بات واضحا أن مع وحيد خليلودزيتش، لا يمكن قطعا أن ننتظر منه ما هو من قبيل المستحيل، قياسا بشخصيته الصلدة وبفكره الصارم، لذلك كان وسيكون من المستحيل، أن نرى له ردة أو تراجعا عن كل الذي يظنه غير قابل للنقاش، أن تأتي لائحة 25 لاعبا لكأس إفريقيا للأمم خالية من حكيم زياش ونصير مزراوي بدرجة أولى، ومن بدر بانون ومحمد شيبي وجواد يميق وأشرف بنشرقي وحتى سفيان رحيمي بدرجة ثانية، برغم أن بانون وشيبي موجودان في لائحة الإنتظار.
خليلودزيتش ليس من النوع الذي يخترق أو يلين أو حتى تكسر رأسه، فالرجل لغاية الآن لم يظهر كما كان الحال مع سلفه هيرفي رونار أي استعداد لمجرد فتح نقاش بخصوص هذا العقاب الأزلي المفروض على زياش ومزراوي، فهو يملك من طول النفس ومن الجسارة، ما يؤهله لأن يعيد على مسامعنا نفس الكلام، في كل ندوة صحفية يأتي إليها ويسأل عن حكيم زياش ونصير مزراوي، ولا أخاله سيتنازل عن إقفاله الباب في وجه الرجلين ما دام أن النتائج تطاوعه.
لا يسأل خليلودزيتش عن تغييبه زياش ونصير لأن الجواب جاهز، وإن سئل عن سقوط إسم بانون وشيبي، قال أن الباب لم يقفل وأن المسألة هي تراتبية، وإن سئل وحيد أيضا عن ازدواجية تطبيق المعايير في اختيار اللائحة لكان جوابه بالمختزل المفيد أنه صاحب القرار، وما يفعله هو عين الصواب، وإن تجاوز على معيار بعينه، فإنه يفعل ذلك من أجل المجموعة وليس من أجل سواد عيون لاعبين بعينهم، وفوق هذا وذاك هو رجل القرار الأول، ولطالما ردد على مسامعنا أنه لا يخضع لأي ضغط كيفما كانت طبيعته حتى لو جاء من رئيس الجامعة.
في لائحة 25 لاعبا، نستطيع أن نجد ما يبيحه وما لا يبيحه وحيد، ما يفرض تقيده بالمعايير وما لا يفرض تقيده بهذه المعايير، لكن إن كانت التنافسية معيارا محددا لقوة المجموعة ولعنفوانها وهي المقبلة ليس على مباراة أو مباراتين، ولكن على مسابقة نتمنى أن نصل فيها لأبعد مدى، ولو وصلنا لأبعد مدى، فهذا معناه أن فريقنا الوطني سيلعب 6 مباريات، بإيقاعات رهيبة وبمتطلبات بدنية عالية، فهل يجوز الحديث عن نسبية معيار التنافسية، عندما يتعلق الأمر بمسابقة قارية يحضرها كبار إفريقيا؟
لو سلمنا بأن وحيد هو رجل القرار والإختيار، وأنه الوحيد المتحمل لمسؤولية هذا الذي يختاره لفريقنا الوطني لاعبين ونهجا تكتيكيا، إلا أننا إزاء هذا الذي نسجله على النسب المتفاوتة للتنافسية عند أسودنا، نبدي قلقنا من أن يكون لذلك تأثير على المردود الجماعي، بخاصة وأن كأس إفريقيا للأمم بالكاميرون، ستكون الإختبار الحقيقي لفريقنا الوطني الذي أمضى سنة كاملة من دون أدنى تعثر، سنة صعد خلالها بسرعة فائقة سلالم الجدارة، حتى غدا مع نهاية السنة ثاني أفضل منتخب إفريقي تصنيفا في ترتيب الفيفا بعد أسود الطيرانغا، وأول منتخب عربي متخطيا كلا من نسور قرطاج ومحاربي الصحراء.
أتمنى ألا تخذل المعايير وحيد خليلودزيتش ولا أن تهينه التجاوزات على تنافسية بعض اللاعبين..