غير هذا يا سيد وحيد ستكون قد أضفت حلقة أخرى لتلك السلسلة الطويلة من قلة احترامنا، وأنت قادم اليوم لدار الندوة، تأبط معك استقالة الكرامة وعزة النفس وغادر غير مأسوف عليك وسامح الله «الطعارجية» الذين لا يفهمون «المنفوخة بالريح» الذين إنتصبوا للدفاع عنك مسفهين أفكارنا، ومصادرين حدسنا ومحاصرين فراستنا لما قلنا والأعمدة شاهدة على أنه لا خير يرجى منك وأنك «زريكوفيتش أو زهيروفيتش» لا غير...
خرج من تحولوا ل«بارشوك» لتلقي الصدمات نيابة عنك، ليتحولوا لتقنيين برروا ما لا يبرر، فنالوا من زياش بشهادة الزور دعما لقرارك الكريه، وقزموا مزراوي وشككوا في نجاعة العرابي كي يرضوا غرورك المريض..
لو أمكنني أن أقيم بالنسبية لا المطلق، لصنفتك أسوأ العابرين من العرين مع روجي لومير، وخذ معك زيف انتصاراتك ووهمها وكم كنت مقرفا، مثل وصفك لصحفي على المباشر ب«المقرف» أن تخبرنا بلا «خجل أوحشمة» أنك أفضل مدرب الفريق الوطني، ومن حقك أن تقول وتتمادى لأكثر وتمد رجليك طالما أنه جرى تمتيعك بصلاحيات ما نالها أحد قبلك، ولن يتحصل عليها أحد بعدك، وهنا لابد من ربط المسؤولية بالمحاسبة كما أعلنها ملك البلاد شعارا كي لا يتكرر عند كل إخفاق أو نكسة تقديم أكباش الفداء قرابين للمرحلة..
كان وسيظل مبدئي قبل أن يكون شعارا لي «لا للمشي والدوس على الجثث»، خاصة إذا تفحمت، وبالنسبة لي وحيد «زريكوفيتش» جثة وإن كان حيا ويرزق كثيرا..
سيكون قلة احترام من وحيد إن لم يطبق ما إلتزم به على قناة «الرياضية» في حوار معهم لما قال «لو أفشل سأغادر، سأجمع حقيبتي وسأنسحب في صمت».. وها أنت قد فشلت فأعلن خروجك وانسحب الباب من خلفك مشكورا..
سيمثل بقاؤه في ذات المنصب ضربا في الصميم لشرعية العقود ومواثيقها، «وقد أعلن لقجع على رؤوس الأشهاد» يوم التعيين، متلازمة البقاء والإستمرارية التي تنطلق أساسا من بلوغ أول شرط وهو نصف نهائي الكان..
سيكون عبثا واستفزازا لنا جميعا، أن يخبرنا وحيد زمانه أن هذا القميص مقدس، فيكون أول من يدوسه بنعله ولن نقبل بذلك لو يأتينا اليوم ليشنف أسماعنا بخطبته المرتجلة الركيكة التي تنفر منها الأنفس فيلعن بقاءه، وإليكم هذه الجملة دونوها عندكم وبعد الندوة بمشيئة الله تعالى نتحاسب عليها، «عليكم أن تدعمونا فالحظ عاندنا وأعدكم بالتأهل للمونديال، لأن هذا حلمي الكبير كما هو حلمكم وعلينا أن نتآلف لبلوغه».
صدقوني التأهل للمونديال ممكن أن نبلغه ومن دون مدرب و17 من حوارييه، وتذكروا معي قصة ذلك القرار الشجاع لجامعة الحسين الزموري لما استشعرت الخطر فأقالت الراحل عبد الخالق اللوزاني وعوضته أمام زامبيا بالراحل عبد الله بليندة، فحضرت تعبئة كبيرة قادت الأسود لعبور رصاصات الزامبيين النحاسية برأسية عبد السلام لغريسي..
نفس الجامعة الحالية أقالت الزاكي منتصرا قبل سنوات أمام غينيا ومتأهلا لمحطة حاسمة في طريق مونديال روسيا، بحجة عدم الإقناع والإقتناع، فما الذي يمنعها لتكرر المقاربة ذاتها وقد تدهور الأداء كما لم يحدث من قبل، ولو مع هول فوراق اللاعبين وقيمتهم بين من كان للزاكي يومها، وقد ورث الشتات عن الطوسي، وبين إرث ثري تحصل عليه وحيد بعد حقبة الثعلب هيرفي رونار؟
فليغادر وحيد بكبرياء الشيب الذي غزا رأسه، وليحتكم ل«سونداج» شعبي ليدرك أنه غير مرغوب فيه وليكن رجلا ممتثلا لكلمته ووعده للرياضية وقد فشل فشلا ذريعا..
فليكن وحيد زمانه، أنه ليس بالعبقري ولا الحكيم ولا اللبيب في التعامل مع محطات وأحداث ولاعبين، ولو أراد «أن نعدد سوءاته وعوراته بالطباشير فإننا مستعدون لذلك».
أحسن شيء يمكن أن تقوم به السي وحيد بعد أن تأخذ إفطارك وحمامك، وتحتسي قهوتك هو أن توقع بخط عريض على استقالتك وسنحييك على شجاعتك.. السي وحيد دعني أهمس في أذنك بصوت عال، كيروش عراك وعرى من دافعوا عنك تعرية كبيرة، وأكد أنك مدرب لرياضة أخرى غير كرة القدم، لغاية الأسف..