا مماثلا لفريق يونايتد النيجيري، و100 مليون سنتيم لنادي أنتويرب البلجيكي في صفقة انتقال غاي مبينزا، بينما تحصل ياسين الخروبي (287 مليون سنتيم)، وأمين تيغازوي (93 مليون سنتيم)، محمد نهيري (94 مليون سنتيم) وأنس أصباحي (154 مليون سنتيم).

وأيدت محكمة التحكيم الرياضي قرار لجنة النزاعات بالفيفا القاضي بإلزام الوداد الرياضي بتسديد 121 مليون سنتيم للاعب النيجيري شيسوم شيكاطارا، مع غرامة مالية بقيمة 44 مليون سنتيم، وتحميل الفريق الأحمر مصاريف القضية البالغة قيمتها 3 آلاف فرنك سويسري.

وقضت غرفة النزاعات داخل الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، بتغريم الوداد أيضا، أزيد من 250 مليون سنتيم لصالح المهاجم الكونغولي والتر بواليا دون أن يلعب رمية شرط واحدة مع الوداد، ثم 260 مليون سنتيم لحساب سفيان كركاش.

كان هذا ملخص نزاعات الوداد التي استنزفت إيراداته المتحصل عليها من جوائزه المالية إفريقيا في عصبة الأبطال ومونديال الأندية.