يستحيل ترك كل هذا الهراء وهذا العبث يمر دون أن يجد قطار رونار السريع من يوقفه عند محطة الأداء، ودون أن يجد من يلجم حصان لسانه وينزله من برجه العاجي للأرض، بل ويعيده لحجمه الطبيعي.
مستحيل أن نسمع رونار مرة يقول للصحافة مخاطبا إياها من شرفته وهم بالساحة يتحلقون حوله «إفتحوا أعينكم وآذانكم جيدا لما سـأقوله» ولا نبدي له السمع والطاعة كتلاميذ بالكاد بدأوا مشوار التحصيل في المدرسة.
ومستحيل أيضا أن يقصف رونار جماهير الكرة عندنا ويكيل لها الإتهامات جزافا وبالمجان ويرميها باطلا بما ليس فيها، ويعود ليشن هجوما ضروسا على كل القارة الإفريقية التي طبعت كل الدولة معها سياسيا ورياضيا وترخي معها جسور التواصل ليقول أنه يسهل شراء الذمم بالقارة السمراء وسهل أن تشتري فيها البشر، تشتري صمتهم كما تشتري صياحهم ويؤكد أن من هتفوا بإسم زياش نالوا لذلك مقابلا وتلقوا عمولات على الخدمة، وأنه كاد واقترب ودنا من أن يصفي حسابه معهم بالملعب لو لم يلعن شياطينه؟
نحن أمام مدرب أم قبالة فتوة؟ لم نكن نعتقد أن من جئنا به لترويض الأسود تحول لـ «طارزان» يحاول أن يغطي على فشله في ترويض أسوده بترويض الإعلام والجمهور على مقاسه وعلى مقاس طلباته كما يفعلها له أبواقه في فرانس فوتبول، حيث جند صديقه الجزائري لينوب عنه بالوكالة في حربه الملعونة على زياش.
صاحب «القميجة» البيضاء قلل الحياء كثيرا ويلزمه رادع يردعه ويذكره ببداياته وأفضال إفريقيا التي يهاجمها عليه، ولولا إفريقيا لكان ولبقي ولظل نكرة منبوذ في وطنه، منبوذ في سوشو، حيث فشل ومنبوذ في ليل حيث أهين ومنبوذ في سانت اتيان، حيث تبرأ منه رئيس الفريق مؤخرا وقال أنه آخر من يفكر فيه ومنبوذ في الجزائر، حيث وصفه طيب الذكر راوراوة بالعاطل.
بيتك يا رونار من زجاج وقذف الناس بالحجارة سيعود وبالا عليك، نظرتك الدونية للإعلام المغربي ولمحاولة إظهاره كل مرة في صورة الغبي واستفزازك للجمهور هو وقود سيشعل النار وسيحرق البيت بمن فيه، وإن كان رب البيت للدف ضاربا فلا بد أن تكون شيمة بلهندة ودرار التمادي والخروج عن النص وليس مجرد الرقص.
بيتك من زجاج ونشأتك التي انطلقت من حاويات الأزبال وجامع القمامة والنفايات قبل أن يقودك الحظ للقارة التي تتهم أناسها ببيع شرفهم وذممهم لمن يدفع أكثر، كفيل بجعلك تعود لجادة الصواب وكل ذلك كي لا تنقلب عليك القفة فتندم ندما شديدا وساعتها لن ينفعك لا رالي ولا ماراطون داكار ولا مأدبات الخيريات بالسينغال، حيث تقيم بقميص صيفي.
ما كان بودي أن أدخل في مشاحنات من هذا النوع الفظ مع المسمى رونار والوصف أبلغ من اللقب، لكن تماديه وإصراره على الهرولة بالإتجاه المعاكس والإبحار عكس التيار ومحاولة جر الجامعة واللاعبين وخاصة الجمهور لشر استفزازاته يجعل المناسبة شرطا.
هو لسان كالمنشار، تعنت وتنطع وغطرسة في الإدلاء حولتك لإضحوكة في أكبر باقة تلفزيونية رياضية في العالم بتقديم تصريح من 3 كلمات لموفد «البي إن سبور»، حيث وقف قبلك صناديد التدريب والكرة ولم يفعلوا نفس الفعلة، لسان كالمنشار فرض تليينه بهذه الخرجة من باب التذكير وإن عدت عدنا.