يستحق مدرب الرجاء هذه الجائزة لكونه جمع ما تفرق في غيره من رفاق الدرب والمهنة، فهو الوحيد القادر على الجمع بين «الشو» والهزل وبين تلاوة القرآن الكريم والمأثورات من الحديث بعد كل مباراة.
يستحق هذه الجائزة أيضا لقوة تصريحاته ولاستيهاماته ولحكيه ولروايات تتحدث عن «حكان الجلدة» وغيرها من المصطلحات التي يتحاكى بها ركبان المحبين اليوم.
ويستحق مدرب الرجاء جائزة الأوسكار لكونه بالفعل كان جادا ولم يكن ليمزح  لا هو بـ «مهلوس» حين أصر على جلب الشكل البرشلوني لأداء الرجاء، والنسور الخضر اليوم لا يختلفون عن البارصا في نسبة امتلاك الكرة في شيء.
وأخيرا أكثر ما يتيح هذه الجائزة بمنتهى الإستحقاق للسيد الطوسي هو مبادرته الخيرية وخطوته الكريمة ونزوعه صوب إحياء «الريع الرياضي» باقتراحه الأرجنتيني أوسكار فيلوني ليكون من بين المبشرين بمراكز التكوين التي لم يكتب لها أن تباشر عملها، بعدما عكس مدرب الرجاء الآية من «أنصر أخاك ظالما أو عاطلا» لـ «أنا والبراني على ولد عمي».
لو يصدق الطرح المروج له بانتداب العجوز فيلوني لأي من مراكز التكوين المنضوية تحت لواء الجامعة، فإن الأمر سيكون أقرب للفضيحة منه لشيء آخر، وسيكون التعيين كارثة بكل المقاييس ستتنافى ومصداقية ما جاءت به هذه الجامعة وناصر إداراتها التقنية من مقاربات وأفكار.
أوسكار فيلوني لا يتطابق والمرحلة لاعتبارات مهمة منها، عامل السن وكون إبن الطانغو صار متجاوزا على مستوى الأحداث وبركة الضمادة التي حل بها ذات يوم للمغرب انتهت صلاحياتها منذ فترة، ولأن هذا الأرجنتيني لا يحمل لا شواهد ولا دبلومات و الخبر اليقين عند جامعة الفهري والتي تصدت له ذات مرة حين كان مدربا للنادي القنيطري ومنحته ترخيصا مؤقتا بعدما عجز فيلوني عن الإدلاء ببيانات الشواهد واكتفى بمعادلتها بما تسنى له من ألقاب.
المعطى الثالث الذي يسقط عن أوسكار فيلوني أهلية التقليد والتكليف هو عامل السن بتجاوزه عقده السابع بسنوات، في وقت كانت الودادية ومعها الجامعة قد حددا في وقت سابق سقفا لسن اشتغال المدربين وتجهل خلفيات التساهل مع أوسكار ومنحه حالة الإستثناء الذي لا يقبل به لا احتراف ولا قانون المهنة.
أما رابع المعطيات فهو اللغة التي يتكلم بها فيبلوني (الفرنسية المكسرة) التي لن يستوعبها أبناء الجيل الذي سترعاه هذه المراكز، إلا إذا كان للسيد الطوسي متبني طرح التعيين والإشارة بالإسم لأوسكار رأي وقناعات لم نطلع عليها نحن.
شخصيا لا يد لي لا في العير ولا في النفير، ولا يربطني بأوسكار دين قديم لأصفي معه أي نوع من الحسابات، لكن معيار العاطفة المعمول به في حالته مقابل إقصاء أطر وطنية أخرى تملك من الرصيد والخبرة وحتى التاريخ ما يشفع لها أن تستفيد من هذا الريع إن نحن سلمنا به ريعا لإرضاء ومكافأة مدربين جارت عليهم السنون.
حين سلم المدربون والأطر الوطنية زمام التمثيلية للطوسي كي ينوب عنهم ويضيف لقبعاته الكثيرة (مدرب ودكتور ومحاضر ومناظر) قبعة العضو الجامعي، فلكي يسمع إبن سيدي قاسم صوت زملائه ويدافع عن مصالحهم وينصرهم ظالمين أو مظلومين، لا أن يتنكر لثقة الإنابة ويتحول لمفتي يقدم لائحة بأسماء من يستحقون مكانا تحت سقف مراكز التكوين يتصدرها أوسكار فيلوني.
إن كان هناك من يشعر أنه هضم حقا من حقوق فيلوني أو داس على تكريم وعدوه به وبخسوه منحة أو مكافأة وعدوه بها، فما عليهم سوى أن يكفروا عن ذنبهم بعيدا عن مناصب الجامعة التي تغرف من المال العام، وعليهم أن يضعوا أيديهم في جرابهم لمنح أوسكار راتبا شهريا يكفيه شر عاديات الزمن.
لو تم ترسيخ هذا التعيين، فقد يتحول أوسكار لمرجع وخلالها ستتورط الجامعة التي تصدت مؤخرا للمدرب جمال فوزي ومنعته من الممارسة بالبطولة الإحترافية لكونه عجز عن تقديم برهان الدبلوم ألف، فكيف تقبل بهذا وتعارض الثاني؟
أما الطوسي فأكيد يستحق وهو يقدم لنا هذا الإختراع ويتبنى هذا الإختيار جائزة أوسكار فريدة من نوعها، بدعمه أوسكار فيلوني بوحي من ولي أمره داخل فريقه الرجاء؟