لا يحتاج الرجاء إلى تصدير أزمة أخرى، غير التي يتخبط فيها بسبب قلة ذات اليد والإحتباس الحاصل على مستوى الموارد المالية التي تربك الحسابات وتعاكس التوقعات، فما يجري الحديث عنه من أن اللجنة التأديبية ستجتمع لمساءلة لاعبين كالشاكير والوردي على تعبيراتهما الرافضة لسجنهما في دكة البدلاء، وأيضا لمساءلة العميد محسن متولي على تصريحات أطلقها مؤخرا يحمل فيها المسؤولية للمكتب المسير، لكونه لم يكن صارما في الضغط على الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، وطلب تأجيل المباراة أمام تونغيث السنغالي عن إياب الدور الأول لعصبة الأبطال، وهي المباراة التي تكالبت فيها ظروف خارجية من أجل إخراج النسور من دائرة الأبطال وإعادتهم لمعترك كأس الكونفدرالية.
طبعا للرجاء كل الحق أدبيا وقانونيا ليسائل لاعبيه عن أي محاولة للخروج عن النص أو لتأليب الرأي العام الرياضي رجاويا كان أم وطنيا، أو حتى للتصريح علنا بحقائق لا يحق نشرها على حبل الرأي العام، ولا حاجة لي لأن أضع حجما لهذا الذي اعتبر بالتأسيس على ما جرى تضمينه في القانون الداخلي الذي يلزم اللاعبين بالتقيد به، إساءة للفريق ومحاولة لزعزعة صفوفه والنيل من استقراره، إلا أنني أرى أن المبالغة في تقدير الجنحة الأدبية التي قد يكون ارتكبها من يعرضون اليوم على اللجنة التأديبية، أمر مرفوض في سياقات كهاته التي يعيش عليها اليوم الرجاء، حيث يقاتل المكتب المسير من أجل تدبير طريقة لتحرير الكاهل المالي للفريق وإبراز الكفاءة المالية لإنجاز الإنتدابات التي لا مناص منها بلغة التقنيين، ولا يرى جمال السلامي بديلا عنها في النسخة الشتوية للميركاطو.
حاجة الفريق لأن يركز على هذا الشق الإستراتيجي في التدبير الآني، والذي سيكون المكتب المسير أكثر المساءلين عنه، وحاجته للحفاظ على هدوئه وحق هؤلاء اللاعبين في أن نقدر ظرفيات الإعتراض الموصوف على أنها فعل غير إحترافي وضار بسمعة الفريق، وهم الذين أبدوا ليونة كبيرة مع المكتب المسير في تحصيل مستحقاتهم المالية، وما زال جزء كبيرا منها معلقا في انتظار انفراجا ماليا، كل هذا يمنح اللاعبين ظروف التخفيف، بل إنه يستوجب من المكتب المديري المعدل، أن يزيل أسباب الإحتقان الذي لا يحتاجه الرجاء في هذا التوقيت الصعب، والذي سيكون حاسما بشأن رهانات تعتبر بمثابة طوق نجاة.
ومن دون أن أحرض لاعبا على أن يبدي بطريقة أو بأخرى غضبه على تهميش طاله، ويذهب في ذلك للتطرف المرفوض، فإنني لا أرى ما يستوجب تحريك مسطرة العقاب إما للتخويف وإما للترهيب، وجميعنا يعرف أن مواجهة النفس بالحقائق ولو كانت موجعة هو سبيل للتصافي، ومن يجرد المكتب المسير للرجاء من مسؤولية إجراء مباراة تونغيث في تلك الظروف القاهرة من دون استباقية ولا مناورة في الكواليس حفظا للحقوق، سيكون كمن يأتي بالعذر الذي هو أقبح من الزلة، ومن يقول أن الرجاء لم يشهد في زمنه القريب حالات غضب من لاعبين جردوا من الرسمية، وأبدا لم يكونوا في ذلك لا عدوانيين ولا عنيفين ولا عصاة، فإنه يبيع الوهم.
في ظرفية كهاته التي يجتازها الرجاء، ومكتبه المديري مجبر على إبداع الحلول السحرية لعبور مستنقع أزمة مالية خانقة نلتمس معها العذر له بل ونسأل له العون، لا يمكن قطعا أن يتشتت التركيز وتفتح بشكل جزافي جبهة لا قبل للرجاء بها، على العكس من ذلك يجب أن تحضر الحكمة لتدبير المرحلة بمطباتها ورهاناتها وتحدياتها، فإن قدر وظلت العوارض المالية قائمة وحالت بين الرجاء وبين الدخول للميركاطو الشتوي، فإن الرجاء سيكون مع أمر وأفظع الحلول، بحاجة إلى كل نسوره، وبحاجة إلى مناخ الثقة ليسود بشكل أكبر، علاقاته بكل فعالياته وعلى الخصوص لاعبيه وطاقمه التقني، وهذا في حد ذاته رهان صعب وشاق، فما أصعب أن تجعل كل الرجاويين متحدين لمقاومة اشتداد الأزمة المالية ولماوصلة حصد الألقاب..