أن يتقلد المغرب رئاسة الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، أو أن يصل للجهاز التنفيذي للاتحاد الدولي لكرة القدم، كلا الأمرين فيه جدة وسبق تاريخي، واستحقاق للمكانة الرفيعة، من منظور ما يمثله المغرب اليوم لكرة القدم الإفريقية والعالمية من قيمة رائعة في بناء المنظور الجديد لكرة القدم..
طبعا للمنصبين معا رجل يتطابق بالكامل مع المواصفات ومع المعايير، ويتوفر على العتاد الفكري والشغف الرياضي الذي يجعل منه قيمة مضافة.. ذاك الرجل هو بالطبع فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، الذي أسس من البداية لمساره الرياضي الجديد، خارطة طريق، مر بكثير من المرونة والسلاسة بين محطاتها من دون تكسير لا لإشارات المرور، ولا للكوابح التي تطرحها تقاليد مثل هذه المناصب لفرملة السرعات المفرطة والجنونية، إلى أن بات اليوم شخصية وازنة في المحيط القاري، عنصر مؤثر في صناعة القرارات القوية والصعبة، بل وصانع لكثير من المداخل التي كانت تستعصي ذات وقت على كرة القدم الإفريقية.
بعضنا لو طلب أن يختار أي المنصبين أجدى نفعا لفوزي لقجع ولكرة القدم المغربية، فسيذهب بلا أدنى شك أو تردد، إلى تفضيل أن يكون لقجع رئيسا للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، لأن المنصب يليق به أولا، ويرفعه درجة في مساره الرياضي ثانيا، ولأنه بالمطلق أهل له في هذه المرحلة الدقيقة والصعبة التي تمر منها كرة القدم الإفريقية، وقد عاني الملغاشي أحمد أحمد كثيرا في إخماد الكثير من النيران المستعرة بوجود قوة قاهرة وهادمة للمشهد الكروي الإفريقي نتيجة لما هو عليه من هشاشة في تدبير الملفات الكبرى، ولأنه رابعا سيهديه فوق طبق عضوية اللجنة التنفيذية للإتحاد الدولي لكرة القدم.
إلا أن التمحيص والتدقيق والإستباقية والقراءة العميقة للمشهد الكروي الإفريقي، وأيضا الإستحضار الجيد للأبعاد الإستراتيجية للمنصب، كلها أشياء تدفع إلى القول، بأن فوزي لقجع وهو يفضل خوض سباق نيل عضوية اللجنة التنفيذية للفيفا، على دخول معمعة رئاسة الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، يكون قد أعمل الذكاء المعروف عنه في القراءة الجيدة للمشهد الكروي الإفريقي، وما حلق في الفضاء من بالونات اختبارية للنوايا في الآونة الأخيرة.
هل كان جديرا بفوزي لقجع الترشح لرئاسة الكونفدرالية في ظل طموح الملغاشي أحمد أحمد في تجديد الولاية، وهو الذي يصور على أنه الساعد الأيمن والقوي له؟
هل كان ترشح لقجع لقيادة المؤسسة الوصية على كرة القدم الإفريقية، وهو بالمناسبة أهل للمنصب برأي خبراء الكرة الإفريقية والدولية، سيرى بعين الرحمة والإعتبار والتقدير؟ أم كان سيرى بعين حمئة وسيئة، تقول أن هذا الذي فعلته الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم تزامنا مع وصول الملغاشي أحمد أحمد لسدة الرئاسة، لتطوير الكرة الإفريقية تنزيلا لاستراتيجية المغرب الجديدة في تفعيل عمقه الإفريقي، إنما كان المراد منه هو القبض على مراكز القرار داخل "الكاف" للسيطرة عليها؟
بالنظر إلى أن رئاسة الكونفدرالية هو قرار جيوسياسي وقرار رياضي، كما يهم الأفارقة فإنه يهم أيضا جياني إينفانتينو رئيس الفيفا، فإن ما هو موجود من اعتبارات ومن قراءات للمشهد يجعل من ترشيح فوزي لقجع لعضوية المكتب التنفيذي للفيفا، أهم وأقوى وأجدى نفعا للكرة المغربية ولصورة المغرب في قارته من الترشح لرئاسة الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، التي لن يبرحها المغرب بأي حال من الأحوال، فأن يحصل فوزي لقجع على عضوية تنفيذية الفيفا معناه بقوة القانون، أن يكون عضوا كامل العضوية داخل تنفيذية الكونفدرالية الإفريقية.
وليربح فوزي لقجع هذا الرهان الجديد، وينال شرف أن يكون أول مغربي يصل إلى اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم، فإنه يحتاج إلى دعمنا جميعا مؤسسات حكومية ورياضية وأفرادا، بالطبع هو يعرف جيدا المسالك التي ستأخذه إلى الفيفا، يفقه اللعبة الإنتخابية ويتقن لغة الإقناع والكولسة، فلن تجد كرة القدم الإفريقية صوتا مجلجلا ومزلزلا وناصرا لمصلحتها أكثر من فوزي لقجع، والله الموفق.