تناول الإعلام المصري تناول وبطريقة ساخرة ردة فعل الناصيري لمندوب صحيفة «الفجر» والذي هاتفه بعد الظهر فهاج الأخير عليه بشكل مثير، قابله الصحفي المصري كما هو مسجل بمقطع فيديو المكالمة التي تمت بين الطرفين بهدوء كبير.
ليس برفع الصوت يحل الرؤساء الكبار والصناديد مشاكل فرقهم العويصة، وليس بالصياح تنفك العقد وترسم طرق الفرق الكبيرة، وكي تكون رئيسا لفريق الوداد والرجاء وغيرها من الفرق الكبيرة، عليك أن تقبل باللعبة كما هي، عليك أن تقبل بالتواجد فوق فوهة البركان والمدفع، ويوم لك وآخر عليك.
صفقة إيفونا التي قلت في بادئ الأمر أنها ستكون أكثر ستكومات رمضان حبكة وإثارة، وخمنت فصولها المعقدة ومسارها الكاريكاتوري وكواليسها المتشعبة والمعقدة، والضرب القوي والكبير من تحت السرة الذي سيلازمها، أخرجت رئيس الوداد والذي هو أيضا رئيسا للعصبة الإحترافية عن طوعه، ففجر كل غضبه في صحفي «الفجر» الباحث عن المعلومة من مصدرها.
على الناصيري أن يخرج عن صمته ليخبر الجميع وخاصة جمهور الوداد عن السر الكامن خلف هذا الصراع الموحش المرافق لصفقة إيفونا، عليه أن يبرر لماذا يرفض مليار و200 مليون سنتيم لبيع لاعبه استقدمه الفريق بـ 300 مليون فقط.
على الناصيري أن يقنعنا بشيء آخر أكثر إقناعا وهو لماذا يرفض تسريح لاعب سيضمن للوداد ربع ميزانية موسم، لأن كل المبررات التي جرى تقديمها حاليا بالإصرار على الإحتفاظ بـ «هاد الإيفونا» لم تقنع أحدا..
ما عاد هناك من مجال يسمح للناصيري بإخفاء الحقيقة والجهر بها في هذه القضية، فلا هو أراد بيع لاعبه للزمالك ولا هو قبل بعرض الأهلي ولا اللاعب بيع لبولونيا ولا انتقل للإمارات.
ما شرحناه بتحول إيفونا لغنيمة ولذهب خالص في يد سماسرة ووكلاء وشركة تفرض إتاوتها الباهظة والمكلفة والتي جهر واعترف بها مرتضى منصور، والبالغة نصف مليار سنتيم هو كبد الحقيقة وهو جوهر رفض الناصيري بيع لاعبه بهذا المنطق.
ما يثار من نقاش يمتد هديره لغاية كورنيش عين الذئاب، حيث مفاتيح إطلاق العنان للصفقة موجودة بـ «البارادايز» هو الحقيقة الماثلة التي أخرجت الناصيري عن طوعه.
إيفونا هو ماركة مسجلة باسم السلف، ومقيدة بالسجل ومحفظة بإسم عبد الحفيظ أكرم، وما لم يجلس أكرم والناصيري لنفس الطاولة لفض المشروك بينهما فلن يرحل إيفونا لا للزمالك ولا للأهلي مهما غرد  في الفيسبوك والأنستغرام وغيرهما.
على رئيس الوداد أن يقدم ما يزيل اللبس عن هذا الموضوع وأن لا يكتفي كل مرة في مسحها في المسكين توشاك، لأن العارفين بخفايا الأمور مدركون أن توشاك لا يهش ولا ينش في هكذا أمور، وإلا لما حضر الشافني وغوسطافو ولما حل أصوفي  لما جاء عبد الحي وأعراب وتعاقد الفريق مع دزينة لاعبين لم يشركهم توشاك ولو لدقائق؟
إيفونا يريد الرحيل، وحين ينشد طرف من الأطراف الطلاق في أي زيجة من أنوع الزواج الممكن، تصبح العشرة حراما ويستحيل التعايش.
حتى الذين لا يفقهون في الكرة يدركون أن بيع إيفونا بمليارين هو ضربة معلم للوداد، وهو استثمار ذكي بكل المقاييس، إلا عند الناصيري الذي لم يهضم « وماتسرطاتش ليه» قيمة  «الكوميسيون» وهو المدرك بأي حساب سترسو.
أجدى للناصيري وأنفع  لوداد الأمة أن يخرج رئيسها بتوضيح وهو هادئ وضابط للنفس غير منفعل، ليكشف الخفي الأعظم في هذه الصفقة وسر تعثرها وحكاية النسبة والعمولة.