هذا هو جيل النصر الكروي الذي يرفع المغرب ثانية إلى العالمية، ويرفع الدولة والوزراء والحكومة إلى الإشتغال بالأوراش الإجتماعية الكبرى، وتحقيق العدالة الإجتماعية التي ينادي بها الشعب المغربي. واسألوا المغاربة بأولادهم اليوم، لماذا يفرحون بنصر مغربهم في كأس العالم ؟ ولا تسألوا الخونة وعبدة الكوفية والملحدين وغيرهم كثير من الذين يكرهون المغرب وهم يعيشون فوق ترابه وممن يكرهون أفراح المغرب وانتصاراته الرياضية والديبلوماسية، وحتى ملف صحرائه المنتهي بعد خمسين عاما من الصبر والقتال والتحدي المطلق.  
جيل النصر اليوم بالشيلي، أعطى الإنطباع في مسلكه الإجتماعي والروحي انبعاث أمة لا تموت إلا بحب النصر، ومن خرج من جيل «الزمر» مناديا مع هذه الحدث الرياضي العظيم بالعدالة الإجتماعية والصحة والتعليم، يدرك تماما أن هذه الخرجة لم تكن ملائمة في توقيتها ولا براءتها من غطرسة الدخلاء والخونة لتجييش الشعب بمقاطعة كأس إفريقيا المقبلة وبأجندات خارجية معروفة لزرع الفتنة، بينما الأفراح تتوالى بالشيلي وتصيب الخونة بالداخل والخارج بقطع شرايين الكراهية، ولا يدرك هذا الجيل أنه نجح في ترسيخ لغة الإحتجاج مع أن مطالبه نرجوها جميعا أن تتحقق بصحتنا وتعليمنا بقوة نبش هذه الحكومة المملة بتداعياتها الفاشلة، لكن أوصال هذا الجيل تقطعت بالدسائس واستغلال الهجوم على المملكة والسيادة والمخزن، مما أعاق المطالب العادلة إلى مطالب عدائية على المملكة. ومع ذلك، تكون الإنتصارات الرياضية لأشبال الأطلس قد همشت الخونة واتباعهم، وغيرت صوت المغاربة الى زئير سباع خرجت من الأطلس لتعيث فساد من يفسد أفراحنا، والنتيجة أن من خرب البلاد من أشباح جيل بلطجي يعيش اليوم في سجون مجتمع آخر. والنتيجة أن من يتآمر على المغرب  من مربط المواقع الإجتماعية والحسابات الوهمية وحتى بصورة الخونة هو في سجل المخزن والأعين المخابارتية. والمغرب والمغاربة لا يلعب معهم أحد.
هذا الجيل الذهبي لأشبال الأطلس بالشيلي أطلقوا عليه جيل «زيد»، ولكن الأصل أن هذا الجيل لا يدخل في إطار جيل «الزمر»، بل بجيل «استثمار النجاح»، الجيل الذي غير خريطة الكرة للتكوين القاعدي بالمغرب، وأصبح لسان العالم كله وليس إفريقيا وأوروبا فحسب، بل كرة الكون الشاملة. واسألوا دولة مصر كيف تبحث عن الجواب لتقول لأهل تكوينها «كفوا عن المحسوبية والزبونية وباك صاحبي وابن فلان في المنتخب والتدريب وووو» ، واسالوا دولة الجوار الشرقية كيف تكره المغرب وإنجازات رجالاته كعقدة جاثمة على صدورهم دون أن يصلوا لما وصله المغرب، واسألوا إفريقيا وشعوبها كيف تحترم المغرب كآخر دولة وموجودة في القارة وهي على بوديوم فينال عالمي وكوني، واسألوا كل العرب من أن المغرب أصبح تقليدهم العادي عالميا، ولا يشتغلون بنفس الإرادة لانبعاث أمة أخرى عربية في النهائي، واسألوا أوروبا كلها كيف جثم عليهم رجال وشباب المغرب عالميا في مونديال قطر، واليوم بالشيلي حتى أن فرنسيا من دعاة المواقع الإجتماعية قال بالحرف بنبرة استعمارية «كيف للمغرب ان يقصينا من نصف نهائي العالم، إنه لعار أن يهزمنا المغرب، وإنها لفضيحة كبرى للشعب الفرنسي» وهذه قصة أخرى من دعاة للسخرية. ولذلك، فهذا الجيل هو من سيغير صورة الكرة المغربية لاحقا ومثله أجيال سنية ستتفاعل بنفس الرؤيا القتالية نحو الفوز بكأس العالم وليس للمشاركة فيها. 
والإستثمار في عظمة هذا الجيل بالشيلي، يكون ببناء ملف ثقيل في المتابعة دون الوقوع في أخطاء الماضي، كما كان الحال مع جيل 2005 الذي وصل إلى نصف نهائي كأس العالم دون أن يؤطر أو يوجه أو يدبر بأعين تقنية وتسييرية داخل المغرب، لأنه تكسر بأكثر إحباط ودون مرافقة أو مصاحبة كمشروع يرجى استثمار نتائجه ونجاعة نجاحه على مستوى التدرج بالفئات العمرية وإلى الكبار، مثلما فشل في اختيار مسارات إحترافه. ولكن هذا الجيل، بني على قناعات اختيارات منهجية مع مدرب ظل مرابطا في اشتغاله لثلاث سنوات وبأفضل أعداد وتكوين بين أضلاع لاعبي البطولة وأكاديمية محمد السادس وبرامج تطوير ملائمة منسجما مع التكوين الأوروبي للاعبي المغرب بأوروبا، وإدارة تقنية متمكنة ومرافقة مستمرة من المدربين والإداريين. ولذلك، سيكون على جل المدربين المتعاقبين لما بعد المدرب محمد وهبي، أي من الأولمبي إلى الكبار، العناية بهذا الجيل دون تهميش أي كان واحتضانه احترافيا بالمتابعة، وتأطير المحترفين أيضا في اختيار الطريق الأفضل من الظل إلى الكبار. وهذا هو المعنى الحقيقي الذي يرسمه فوزي لقجع في بناء الكرة المغربية بكل فئاتها العمرية ودخولها إلى العالمية والتخطيط للفوز بكأس العالم وليس من أجل المشاركة فيها.